العصور الوسطى
منذ فتح مكة وحتى بعد وفاة النبي محمد عام 11هـ (634م) تولى إدارة مكة زعماء قريش، ومرت مكة بمرحلة من الاستقرار منذ بداية خلافة أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وانتهت باغتيال عثمان بن عفان عام 35هـ (655م)، وبدأت مرحلة عدم الاستقرار في خلافة علي بن أبي طالب مرت خلالها الدولة الإسلامية بالكثير من الفتن والحروب، أبرزها موقعة الجمل، موقعة صفين، معركة النهروان، وخلال هذه المرحلة اغتيل علي بن أبي طالب، وتولي معاوية بن أبي سفيان للخلافة عام 41هـ (661م). ولما توفى معاوية كانت مكة مركزاً لانطلاق المعارضة لحكم الأمويين، وذلك عندما رفض الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان للخلافة، وقد انتهت هذه المعارضة بمقتل الحسين بن علي في معركة كربلاء، ومقتل عبد الله بن الزبير في مكة بعد هجوم الحجاج بن يوسف الثقفي عليها ومحاصرتها عام 73هـ (692م).
قام الأمويين خلال حكمهم لمكة بالعديد من الاصلاحات مثل شق الطرق،
والاهتمام بالأمور الدينية والعلمية، ولعل أبرز هذه الاصلاحات كان عام 91هـ عندما تم توسعة المسجد الحرام وتسقيف أروقته على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
عاشت مكة تحت حكم الخلافة الأموية حتى عام 132هـ (750م) عندما قامت الخلافة العباسية على يد أبو العباس عبد الله السفاح، وقد اهتم العباسيين بعمارة المسجد الحرام حيث تم توسعة المسجد في عهد أبو جعفر المنصور، ولعل أبرز الأحداث التي مرت بها مكة في هذه الفترة إستيلاء القرامطة عليها وسرقتهم للحجر الأسود عام 317هـ (929م) وتم إعادته عام 330هـ (941م). بعد خروج مكة من تحت نفوذ الدولة العباسية، خضعت المدينة لسيطرة الكثير من الدول مثل الدولة الإخشيدية، الدولة الفاطمية، الدولة الأيوبية والإمبراطورية العثمانية التي كان من أهم انجازاتها إنشاء سكة حديد الحجاز، إلى أن حكم الهاشميون الحجاز واستمروا بها لعام 597هـ (1200م) عندما أجلاهم الأشراف
من مكة وتولوا حكمها وإدارتها، كان الأشراف يبقون حكاماً لمكة على أن يكون
ولائهم للدولة التي تسيطر على منطقة الحجاز، وقد أستمر حكم الأشراف في
لمنطقة الحجاز حتى قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1351هـ (1932م).