تستحيل الكتابة عن عملاق الأدب فيكتور هيجو دون أ نتسير مع حبر القلم شحنة عاطفة متفاقمة٠عاطفة إعجاب وتقدير، ينموان معالزمن، بدء عند أ ول أبيات شعر حفظناها عن ظهر قلب ورددناها ونحن نهرولأطفالا إلى المدرسة، إلى أول دراسة لنص من “البائسون” في ساعة اللغةالفرنسية فيما بعد٠٠٠ ثم يرافقنا إنتاجه الأدبي الغزير في شتى ألوانه،نثرا و شعرا مثريا خيالنا ووجداننا شبابا فكهولا.
الإنسانية تحتفل هذهالسنة بالمائوية الثانية لذكرى ميلاد فيكتور هيجو الذي ولد سنة ١٨٠٢ وتوفيسنة ١٨٨٥ وبقيت كلماته بعد رحيله نابضة عميقة نافذة إلى الصميمفي سلاسةوشفافية لم يسبقه إليهما أ حد٠قال فيكتور هيجو وهو فتى مراهق، رهيف الحس،دقيق الملاحظة، حاد الذكاء “إما أن أكون شاتوبريان Chateaubriand أولاأكون!” أسس مع أخويه آبيل و أوجين ، وكان هو أصغرهم مجلة أدبية وهو لميبلغ الثامنة عشرة بعد، وقد شغف ثلاثتهم منذ نعومة أظفارهم بالأدب وشبواعلى حبه٠ ومما لا يعرفه الكثيرون عن الفجائع وضربات القدر الشرسة التيكانت تقصم ظهره في حين تعجز عن إيقاف قلمه عن العطاء و الإبداعيصاب أخوهآبيل بالجنون و فيكتور هيجو هام بأن يحتفل٠ بأول خطاه فوق درب الشهرةوالمجد٠كما كتب على هذا الشاعر، الذي كان يحب الأطفال حبا جما ويرى فيابتسامهم رحمة الإله ونور الوجود، أن يموت جميع أطفاله و هو بقيد الحياة،كتب عليه أن يسير في جنازة فلذات أكباده، الواحد تلو الآخر، أولهم وهورضيع وآخرهم وهو أب لطفلين صغيرين٠
ومن أروع ماجادت به قريحة فيكتور هيجو أبيات يخاطب فيها ابنته قرة عينه وهو قاصد لحدها مع أول خيوط نور الصباح تغمر الهضاب