الوضوء في الإسلام من أهم الأركان في الصلاة ، فلا تقبل الصلاة من غير وضوء .و الوضوء عبارة عن عمليّة بسيطة نغسل بها أماكن معيّنة في الجسم مرّات معيّنة لكل مكان ، تعمل على تطيهرنا من الأوساخ أوّلاً ، و تطهيرنا من ذنوبنا ثانياً ، فهي على الرّغم من أنّها حركات بسيطة إلا أنّ لها ثواباً عظيماً.
ونقوم في الوضوء بغسل اليدين ، الفم ، الأنف ، الوجه ، الشعر ( الرأس) ، القدمين . فالوضوء يعلّم المسلم الطهارة و النظافة ، فديننا دين نظافة و طهارة ، فيجب علينا الوضوء و الصلاة في مكان طاهر ، ولباسنا لباسٌ طاهر يخلو من النّجس و الأوساخ . فيضيء المسلم و ينقي نفسه ويطهرها من الذنوب و الأوساخ.
و قال الله تعالى في كتابه عن الوضوء في سورة المائدة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) .
و الوضوء قبل النّوم له حسناتٍ كثيرة ، فمن بات طاهراً ابتعدت عنه الكوابيس و الشياطين في منامه ، ومن بات طاهراً بات معه ملك ، فعند استيقاظك من النوم يقول الملك " اللهم اغفر لعبدك فإنه باتَ طاهراً " ، فتغفر ذنوبك فقط لأنك نمت على وضوء و طهارة .
فأيضاً إضافةً إلى مغفرة ذنوبك ، تصعد روحك في المنام إلى السّماء لستجد قرب عرش الرحمن قرب الله تعالى ، وهذه مكانةٌ كبيرةٌ لا ينالها إلا الطّاهرون .
و حثّنا نبينا محمد صلى الله عليه و سلم للنوم على وضوءٍ فقال : ( إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، وقل : اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رهبة ورغبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت ، فإن مت مت على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول . فقلت أستذكرهن : وبرسولك الذي أرسلت . قال : لا ، وبنبيك الذي أرسلت ) .
فالنّوم على طهارة يكسبك اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، حب الله لك لأنّه سبحان يحب المتطهرين ، يغفر لك ذنوبك ، يبات معك ملك ، تصعد روحك للسماء لتسجد قرب عرش الرّحمن ، تنام نوماً مطمئناً مبتعداً الشيطان عنك وعن وسواسه لك في المنام ، فهنيئاً لمن اتّخذ الوضوء قبل نومه عادةً يوميةً في حياته .