مخاطر التدخين: الدراسات ستجعلكم تتوقفون فورا عن التدخين!
مثل هذه الدراسات بشان مخاطر التدخين لا يتم نشرها كل يوم: ففي الولايات المتحدة وجد ان حظر التدخين لا يؤثر على عمل الحانات، في الدول الاسكندنافية وجد ان التدخين يسبب فيروس الورم الحليمي، وفي هولندا وجد ان التدخين والكحول يسببان سرطان المريء والمعدة.
الأربعاء , 13 نوفمبر 2013
مخاطر التدخين!
" العديد من الدراسات التي تجرى حول موضوع مخاطر التدخين مهمة جدا لانها تعمق وتوسع وعينا"، هكذا يقول خبراء مكافحة السرطان. ووفقا لاقوالهم، "يمكن من ناحية رؤية تاثير التدخين على العديد من انواع السرطان (حيث اظهرت الدراسات السابقة ان التدخين مسؤول عن نحو ثلث من حالات السرطان)، ومن ناحية اخرى يمكن ملاحظة قدرة التشريعات المناسبة ومسؤوليات الدولة في تنفيذ القوانين – في خفض معدلات التدخين ومخاطر التدخين. كل عام يموت حوالي خمسة ملايين شخص في العالم بسبب الاضرار الناجمة عن التدخين، ولكن الخبر السار هو انه يمكن التقليل من هذه الاحصاءات الصعبة".
فيما يلي بعض الدراسات المهمة حول مخاطر التدخين:1 . منع التدخين في الاماكن العامة في ولاية مينيسوتا في الولايات المتحدة الامريكية: حظر التدخين لا يسبب لفقدان اماكن العمل في الحانات والمطاعمفحص الباحثين من جامعة مينيسوتا في الولايات المتحدة صحة الادعاء بان فرض الحظر على التدخين في الحانات والمطاعم يسبب اضرارا اقتصادية في هذا المجال. يستند هذا الادعاء على فرضية ان شرب الكحول والتدخين "متلازمين" ولذلك يجب اعفاء الاماكن التى تقدم الكحول من الحظر المفروض على التدخين في الاماكن العامة. فحص الباحثون التوظيف في عشر مدن في ولاية مينيسوتا، بين يناير 2003 وسبتمبر 2006، واجروا مقارنة بين المدن التي يحظر فيها تماما التدخين في الاماكن العامة (بما في ذلك الحانات والمطاعم) وبين المدن التي يوجد فيها حظر جزئي (اعفاء للحانات التي تقدم الكحول). في مدينتين من بين العشر لم يكن هناك اي حظر، وتم استخدامها كمجموعة ضابطة.
نتائج البحث: لم يظهر اي تاثير كبير سواء ا قصير الامد ام طويل الامد على فرص العمل في المدن التي شملتها الدراسة. ففي المدن التي يوجد فيها حظر تام على التدخين في الاماكن العامة - قل عدد العمال في الحانات والمطاعم بـ 0.09% فقط (9 عمال لكل 10،000 نسمة) بالمقارنة مع المدن التي يوجد فيها حظر جزئي على التدخين، وكان عدد العمال اقل بـ 0.02 ٪ (2 عمال لكل 10،000 نسمة) مقارنة بالمدن التي لا يوجد فيها حظر بالمرة. لكن هذا الفارق ليس مثبت من ناحية احصائية. في المدن التي يوجد فيها حظر من اي نوع كان عدد العمال اكثر بثلاثة في كل 10،000 بالمقارنة مع المدن التي لا يوجد فيها اي حظر.
لخص الباحثون الى ان الحظر المفروض على التدخين في المطاعم والحانات، التي تقدم الكحول، لا يؤثر على العمل في هذا المجال بشكل كبير. هذا الحظر يحمي من التعرض للتدخين السلبي، لا يسبب ضررا اقتصاديا ويشكل ابسط طريقة لتوفير هذه الحماية. هذه الاستنتاجات تتفق مع استنتاجات الدراسات السابقة حول الاضرار الاقتصادية للمطاعم والحانات الناتجة عن حظر التدخين. وقد نشرت هذه الدراسة مؤخرا في مجلة Prevention Science.
2 . الاضرار الناجمة عن التدخين: التدخين هو عامل خطر اخر لفيروس الورم الحليمي البشري الذي يسبب سرطان عنق الرحمفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هو السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم. لكن، لان هناك العديد من النساء اللاتي اصبن بالفيروس ولن يصبن بالمرض، فانه ليس السبب الوحيد للمرض. دور التدخين كمسبب لسرطان عنق الرحم تم فحصه في الماضي لكن كان من الصعب التاكد والفصل بين تاثير التدخين كمسبب مستقل للمرض بعد الاصابة بفيروس الورم الحليمي.
في دراسة جديدة اخذت معطيات من خمسة بنوك للدم في الدول الاسكندنافية (السويد، النرويج، فنلندا وايسلندا)، التي تحتوي على عينات من اكثر من مليون امراة. تمت مقارنة هذه المعطيات مع معلومات اخذت من مكاتب سجل السرطان الوطنية. جميع المعطيات كانت من السنوات 1973-2003. حيث فحص الباحثون 588 عينة من النساء اللواتي اصبن بسرطان عنق الرحم المنتشر و -2861 عينة من نساء غير مصابات بالمرض. في هذه العينات تم فحص وجود مادة الكوتينين (علامة بيولوجية تدل على التعرض للتبغ) والاجسام المضادة للسلالات 16 و 18 من فيروس الورم الحليمي البشري، الاجسام المضادة للهربس والاجسام المضادة للمرض التي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي - الكلاميديا.
وجد الباحثون زيادة كبيرة في خطر الاصابة بسرطان عنق الرحم من نوع سرطان الخلايا الحرشفية لدى المفرطات في التدخين، سواء بالنسبة للنساء اللاتي وجد لديهن فيروس الورم الحليمي البشري (اكثر ب 2.7 مرة )، وكذلك بالنسبة للنساء اللاتي لم يعثر لديهن على الفيروس ( اكثر بـ 2.9 مرة )، بالمقارنة مع النساء غير المدخنات. الخطر لدى المفرطات في التدخين بقي متشابها، حتى بعد الاخذ في الاعتبار عامل الاجسام المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري (اكثر بـ 3.2 مرة ). الاستنتاجات: التدخين هو عامل خطر مستقل لسرطان عنق الرحم لدى النساء اللاتي اصبن بسلالات فيروس الورم الحليمي البشري، التي تسبب السرطان. هذه الدراسة نشرت في عام 2009 في المجلة الامريكية لعلم الاوبئة American Journal of Epidemiology.
3 . تطبيق القانون لمنع التدخين في الاماكن العامة في اسبانيا - الحظر الكامل ادى الى خفض كبير في التدخين القسري. تطبيق قانون المناطق المخصصة للمدخنين، ادى الى انخفاض طفيف.باحثون اسبان فحصوا تاثير قانون حظر التدخين في الاماكن العامة في اسبانيا (الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2006) عن مدى انتشار التدخين القسري في اسبانيا - التدخين السلبي. يحظر القانون الاسباني تماما التدخين في المراكز الطبية، المؤسسات التعليمية واماكن العمل، ويسمح بالتدخين فقط في غرفة التدخين في اماكن الترفيه. لدراسة تاثيره على السكان الاسبان، فقد اجرت الجمعية الاسبانية لامراض الرئة وجراحة الصدر (SEPAR) استطلاعا عبر الهاتف للسكان في موعدين مختلفين: 6،533 شخصا تم استطلاعهم قبل دخول القانون حيز النفاذ، منهم 3،907 (59.8 ٪) كانوا من غير المدخنين. 3،289 شخصا تم استطلاعهم بعد نحو عام من تنفيذ القانون، منهم 2،174 (65.9 ٪) من غير المدخنين.
يظهر من النتائج ان نسبة التعرض لدخان التبغ البيئي (ETS) انخفضت عموما من - 49.5 ٪ في عام 2005 الى - 37.9 ٪ في عام 2007 - انخفاض قدره 22٪. وكان الانخفاض الاكبر للتعرض للتدخين في اماكن العمل من - 25.8 ٪ الى 11 ٪، اي انخفاض قدره 58.8 ٪. في المدارس انخفضت نسبة التعرض من - 17.8 ٪ الى 8.8 ٪، انخفاض قدره 49.8 ٪. نسبة الانحفاض كانت متدنيه اكثر في المنازل واماكن الترفيه. ففي المنازل انخفض التعرض للتدخين من 29.5 ٪ الى - 21.4 ٪، وفي اماكن الترفيه من 37.4 ٪ الى - 31.8 ٪، انخفاض مقداره 27 ٪ و 8 ٪، على التوالي.
استنتج الباحثون ان تطبيق قانون مكافحة التدخين في الاماكن العامة ادى الى انخفاض كبير في التعرض لدخان التبغ البيئي. ففي الاماكن التي كان فيها الحظر كاملا، كان الانخفاض اعلى بالمقارنة مع الاماكن التي يوجد فيها تقييد فقط او لا يوجد فيها اي حظر. هذه الدراسة نشرت في اغسطس في 2008 المجلة الاوروبية للصحة العامة European Journal of Public Health.
4 . اضرار التدخين: التدخين وشرب الكحول يزدان من خطر الاصابة بسرطان المريء والمعدةفحص باحثون هولنديون ما اذا كان التدخين وشرب الكحول يزيدان من خطر الاصابة بثلاثة انواع من سرطان المريء - الغدي (Adenocarcinoma - EAC)، وسرطان الخلايا الحرشفية (ESCC) وسرطان الذي يحدث في مكان اتصال المريء والمعدة (GCA). بدات الدراسة في عام 1986. حيث قام 120،852 شخص اصحاء بملء استبيانات حول اسلوب الحياة ومن ثم تمت متابعتهم لمدة 16 عاما.
النتائج: على مر السنين، اكتشفت لدى المشاركين 120 حالة من سرطان الخلايا الحرشفية، 168 حالة من EAC و 187 حالة من GCA. ووجدت علاقة بين التدخين في الماضي والحاضر وبين انواع المرض الثلاثة. خطر الاصابة لدى المدخنين الحاليين كان الاعلى. لدى المدخنين في الماضي كانت المخاطر متوسطة، مقارنة مع اولئك الذين لم يدخنوا قط. لمدة ووتيرة التدخين تاثير على حجم المخاطر. كما وجدت هذه الدراسة علاقة بين شرب الكحول وبين ESCC. الاشخاص الذين شربوا اربعة كؤوس من الكحول في اليوم كانوا معرضين بخمس مرات اكثر لخطر الاصابة بالمرض بالمقارنة مع الاشخاص الذين لم يشربوا الكحول.
استنتج الباحثون ان من مخاطر التدخين وشرب الكحول انهم يزيدان من خطر الاصابة بسرطان المريء والسرطان الذي يحدث في مكان اتصال المعدة والمريء. هذه الدراسة عرضت في 17 نوفمبر 2008 في المؤتمر السنوي السابع للجمعية الاميركية لابحاث السرطان - American Association for Cancer Research.