قراءة سريعة في كتاب ثلاثة و ثلاثون قرنا من تاريخ الامازيغيين :
يقول الاستاد محمد شفيق عضو اكادمية المملكة المغربية مؤلف هذا الكتاب في مقدمة الكتاب أن الأمازيغ هم من الشعوب القليلة التي لم تهتم قط بالتأريخ لتاريخها، بل وتركت الآخر مهما كانت مسمياته يدون ما يراه على طريقته الخاصة. كما يفترض محمد شفيق في هذا البحث المختصر أن عدم اهتمام الامازيغيين بتدوين أحداث تاريخهم فيه نوع من النبل و الشهامة و هذا نظرا لاستحالة تجرد المؤرخ من مشاعره القومية و الدينية التي قد تحول بينه و بين الموضوعية و كأن حال الأمازيغيين كان يقول: فليكن ذلك في الماضي، إنه لا يهمنا. و مع ذلك فإن هذا الموقف فيه نوع من السذاجة و الغفلة أيضا لأن هذا "الآخر" أيا كان، سيكتب التاريخ كيفما يريد هو في غياب اهتمام الأمازيغ أنفسهم بكتابة تاريخهم.
كما يتعرض بعد ذلك لمفهوم كلمة ''البربر'' وكيف أطلقت من طرف الإغريق على الأمازيغيين و يبين كيف أن لكل شعب بربره الخاص، بمعنى الشعب الذي يجهلون لغته و ثقافته. فبربر العرب هم العجم، لكن هذه التسمية لم تعرف إلى بعد الاحتلال العربي لتامزغا.
كتاب ثلاثة و ثلاثون قرنا من تاريخ الامازيغيين يبين ايضا العوامل السياسية التي كادت تتحكم في التاريخ الأمازيغي و تتلاعب به، كإرادة العرب نسب الأمازيغيين غليهم و قولهم أنهم من العرب العاربة هذا من جهة، و من جهة أخرى إرادة الاوروبين إيهام الأمازيغيين أنهم أبناء عمومتهم نظرا للتشابه المورفولوجي بين الشعبين.
ومن الأهمية بما كان حرص الكاتب على الإشارة إلى بعض خصائص الثقافة الأمازيغية التي يورد الكاتب بانها ثقافة مسالمة بطبيعتها. حيث عرف عنهم أنهم كانوا دائما في موقف المدافع لا المهاجم، و أنه لم يحدث وأن غزا الأمازيغ أي شعب آخر. إذن هي ثقافة مبنية على المساواة و التسامح حيث لم يوجد هناك طبقية على الرغم من بدائية المجتمع، فلا عبيد و لا نبلاء كما كان معروفا عند الأمم التي عاصروها. كما حضيت المرأة أيضا بالمساواة التامة مع الرجل سرعان مافتقدوها مع اختلاطهم بالعرب .
يعرج الكاتب بسرعة على بعض الأحداث التي سبقت قدوم العرب المسلمين إلى بلاد الأمازيغ وذكر ملوكهم و قبائلهم وكيف تصدى السكان للاحتلالات المختلفة التي تعرضوا لها.
الكتاب يتصف بقد كبير من الموضوعية و يستشهد بكم هائل من المراجع الاجنبية و العربية
لتحميل كتاب ثلاثة و ثلاثون قرنا من تاريخ الامازيغيين بصيغة pdf من هنا