بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
درس / الاســتــثـــنــاء
الاستثناء ثلاثة أقسام
القسم الأول / المستثنى بـ إلا
( قام بتلخيصه : أ/ بدر علي على هذا الرابط )
( http://www.dhifaaf.com/vb/showthread.php?t=16981 )
القسم الثاني المستثنى بغير وسوى
القسم الثالث / المستثنى بخلا وعدا وحاشا
الاستثناء هو إخراج شيءٍ بأداةِ استثناء من شيءٍ مخالفا إياه في الحكم
القسم الأول / المستثنى بـ إلا
مثال / جاء الناسُ إلا واحداً ـ (السياق تام موجب، تام لذكر المستثنى منه ( الناس ) ، وموجب مثبت غير منفي )
أركان الاستثناء ثلاثة :
1ـ المستثنى منه ( الناس )
2ـ وأداة الاستثناء ( إلا ) 3ـ المستثنى ( واحداً )
أنواع الاستثناء:
1ـ الاستثناء التام الموجب (التام هو ما ذكر فيه المستثنى منه ، الموجب هو المثبت غير المنفي )
مثال / أقلعت الطائراتُ إلا طائرةً ـ ( السياق تام موجب ، تام لذكر المستثنى منه ( الطائرات ) ، وموجب مثبت أي غير منفي ) فيجب نصب المستثنى ( طائرةً )
2ـ الاستثناء التام المنفي ( المنفي المتصدر بأداة نفي أو شبه نفي استفهام ونحوه )
مثال / لم تنطلق الطائراتُ إلا طائرةٌ ـ ( السياق تام منفي ، تام لذكر المستثنى منه ( الطائرات ) ، منفي متصدر بأداة نفي ( لم )
عندنا وجهان في المستثنى ( طائرة ) لأن السياق تام منفي ،
أـ النصب جوازا على الاستثناء ( طائرةً )
ب ـ الإتباع على البدلية ( طائرةٌ ) أي يعرب ما بعد إلا بدلا ويتبع المستثنى منه في الرفع أو النصب أو الجر ..
3ـ الاستثناء الناقص ( ما حذف منه المستثنى منه وهو دائما منفي ) ويسمى أيضا الاستثناء المفرغ أي أن العامل عمل في المعمول بما يقتضيه العامل
مثال / ما أقلعت إلا طائرةٌ ( الاستثناء ناقص ، لعدم وجود المستثنى منه )
ويتم إعرابه :
نحذف النفي ( ما ) ونحذف أداة الحصر ( إلا ) ولا نقول أداة استثناء لعدم وجود المستثنى منه
ويبقى ( أقلعت طائرةٌ ) نعرب : طائرةٌ / فاعل مرفوع والذي جعلها فاعلا هو الفعل أقلع ،
أقلع تفرغ للعمل في المعمول لذلك سمي استثناء مفرغ
إذن يعرب ما بعد إلا حسب موقعه في الجملة
الخلاصة عندنا ثلاث قواعد/
1ـ اذا كان المستثنى تاما موجبا فالنصب في المستثنى واجبٌ .
2ـ إذا كان المستثنى تاما منفيا فعندنا وجهان :
أـ النصب على الاستثناء ، ب ـ الإتباع على البدلية
3ـ اذا كان الاستثناء ناقصا أو مفرغا فالمستثنى يعرب على ما يقتضيه العامل أو( نحذف النفي ونحذف أداة الحصر ونعرب المستثنى حسب السياق )
القسم الثاني المستثنى بـ ( غير وسوى )
تعريف غير/ اسمٌ متوغلٌ في الإبهام وهو نكرة أبدا لا يتعرف بالإضافة ولا يحلى بإل ولكن يلازم الإضافة أبدا ولا يقطع عنها ويكون ما بعدها مضافا إليه مجرورا
ملاحظة / قد يأتي بعض الشواهد ( قبضت عشرة دراهم ليس غير ) لكن هنا اسم مقدر بعد غير بمعنى ليس غيرها مقبوضا
إعراب غير / تعرب إعراب ما بعد إلا
مثال / حضر المدرسون إلا مدرساً ( هنا نحذف إلا ونضع بدلها غير )
(حضر المدرسون غيرَ مدرسٍ )
نصبنا غيرَ لأنها تأخذ حكم ما بعد إلا ( وجوب النصب على الاستثناء) وهي مضافة وما بعدها مضاف إليه مجرور
مثال / ما تحدثتُ إلى أحدٍ إلا ( واحداً ، واحدٍ ) ـ ( السياق تام منفي )
تام ( المستثنى منه مذكور أحدٍ ) ومنفي ( متصدر بما النافية ) فعندنا وجهان :
إما النصب على الاستثناء ( واحداً ) وإما الإتباع على البدلية والبدل ( واحدٍ ) يتبع المبدل منه ( أحدٍ ) وهو مجرور
( نحذف إلا ونضع بدلها غير ) نقول ( ما تحدثتُ إلى أحدٍ
( غيرَ / غيرِ ) واحدٍ
ملاحظة / ما ينطبق على غير ينطبق على سوى وكلاهما اسمان
اسم غير يعرب بالحركات الظاهرة أما اسم سوى مقصور يعرب بالحركات المقدرة
إذا كانت أداة الاستثناء هي غير وسوى فإن الاسم الواقع بعدهما يكون مجرورا دائما
والاسمان غير وسوى يعربان إعراب المستثنى الواقع بعد إلا
القسم الثالث / المستثنى بـ ( خلا و عدا و حاشا )
هذه الأدوات الثلاث مترددة بين الحرفية والفعلية يقول ابن مالك رحمه الله
( وحيثُ جرا فهما حرفان ........ كما هما إن نصبا فعلان )
مثال / بنيتُ المنازلَ خلا منزلاً
( المستثنى منزلاً جاء منصوباً ) أي إذا نصبنا منزلاً فمعنى ذلك أن :
خلا فعل فتصبح منزلاً مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
ولو قلنا (بنيتُ المنازلَ خلا منزلٍ )
( المستثنى منزلٍ جاء مجرورا ) أي إذا جررنا : منزلٍ فمعنى ذلك أن :
خلا حرف جر فتصبح منزلٍ اسم مجرور بحرف الجر خلا وعلامة جره الكسرة
الخلاصة ( لابد من شرط على اعتبار خلا وعدا حرفان أو فعلان سبقهما بما المصدرية أو خلوهما منها
فإن تقدمت عليهما ما فالنصبُ واجبٌ أي نصب المستثنى على انه مفعول به
وإن خلت جاز لك الامران النصب على كونهما افعال والجر على كونهما حرفان )
أنت بالخيار : إن نصبت فإن خلا فعل ، وإن جررت فإن خلا حرف
مثال / بنيتُ المنازلَ ما خلا منزلاً :
( يجب النصب لأن خلا سبقت بــ ما المصدرية )
مثال / الوجه الأول :
( حضر الضيوفُ عدا فلاناً )
الوجه الثاني ( حضر الضيوفُ عدا فلانٍ )
يجوز فيها الوجهان
الوجه الأول : عدا حرف جر وفلاناً اسم مجرور
والوجه الثاني : عدا فعل وفلاناً مفعول به
الإعراب كاملاً :
( عندما لا تسبق عدا وخلا بما المصدرية )
حضرَ / فعل ماض مبني على الفتح ، الضيوفُ / فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، عدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ( الفعل عدا مقصور ) والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ،
فلاناً / مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة..
أو
عدا : حرف جر مبني لا محل له
فلانٍ : اسم مجرور بـ عدا وعلامة جره الكسرة الظاهرة
مثال / ( حضر الضيوفُ ما عدا فلاناً ) ( يجب نصب المستثنى ( فلاناً ) لأن عدا سبقت بــ ما المصدرية )
الإعراب : ما / حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، عدا / فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، فلانا / مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
أما ما يخص حاشا:
ما ينطبق على خلا وعدا ينطبق على حاشا
المفارقة أن حاشا لا تسبقها ما المصدرية ( أي لا نقول ما حاشا ،
لا نقول ( حضر الضيوف ما حاشا فلانا )
نتعامل مع حاشا كما تعاملنا مع خلا وعدا إما أن تكون حرف جر وما بعدها مجرورا
وإما تكون فعلا فتنصب ما بعدها ولكن لا تسبقها ما المصدرية
يقول ابن مالك رحمه الله ( و كـ خلا حاشا ولا تصحبُ ما )
وهناك لغات في حاشا ( حاش ، حاشا ، حشا ) فحاشا مثل غيرها تنصب وتجر ( بالخيار )
مثال / رأيت القومُ حاشا فلاناً ( حاشا فعل وفلاناً مفعول به منصوب )
رأيتُ القومُ حاشا فلانٍ ( حاشا حرف جر وفلانٍ اسم مجرور )