مايكل أنجلو ............. هو فنان عصر النهضة العظيم والشخصية البارزة في تاريخ الفنون التشكيلية .. إنه رسام لامع و نحات رائع و مهندس معماري بارع .. لقد ترك لنا "مايكل أنجلو بوناردتي" أعمالا رائعة أذهلت الناس أكثر من أربعة قرون . و أعماله هذه قد تركت أعمق الأثر في كل الأعمال الفنية في أوروبا.
ولد "مايكل أنجلو" في مدينة "كابريزة" عام 1475م و قد ظهرت موهبته في سن مبكرة. في الثالثة عشرة من عمره تتلمذ على يد الفنان الكبير "جيرلانديو" في مدينة "فلورنسا" . و عندما بلغ الخامسة عشرة من عمره انتقل ليعيش في قصر "آل مديتشي" كأنه أحد أفراد هذه الأسرة العريقة. رعاه "لورنتسو مديتشي" حاكم مدينة "فلورنسو" حتى برزت موهبته العظيمة .. كثيرا ما طلب إليه الباباوات و الأمراء أن يقوم بالرسم و النحت و البناء. تنقل كثيرا لكنه أمضى معظم سنوات عمره في "روما" و "فلورنسا" .
على الرغم من أنه لم يكن عبقرية عالمية مثل الفنان العظيم "دافنشي" الذي عاصره ، لكن خصوبته الفنية كانت مذهلة .. ربما كان الفنان الوحيد في العالم -أو هو بالفعل- الذي بلغ قمة الإبداع في اثنين من الفنون : الرسم و النحت.
فالرسم الذي تركه على جدران القبة (المسدسة الأضلاع) في كنيسة القديس "بطرس" بالفاتيكان من أعظم الأعمال الفنية في كل العصور. و على الرغم من ذلك فإنه يعتبر نفسه نحاتا ، و كثير من النقاد يرونه أعظم نحات في التاريخ. و التمثالان اللذان أقامهما ل"موسى" و "داود" و تمثال "الرحمة" الشهير تعتبر جميعا من الأعمال الفنية التي لم يبلغ إتقانها و روعتها أحد من بعده.
ثم إنه مهندس معماري ليس له نظير .. و من أعظم إنجازاته كنيسة "آل مديتشي" في مدينة "فلورنسا" .. كما أنه ظل وقتا طويلا يعمل مهندسا معماريا لكنيسة القديس "بطرس" بالفاتيكان بروما.
ثم إنه قد نظم عدد من القصائد بلغت 300 قصيدة معروفة حتى الآن .. و لم تنشر قصائده الغزلية إلا بعد وفاته .. و هذه القصائد كشفت عن شاعريته و عن الملامح الرقيقة لشخصيته.
توفي "مايكل أنجلو" في روما عام 1564م في التاسعة و الثمانين من عمره و لم يتزوج