يعيش المسلم في ظل التربية الإسلامية حياة ملؤها السعادة والاطمئنان ، فهو يشعر بالراحة النفسية والاجتماعية، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأن كل شيء في هذا الكون يحصل بقدر الله عز وجل .
وأما الإنسان الذي يعيش في المجتمعات غير الإسلامية فهو يشعر بالإحباط
والقلق والتوتر والاضطراب النفسي والفراغ الروحي والاكتئاب فتكثر حالات الانتحار والهروب والفساد الخلقي والاجتماعي.
من هنا تتجلى أهمية التربية الإسلامية وقيمتها ويظهر ذلك من خلال :-
1. إنها تنظم حياة الإنسان مع ربه سبحانه وتعالى، فالله عز وجل هو الخالق الرازق المستحق للعبادة، والإنسان مخلوق وظيفته عبادة ربه والتوجه إليه دائما، قال تعالى :" (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم*" (العلق 1- 4) .
2. إنها تحقق السعادة للإنسان في الحياة الدنيا والآخرة، فالمسلم يعرف قيمة الدنيا، فعالمه أوسع من عالم الحياة المادية الأرضية وحدها، فالتربية الإسلامية تقوم على أساس الواقع المادي والروحي للإنسان دون الاقتصار على جانب واحد منها فقط ([1]) ، والمسلم يعلم أن الدنيا مزرعة الآخرة وأن ما عمله في الدنيا سوف يجده ويحاسب عليه في الآخرة قال تعالى:"(( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ )) ( القصص 77) .
3. التربية الإسلامية تنظم حياة المسلم مع مجتمعه الذي يعيش فيه، وتعمل على تقوية الروابط بين المسلمين ودعم قضاياهم والتضامن معهم قال تعالى: " إنما المؤمنون أخوة " (الحجرات10) وقال رسول الله-r- :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسّهر و الحمى " ([2]) .
4. التربية الإسلامية تهتم بكل مقومات الإنسان الجسمية والعقلية والنفسية والوجدانية وتسعى إلى تحقيق التوازن التام بين كل هذه المقومات.
فالإسلام يرفض الرهبنة والانقطاع للعبادة، كما أنه يرفض تحول البشر إلى عجول آدمية مفتولة العضلات خاوية العقل والروح ، وأمر الصحابة الذين حاولوا مخالفة الفطرة أن يعودوا إلى صوابهم فقال - صلى الله عليه وسلم - : " ….أما أنا فأصلي وأرقد ، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني " ([3])