مؤسسة محمد الخامس للتضامن
تعريف عام
أحدثت مؤسسة محمد الخامس للتضامن سنة 1999 من أجل ترسيخ ثقافة التضامن لمحاربة الفقر و التهميش، وتعمل بشراكة مع الفاعلين الاجتماعيين الآخرين تحت شعار : "لنتحد ضد الحاجة".
تتمتع المؤسسة بالصفة الاستشارية الخاصة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي لهيئة الأمم المتحدة، و هي مؤسسة ذات منفعة عامة (المرسوم الصادر في 21 ربيع الأول 1420 موافق 05 يوليوز 1999).
نبذة تاريخية
إن الحديث عن التضامن يجرنا إلى استحضار تعاليم ديننا الحنيف وما يزخر به موروثنا الحضاري من أريحية و قيم نبيلة تحث كلها على الأخذ بأيدي الفقراء والمحتاجين.
واستعدادنا التلقائي للتضامن مع الآخر ينبع من الرغبة في ترجمة هذه الفلسفة إلى سلوك يومي في حياتنا اليومية على جميع المستويات وفي محيطنا المحلي والوطني : في حياتنا العائلية، مع الجيران، وغيرهم...
غير أن المتغيرات الإجتماعية المعاصرة أبانت عن عدم نجاعة السلوك الفردي.
وعليه، وجب العمل على إرساء بنيات توافقية قارة ومستديمة.
"قلما ترونني موشحا صدري بشارة أو وسام، ولكنني اليوم مسرور وفخور بحمل هذه الشرارة تضامنا مع جميع ذوي الحاجة في بلدنا تضامنا مستمرا ليس وليد اليوم ولا الغد تضامنا يجد منهله في أخلاقنا وتربيتنا وتراثنا. فلنسر في هذه الحملة ولنواظب عليها علما منا أننا سنعين بذلك لا على محو الفقر ولكن على الأقل على تخفيف ما ينوء به أولئك الذين هم في حالة فقر وليس هناك وسيلة أحسن لمحاربة الفقر من جهوية ولا مركزية الجمعيات الخيرية والمبرات الإنسانية".
من خطاب صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني
عند افتتاح أشغال المناظرة الوطنية للجماعات المحلية 19 أكتوبر 1998.
إن حكمة وتبصر جلالة المغفور له الحسن الثاني ، نور الله ضريحه، والعناية التي كان يوليها جلالته لتحسين ظروف عيش ذوي الحاجة من رعاياه جعلاه يبادر إلى إحداث لجنة الأخلاقيات. وضعت لجنة الأخلاقيات برعاية جلالة الملك محمد السادس، حين كان وليا للعهد، وتضم شخصيات من مختلف المشارب والأطياف. وقد عهد إليها بإذكاء العمل الإنساني عبر تحديد دقيق للأولويات ورصد عقلاني وناجع للإمكانيات والوسائل.
هذا، وقد مكنت النتائج المحصل عليها من رفع لجنة الأخلاقيات إلى مؤسسة اختار لها جلالة المغفور له الحسن الثاني إسم "مؤسسة محمد الخامس للتضامن". إن التجربة المكتسبة في إطار لجنة الأخلاقيات قد فسحت المجال أمام تحسيس المواطنين المغاربة بآفة الفقر، كما استوجب التجاوب الحار والتلقائي الذي لقيته هذه المبادرة في أوساط المواطنين الانتقال بها من خلية مؤقتة إلى مؤسسة دائمة ومهيكلة :
"...وقد أثلج صدرنا أن عمليات التضامن الإجتماعي كان من بينها العمليات التي عهدنا بالإشراف عليها وتوجيهها لولي عهدنا وابننا البار الأمير سيدي محمد، قد فسحت المجال أمام مشاعر التضامن الإجتماعي لدى المغاربة، للتعبير عن رسوخها في وجدانهم بصورة عفوية، مطبوعة بالتآلف والحماس . غير أن هذه الإنطلاقة المحمودة لا ينبغي أن تكون مرتبطة فقط بظروف آنية بل على العكس يجب أن تتواصل لأن الامر يتعلق بمعركة نخوضها بعمق على واجهة جديدة من أجل ضمان عيش أرغد لكافة رعايانا الأوفياء".
من خطاب صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني بمناسبة عيد العرش 3 مارس 1999.
وقد أعلن عن الميلاد الرسمي للمؤسسة خلال الخطاب الأول لجلالة الملك محمد السادس في 30 يوليوز 1999 بمناسبة عيد العرش المجيد :
"وسنولي عنايتنا كذلك مشكلة الفقر الذي يعانيه بعض أفراد شعبنا وسنعمل بمعونة الله وتوفيقه على التخفيف من حدته وثقله. وفي هذا الصدد، كا ن والدي رحمه الله قد شرفني بقبول اقتراح إنشاء مؤسسة اختار لها من بين الأسماء إسم مؤسسة محمد الخامس للتضامن تهتم بشؤون الفقراء والمحتاجين والمعاقين عاهدنا أنفسنا على تفعيل دورها وإحاطتها بكامل الرعاية والدعم".
أهداف المؤسسة ومجالات عملها:
من أهداف مؤسسة محمد الخامس للتضامن التخفيف من حدة الفقر عبر الاهتمام
بشؤون الفقراء والمحتاجين والمعوقين، وإنجاز برامج لفائدتهم، كما أنها تقدم مساعدات
استعجاليه لإنقاذ ضحايا الكوارث الطبيعية.
تتنوع مجالات عمل المؤسسة، فهناك:
• الجانب الإنساني: مساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية، عمليات الإفطار في رمضان
استقبال المغاربة المقيمين بالخارج....
• الجانب الاجتماعي: إنشاء ودعم المراكز الاجتماعية، توفير العلاج للفئات المحتاجة
إعادة إدماج المعاقين...
• الجانب التنموي: محو الأمية، التحسيس الطبي وحماية البيئة، التزويد بالماء الصالح
للشرب...
استراتيجية المؤسسة
تنبني استراتيجية مؤسسة محمد الخامس للتضامن حول محورين إثنين :
العمل الإنساني الذي يروم بالأساس إلى التخفيف من معاناة الفئات المعوزة عبر تزويدها بالمساعدات العينية الضرورية :
مواد غذائية، ألبسة، أدوية، معدات طبية وغيرها.
العمل على تحسين وتطوير ظروف العيش عبر : محاولة القضاء على أسباب الفقر ، المساهمة في تقوية الخدمات الإجتماعية (خاصة بالعالم القروي)، تحسين موارد دخل الفئات المحرومة، الحد من هشاشة الوضع الذي تتواجد عليه بعض شرائح المجتمع (بالخصوص ربات البيوت وذوي الاحتياجات الخاصة)، وكذا التقليص من الآثار السلبية للفقر على الأطفال.
العمل على ملاءمة طرق ووسائل التدخل مع الحاجيات :
تعتمد مؤسسة محمد الخامس أثناء إنجازها لبرامجها على الدينامية المحلية التي تمكن من تحديد الفئات المستهدفة وحاجياتها، مع الحرص على ضمان الانسجام والاستمرارية للمشاريع.
تجند كل المغاربة :
إن توفر شروط الشفافية واحترام قواعد التدبير السليم، قيم التضامن والمواطنة، كلها عناصر ستساعد ولا شك على تحفيز كل المغاربة للتعبئة من أجل مساعدة المحرومين بكل طواعية.
وقد كان لانخراط الفاعليين الحقيقيين في مجال محاربة الفقر دور بارز في تحسيس المجتمع بضرورة الوقوف بجانب الفئات المعوزة لتخليصها من براثين الإقصاء والتهميش.
وإذا كانت هذه السياسة من المهام الموكلة للدولة، فهذا لا يقصي الدور الذي يضطلع به بعض الفاعلين كالمقاولات، والمنظمات الغير حكومية والمجتمع المدني بوجه عام، في بلورة كل أهدافها وضمان نجاحها.
إضافة إلى كل هؤلاء الفاعلين، و الوسائل والطاقات التي يتوفرون عليها، هناك بدائل مهمة لدى الفئات المعنية لتساهم بدورها في تحسين ظروفهم.
تتلخص الأهداف المسطرة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن في الآتي :
تدعيم روح التضامن وترسيخها كثقافة.
لعب دور المحفز والمحرك الرئيسي للتنمية الإجتماعية ومحاربة الفقر.
توفير الدعم والمساندة وتنظيم أعمال وتظاهرات لفائدة الفئات المعوزة عبر تقوية المؤسسات وتوفير الدعم المالي لمختلف الفاعلين الإجتماعيين.
خلق شراكة وتوخي القرب كمبدأ أساسي أثناء إعداد مشاريعها.