معاهدة للا مغنية
صفحة المسودة (غير مراجعة)
معاهدة للا مغنية هي تقييد إلزامي للمملكة المغربية سنة 1845
بعدم دعم المجاهدين الجزائريين. يأتي هذا الإلزام بعد تعنت من السلطان
المغربي ضد مطالبة فرنسا المتكرر له بالكف عن دعم المجاهدين ضدها بالجزائر.
اضطر المغرب للتوقيع على معاهدة للا مغنية بعد قصف شديد للقواة الفرنسية للمدن الساحلية المغربية اودى بحياة الآلاف، بالإضافة للضعف العسكري للمملكة أمام الترسانة الفرنسية.
الخلفية
ظلت المملكة المغربية تتأثر بموقعها الحدودي مع الجزائر (وحتى وقت
الجزائر العثمانية) طيلة تاريخهما المشترك. وظهر هذا جليا بعد الاستعمار
الفرنسي للجزائر، فقد كان على المدن المغربية وساكنتها احتضان المقاومة
الجزائرية ودعمهم بالمال والسلاح خاصة على عهد الأمير عبد القادر
الجزائري. وقد اقتنعت فرنسا أن هذا الدعم سبب كاف ليكون الحلقة الأولى
لاحتلال المغرب والسيطرة على الشمال الإفريقي والقضاء على القواعد الخلفية
للمقاومة الجزائرية. فقامت بالضغط على المدن الحدودية بدعوى ملاحقة العناصر
الثائرة ضد فرنسا، مما جعلها تدخل في حرب مع المخزن المغربي في معركة إسلي عام 1845 م والتي انتهت بهزيمة كبيرة للمغاربة. وأجبرت فرنسا المغرب
على توقيع معاهدة للا مغنية في نفس السنة، وكان من أهم بنودها رسم الحدود
بين الدولة المغربية والجزائر المستعمرة. فتم الاتفاق على أن تمتد الحدود
من قلعة عجرود (السعيدة حاليا) إلى ثنية الساسي،
وبقيت المناطق الجنوبية دون تحديد للحدود بدعوى أنها أراضي خالية لا تحتاج
إلى رسم وتوضيح للحدود وهذا ما يعتبره الجزائريون طعنة في ظهورهم بعدما
قررالسلطان المغربي التخلي عن دعم المقاومين الجزائريين واعتبار الأمير عبد
القادر غير مرغوب فيه وخارجا عن القانون.