بيتهوفن ........ لودفيج فان بيتهوفن أعظم موسيقار في كل العصور ، ولد في مدينة بون بألمانيا الغربية عام 1770م . ظهرت موهبته الفذة في سن صغيرة ، و ترجع أول أعماله الفنية و هو في الثالثة عشر من عمره ، زار فيينا و هو شاب صغير و تم تقديمه إلى الموسيقار "موتسارت" فكان لقاء عابرا . في عام 1792 عاد ثانية إلى فيينا و درس على يدي الموسيقار "هايدن" . و كان في ذلك الوقت أعظم موسيقار في فيينا ، و بقي بيتهوفن في فيينا عاصمة الموسيقى في ذلك الوقت حتى آخر أيام حياته. كانت براعته في العزف على البيانو حديث الدنيا كلها ، و نجح أيضا كمدرس للموسيقى ، و بسرعة توالت أعماله الفنية الرائعة ، فلم يجد صعوبة في أن يكون مشهورا أو أن يتهافت ناشرو الموسيقى على كل أعماله الفذة و هو في العشرين من عمره. و هو في أواخر العشرينيات ظهرت عليه أعراض الصمم مما عرضه للإحباط و فكر في الانتحار. في منتصف عمره الفني تزايد الصمم فبدأ ينسحب من الحياة الاجتماعية حيث شعر أن الناس سنظرون إليه كإنسان مشوه أو إنسان ذي عاهة ، كما أن النهايات التعيسة كانت مصير علاقاته العاطفية المتعددة. ظل إنتاج بيتهوفن الفني فيضا غزيرا لا يتوقف ، فهو يبدع دون أن يفكر في الأعمال الفنية التي تستهوي الجماهير ، و ظل ناجحا رغم كل شيء. في أواخر الأربعينات من عمره أصيب بتهوفن بالصمم التام ، و لم يعد يذهب إلى الحفلات الموسيقية و انسحب اجتماعيا ، و أصبحت أعماله اقل ، و أكثر صعوبة ، حتى لم يعد من السهل فهمها ، و اصبح يؤلف موسيقاه لنفسه و لأجيال قادمة حيث ذكر عنه قوله لأحد النقاد : هذه الموسيقى ليست من أجلك إنما لأجيال من بعدك. و إنه لمن سخريات القدر حقا أن يصاب أعظم موسيقار في التاريخ بعجز تام عن السمع ، و من العجيب حقا أن أعمال بيتهوفن التي أبدعها و هو أصم تعد أروع وأعظم من كل ما فاضت به عبقريته بعد ذلك. من أعمال بيتهوفن تسع سيمفونيات و 32 سوناتا على البيانو و خمس كونشرتات على البيانو و الكمان و مجموعة رائعة من الكوراتات الوترية و الموسيقى المسرحية و غيرها. و أعماله الموسيقية تضم إلى العمق ذلك الإحساس بالكمال في بنائها جميعا فقد استطاع بأعماله الموسيقية الارتفاع إلى أعلى مستوى فني بلغه إنسان ، كما أنه موسيقار مبدع أصيل و كثير من إبداعه الفني ظل عميق الأثر في الأجيال التالية فقد أطال السيمفونية و وسع مجالها و عن طريق قدرته الهائلة في عرض إمكانيات البيانو ساعد كثيرا على أن يجعل البيانو أعظم الآلات الموسيقية ، و بيتهوفن هو الذي ساعد على انتقال الموسيقى على انتقالها من مرحلة الكلاسيكية إلى الرومانسية كما أنه جعل الأوركسترا أكثر عددا .. و خلاصة عظمة بيتهوفن أنه هو الذي وضع معالم الموسيقى الرومانسية فيما بعد.
كان لبيتهوفن أثرا عظيما على جميع الموسيقيين فيما بعد و كان أثره على العديد من العباقرة مثل "برامز" و "فاجنر" و شوبرت" و "تشايكوفسكي" كما أنه مهد لظهور عباقرة آخرين مثل "بريوز" و "مالر" و ريشرد أشتراوس" و كثير غيرهم.
بقي أن نعلم أن بيتهوفن توفي عام 1827م و هو في السابعة و الخمسين من عمره.