أميرالمنتدى مشرف على قسم
الدولة : المدينة : أسفي عدد المساهمات : 2076 نقاط : 8649 تاريخ التسجيل : 14/01/2011
| موضوع: ابن خلدون رائد علم الاجتماع السبت 15 فبراير - 0:14:03 | |
| هو ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي، كنيته أبو زيد، وهوعالم عربي شهير وواضع علم الاجتماع الحديث سابقاً بذلك علماء الغرب، تمكنمن تقديم عدد من النظريات الجديدة في كل من علمي الاجتماع والتاريخ، كانيهوى الإطلاع على الكتب والمجلدات التي تركها العلماء السابقين وذلك لكيتتكون عنده خلفية علمية يستطيع أن يستند عليها في أفكاره هذا بالإضافةلتمتعه بالطموح العالي والثقافة الواسعة. تمتع ابن خلدون بمكانة علميةعالية سواء على المستوى العربي أو العالمي، قال عنه المؤرخ الإنجليزيتوينبي "في المقدمة التي كتبها ابن خلدون في تاريخه العام، أدرك وتصوروأنشأ فلسفة التاريخ وهي بلا شك أعظم عمل من نوعه خلقه أي عقل في أي زمان".
النشأة ولدابن خلدون في تونس عام 1332م ، لأسرة من أصول يمنية وكان لأسرته الكثير منالنفوذ في إشبيليه ببلاد الأندلس، وقد هاجرت الأسرة مع بداية سقوط الأندلسفي يد الأسبان إلى تونس وعاش ابن خلدون معظم حياته متنقلاً بين بلاد شمالأفريقيا، هذا بالإضافة لزياراته لأرض الحجاز. أقبل ابن خلدون على العلمفقام بدراسة القرآن الكريم وتفسيره، والحديث والفقه واللغة هذا بالإضافةلعدد من العلوم الأخرى على يد عدد من علماء تونس، كما كان يهوى الإطلاعدائماً لمعرفة المزيد من العلوم والأفكار الأخرى وأطلع على كتب الأقدمينوأحوال البشر السالفين وذلك حتى تتكون عنده ثقافة واسعة.
فكره وفلسفته كانتلابن خلدون فلسفته الخاصة والتي بنى عليها بعد ذلك أفكاره ونظرياته في علمالاجتماع والتاريخ، حيث عمل على التجديد في طريقة عرضهم، فقد كان رواةالتاريخ من قبل ابن خلدون يقومون بخلط الخرافات بالأحداث، هذا بالإضافةلتفسيرهم التاريخ استناداً إلى التنجيم والوثنيات، فجاء ابن خلدون ليحددالتاريخ بأنه "في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول، وفي باطنهنظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها" ،وذلك لأن التاريخ "هو خبر عن المجتمع الإنساني الذي هو عمران العالم، ومايعرض لطبيعة هذا العمران من الأحوال". وعلى الرغم من اعتراض ابن خلدونعلى آراء عدد من العلماء السابقين إلا أنه كان أميناً سواء في عرضه لهذهالآراء والمقولات أو نقده لها، وكان يرجع أرائهم الغير صحيحة في بعضالأمور نظراً لجهلهم بطبائع العمران وسنة التحول وعادات الأمم، وقواعدالسياسة وأصول المقايسة. سعى ابن خلدون دائماً من أجل الإطلاعوالمعرفة فكان مطلعاً على أراء العلماء السابقين، فعمل على تحليل الآراءالمختلفة ودراستها، ونظراً لرحلاته في العديد من البلدان في شمال إفريقياوالشام والحجاز وعمله بها وإطلاعه على كتبها، فقد اكتسب العديد من الخبراتوذلك في عدد من المجالات سواء في السياسة أو القضاء أو العلوم، فجاءتأفكاره التي وصلت إلينا الآن تتمتع بقدر كبير من العلم والموضوعية.
مهامه العلمية شغلابن خلدون عدد من المهام أثناء حياته فتنقل بين عدد من المهام الإداريةوالسياسية، وشارك في عدد من الثورات فنجح في بعضها وأخفق في الأخر مماترتب عليه تعرضه للسجن والإبعاد، تنقل ابن خلدون بين كل من مراكش والأندلسوتونس ومن تونس سافر إلى مصر وبالتحديد القاهرة ووجد هناك له شعبية هائلةفعمل بها أستاذاً للفقه المالكي ثم قاضياً وبعد أن مكث بها فترة أنتقل إلىدمشق ثم إلى القاهرة ليتسلم القضاء مرة أخرى، ونظراً لحكمته وعلمه تمإرساله في عدد من المهام كسفير لعقد اتفاقات للتصالح بين الدول، ومن بينالمهام التي كلف بها تمكن ابن خلدون من إيجاد الوقت من أجل الدراسةوالتأليف.
مؤلفاته قدم ابن خلدون عدد من المؤلفات الهامةنذكر من هذه المؤلفات "المقدمة" الشهيرة والتي قام بإنجازها عندما كانعمره ثلاثة وأربعون عاماً، وكانت هذه المقدمة من أكثر الأعمال التي أنجزهاشهرة، ومن مؤلفاته الأخرى نذكر "رحلة ابن خلدون في المغرب والمشرق" وقامفي هذا الكتاب بالتعرض للمراحل التي مر بها في حياته، حيث روى في هذاالكتاب فصولاً من حياته بجميع ما فيها من سلبيات وإيجابيات، ولم يضمالكتاب عن حياته الشخصية كثيراً ولكنه عرض بالتفصيل لحياته العلميةورحلاته بين المشرق والمغرب، فكان يقوم بتدوين مذكراته يوماً بيوم، فقدمفي هذا الكتاب ترجمته ونسبه والتاريخ الخاص بأسلافه، كما تضمنت هذهالمذكرات المراسلات والقصائد التي نظمها، وتنتهي هذه المذكرات قبل وفاتهبعام واحد مما يؤكد مدى حرصه على تدوين جميع التفاصيل الدقيقة الخاصة بهلأخر وقت. ومن الكتب التي احتلت مكانة هامة أيضاً نجد كتاب " العبر" و" ديوان المبتدأ والخبر" والذي جاء في سبع مجلدات أهمهم "المقدمة " حيثيقوم في هذا الكتاب بمعالجة الظواهر الاجتماعية والتي يشير إليها في كتابهباسم "واقعات العمران البشري" ومن الآراء التي قدمها في مقدمته نذكر "إنالاجتماع الإنساني ضروري فالإنسان مدني بالطبع، وهو محتاج في تحصيل قوتهإلى صناعات كثيرة، وآلات متعددة، ويستحيل أن تفي بذلك كله أو ببعضه قدرةالواحد، فلابد من اجتماع القدر الكثيرة من أبناء جنسه ليحُصل القوت لهولهم- بالتعاون- قدر الكفاية من الحاجة الأكثر منهم بإضعاف".
الوفاة توفىابن خلدون في مصر عام 1406 وتم دفنه بمقابر الصوفية عند باب النصر بشمالالقاهرة، وذلك بعد أن ترك لنا علمه وكتبه القيمة التي مازالت مرجع للعديدمن العلماء الآن. |
|