تلميذة "أرنبات وذاك الشي" تثير زوبعة بالفايسبوك المغربي
حظيت التلميذة الصغيرة زينب من فاس، صاحبة عبارة "الأرنبات وذاك الشي"، بغير قليل من الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي، كما خصص لها البعض صفحات فايسبوكية، ومقاطع فيديو طريفة، بينما كتب آخرون مقالات علمية عن أصل كلمة "أرنبات" ومدى صحتها اللغوية.
ولم يكن يدر بخلد الطفلة الصغيرة أن ينالها هذا القسط الوافر من الاهتمام بين جمهور الانترنت خاصة، وهي تتحدث قبل أيام قليلة لكاميرا القناة الثانية عن حبها لمادة النشاط العلمي في أحد مستويات الابتدائي، وكيف أنها أحبت من خلال هذه المادة "الأرنبات وذاك الشي"، وتقصد الأرانب ومعلومات أخرى.
وتوزعت ردود الكثيرين الذين تابعوا ضجة فيديو الفتاة الصغيرة وتلفظها بعبارة "الأرنبات وذاك الشي" بين من عمد إلى السخرية من النطق بهذه الكلمة، والتندر بوضعية التعليم في المغرب، وبين من جعل من الموضوع مزاحا بريئا مع التلميذة، ومن رفض مثل هذا التعاطي مع طفلة بريئة.
وذهب معلقون إلى أنه لا ضير في التعامل مع فيديو "الأرنبات وذاك الشي" بشيء من الضحك شرط أن لا يكون محكوما بخلفيات معينة، ولا مصحوبا بالسخرية ولا التنقيص من الأشخاص، خاصة أن الأمر يتعلق بطفلة صغيرة لا تفقه كثيرا في دواليب الانترنت ووسائل الإعلام.
وقال آخرون إن الأجدر أن تنصب السخرية على رداءة التعليم في بلادنا، والذي جعل من تلامذتنا جاهلين في اللغة العربية، لا يعرفون جمع الكلمات ولا تكوين حتى جملة مفيدة، معتبرين أن الفيديو لا ينتقص من قيمة الطفلة لأنها بريئة، بقدر ما يدق ناقوس الخطر حول مستوى التعليم في البلاد.
ولجأ ناشطون إلى إعداد مقاطع فيديو تبرز وقوع شخصيات سياسية في أخطاء تتعلق إما بطريقة تهجي الكلمات، أو بالتلعثم أو الجهل باللغة، ومن ذلك المشهد الذي بدا فيه رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وهو يعبر بصعوبة في حوار سابق مع قناة فرنسية، ومقطع للوزير بنعبد الله عندما استمرأ ذكر "دعارة عوض "ذعيرة"..
وأورد معلقون فطنون أن لفظة "أرنبات" صحيحة لا غبار عليها، فالأرنبة هي واحد الأرانب، كما تعني أيضا طرف الأنف، وجمعها يكون أرنبات وأرانب، وبالتالي فإن براءة الطفلة الصغيرة لم تخطئ التعبير، وبأنها كانت أفضل من الذين حاولا السخرية من تعبيرها.
وكتب الدكتور عصام البشير في هذا السياق مقالا أفاد من خلاله بأن إذا "سمي رجل بأرنب، لجاز أن نقول في جمعه أرنبون، ولو سميت به امرأة، لجاز أن نقول أرنبات"، مبرزا أن "اللحن قبيح من الأديب الفصيح، لكنه قد يكون ظريفا مستملحا إن صدر عفوَ البديهة من الصبيان".
وخلص البشير إلى أن "كثرة النقد والاستهزاء بالآخرين ليست ظاهرة صحية، بل تنم في الغالب عن أمراض مستحكمة في النفوس"، مؤكدا أن "السعيد من اشتغل بعيوبه عن عيوب الناس، وعمّر أوقاته بالتعلم والتعليم، والإفادة والاستفادة، واتعظ بأخطاء غيره فاجتنبها".