[size=32]التلوث السمعي
/////////////////
في كل مناحي الحياة ومنذ تواجد الإنسان على هذه البسيطة ..برع في إسعاد نفسه !بتركيب الحان شجية للترويح عن النفس ..بدأت كدندنات بدائية ثم تطورت شيئا فشيئا كي يكسبها الإنسان كل الجماليات ...جمالية الموسيقى ...جمالية اللغة المرافقة ..يمتح من جماليات الطبيعة ...بدأ الإنسان طبعا بمحاكاته للطبيعة من حيث سماعه لخرير الماء وحفيف الأشجار وغيرهما كثيرا ....من الأصوات المتواجدة في الطبيعة ..التي كونت لديه رصيدا كبيرا من الموسيقى العذبة التي يتلذذ بها لنفسه وطورها بمزيد من الشغف عبر الزمن ...
بعد تطور البشرية ..بعد قرون وقرون ..تطورت الموسيقى التي بدأت طبيعة وشجية ...طوعها الإنسان وبرع في صنع آلات تستجيب لغذاء روحه ...
في عصرنا الحالي /لطفك اللهم لطفك//يبدو والله اعلم أن الإنسان الذي أراح نفسه بالموسيقى التي لها معنى حياتيا بامتياز ...بدأ هذا الإنسان بتلويث السمع البشري ..بموسيقى تبعث في الروح ..الاشمئزاز ..والنفور التام ...عوض أن تريحها وتستريح في ظلها ...موسيقى تصل إلى خارج الصدور والمؤخرات ولا تصل إلى الروح ....
هذا إن استثنينا الكلمات المرافقة للموسيقى والتي هواها الجنس البشري ..ففي البدء كان البشر لا يستسيغون إلا كلمات رقيقة لها معنى الحياة أما الآن ونحن نعيش هذا التلوث السمعي الطاغي في ساحة عيشنا ..فلا يكاد المرء فقه ما يتلفظ به بعض من الذين يفترض فيهم أنهم (يطربون...
ما ذهبت إليه ينطبق على كل اللغات المتداولة ...وعلى كل الأنواع الموسيقية حاليا...فهناك تلوث وتلويث غير مسبوق وصارخ للسمعي البشري ...
كل ما نصبو إليه من خلال هذا الموضوع أن يعي من يعمل على الموسيقى أنها غذاء وغذاء للروح ...والروح الإنسانية كما كانت لازالت ...دائما ما تمتح من النقاء الذي جبلت عليه وتظل رغما عن الكل تهفو إلى ما هو متعة حقيقية وتنبذ كل ما هو ملوث سواء في الموسيقى أو في الكلمات الغنائية[/size]