ا
خيرا.................. انهى عمر دراسته التي امتدت لاكثر من 18 سنة كاملة ,سبحان الله مرت في رمشة عين .يقول انه طوال هذه المدة تذكر لحظتين.الاولى ذلك اليوم الذي اخذه عمه عبد القادر الى المدرسة.كم كان خجولا الا ان تلك الحظة كانت فارقة فمن هنا سوف يبدا الحلم الجميل بمستقبل مشرق.واللحظة الثانية تلك التي انهى فيها دراسته بعد سنوات العمر الجميل ولازال يذرف عبرات كلما تذكر كل الاصدقاء الذين تربو معه وعايشوه الحياة الجامعية بمرها وحلوها...وكل تلك اللحظات الفارقة عند وصول النتائج ما اروع تلك الايام.بعد كل هذا وذلك وبعد ان تحصل على الشهادة الجامعية فتح العنان لمخيلته انه سوف يصبح من الناجحين ومن اصحاب الملايين. وفي يوم من الايام اخذ تلك الشهادة وتوجه الى وكالة تشغيل الشباب والتقى بموظف وعده ان العمل موجود وانه سوف يكون من اوئل المستدعين له, ترك عمر رقم الهاتف ورجع الى البيت وحكي لامه التي قاسمته هموم الحياة ووظفت كل طاقتها واموالها حتي ينجح.بعد ذلك مرت ايام وعمر يعود كل مره الى الوكالة لكن لا امل في عمل او اي منصب محترم . في الاخير لابد للمرء ان يياس لابد للاحلام ان تخبو ولكن لاتنطفء .كان عمر يقف عند احد الاسوار يشاهد فتيات في عمر الزهور يعملن اما هو لا.كم هو صعب في حين انهن يملكن مستواه او ادنى.نعم تجد ان العدالة هي ان لا يكون هنالك مساوة .الان عمر لا يزال يرجع دائما ويبحث عن وظيفة لكن لم يياس .ابحث عنه الان تجده في احد الموانئ حمالا للبضائع يعمل عند الذين لم يرو الدراسة في حياتهم لكن ابتسمت الحياة لهم .....لعلها ذات يوم لعمر تبتسم وهو الذي انشد يوما :
كن حالما و الا تياس وانظر الله..............يروي الارض الجرداء والنبات اليابس
واطلب اذا ما صليت ربا....................تنسى ولا ينسى عبدا في الارض بائس
واحلم بغد جميل يغنيك ..................................عن امس كنت فيه يائس