تلوث المياه تسونامي آخر يهدد حياة البشر
البيئة والحياة :
خلقت الأنهار والبحار والمحيطات لخدمة البشرية قبل أن تتحول لمستودعات للمخلفات ونفايات الإنسان وتصبح بؤرة للتلوث، وتتجلى قيمة المياه في جميع جوانب الحياة، خاصة أنه ثبت علميا أن الوسط المائي يساعد عمليات الهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي للإنسان، وبدون الماء لا يمكن لتلك العمليات أن تتم، وفي الزراعة من المستحيل الحصول على أي منتوج غذائي بدون المياه.
التلوث الحراري
إن تغير الخصائص الفيزيائية أو الكيميائية للمياه يجعلها تصبح أقل صلاحية للاستعمال وعندها تسمى المياه بالملوثة، وتعتبر الأنهار والبحار المصدر الرئيسي للمياه سواء لحالات الشرب أو للعمليات الزراعية والصناعية، ولذا من الأهمية معرفة كيف تلوثت تلك المياه وماهي المصادر التي تلعب دورا رئيسا في التلوث؟ ويعد التلوث الطبيعي هو أحد مصادر تلوث المياه من خلال انجراف النفايات والفضلات، بواسطة مياه الأمطار الى الأنهار والشواطئ. أما المصدر الثاني فيتمثل بالتلوث الحراري الناجم عن المصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وأهمها الأسماك حيث تتعرض للموت نتيجة تغير الخواص الطبيعية للمياه، بواسطة تأثير ارتفاع درجة الحرارة، حيث إن المياه الدافئة تفقد الأكسجين، وهذا التغير في درجة الحرارة يؤثر على تنفس الأحياء البحرية، وأيضا فإن الإخلال في التوازن الحيوي لمنطقة معينة تعرضت لارتفاع درجة الحرارة، يؤدي الى هجرة الكائنات الحية لمناطق أخرى.
نفايات المصانع
وتعد حوادث الباخرات من الظواهر الحديثة التي تتسبب في تسرب النفط وتلوث المياه، أما المصدر الآخر للتلوث فيتعلق بنفايات المصانع نتيجة احتوائها معادن ثقيلة كالرصاص والزئبق، والتي تملك القدرة على التراكم في أنسجة الكائنات الحية مما يؤدي لموتها، وتأتي المخلفات البشرية لتشكل مصدرا من مصادر تلوث المياه بواسطة المنظفات ونفايات المستشفيات، حيث تحتوي بعض تلك النفايات على مواد غير قابلة للتحلل، أما المخصبات الزراعية وأهمها مركبات الفسفور والنترات فهي تلعب دورا كبيرا بتلويث المياه عن طريق انتقالها للمسطحات المائية بواسطة الصرف أو السيول، مما يساهم في اضطراب النمو البيولوجي وتدمير الحياة البحرية عموما.
ومن أخطر الملوثات للمياه هي المواد المشعة نتيجة التجارب الذرية والمحطات النووية أو دفن النفايات في أعماق البحار. كما أن رش المحاصيل بالمبيدات الحشرية غالبا ما يؤدي لانسياب بعض تلك المبيدات الحاوية على مواد كيمياوية الى الأنهار مما يتسبب في تلوثها .
مبالغ باهظة
ولاشك أن المياه تشغل حيزا مهما من دائرة الاهتمام اليومي للإنسان، حيث لا يمر يوم دون أن تكون للمياه بصمة في حياتنا، ولذا نالت قضايا تلوث المياه الأولويات في حياة أي دولة، لدرجة أن هناك صراعاً دوليا في بعض مناطق العالم من أجل الحصول على المياه، وهناك دول أخرى تسعى من خلال الدراسات والأبحاث العلمية وبطرق شتى للمحافظة على المياه من التلوث أو إيجاد حلول لمعالجتها، وتضع العديد من الإجراءات الوقائية لمنع تلوث المياه أهمها معالجة المياه الصناعية الملوثة، ووضع قوانين تحد من مستويات التلوث والنفايات الصادرة من المستشفيات والمصانع، ومعالجة المياه بحاجة لبناء منشآت وإدخال تقنيات، مما يكلف الدول مبالغ باهظة، لذا فإن أهمية المحافظة على المياه قبل تلوثها من الضروريات التي تحتم المسؤولية على كل شخص لتوفير الجهد والمال.
تسونامي آخر
تمت دعوة عمر المنصوري خبير بيئي عند نهاية الشهر الماضي إلى ورشة عمل قد سبقت فيضانات عنيفة شردت أكثر من أربعين ألف شخص من مدينة قدح الواقعة شمال ماليزيا، ولا تزال مياه الفيضانات تغمر مناطق شمال ماليزيا في وقت يتوقع أن تضرب تلك البلاد كارثة شبيهة بتسونامي قبل نهاية هذا العام، خلال تلك الورشة التقى المنصوري مع أحد سكان المدينة ويدعى “رمليو”، وهو من المهتمين بقضايا البيئة حيث حدثه قائلا: إنهم لا يخشون تسونامي آخر، وأن ما حدث قد يمر بهم في العمر مرة أو مرتين ولكن ما يخشونه حاليا تسونامي من نوع آخر قد يضرب بلادهم كل يوم، مشيرا لتلوث الأنهار لأن المصانع والمعامل تقذف يوميا الآلاف من الأطنان التي تعد من الملوثات السامة في نهر مربوك الواقع على ضفاف مدينة قدح، مما يقضي بالتالي على أسماك التربوك التي تعد ثروة غنية لماليزيا كغذاء يومي أو مصدر لرزق العشرات