بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله سيدنا محمد ابن عبدلله وعلى اله وصحبه ومن والاه
والسلام عليكن جميعا اخواتي المسلمات
إن المكانة الموموقة التي تحتلها المرأة في الإسلام، لا يمكن إدراكها وتمثلها إلا بعد معرفة حالتها ووضعها قبل الإسلام ومقارنتها بحقوقها، وما تدع لها الحضارات الغربية اليوم من تحرير للمرأة فما هو إلا للقضاء على حياء وكرامة المرأة المسلمة، وذلك للنيل منها، وقد استخدمت تلك الحضارات شتى الطرق للقضاء على النشء.. ولم تتمكن لذلك أخذت اقصر الطرق وأقواها فعالية للقضاء على الجيل الناشئ وذلك من خلال القضاء على معدة ومنشأة الجيل القادمة.. وكل ذلك للقضاء على الإسلام والمسلمين والجيل المسلم.. واليوم عبر صفحة الأسرة بـ (بالوطن) نناقش حال المرأة قبل الإسلام، ووضعها بعد الإسلام.. نظرة الإسلام منذ البداية للمرأة.. وذلك لتدرك المرأة المسلمة مكانتها المرموقة في ظل الإسلام ومزاياه العديدة..
حالة المرأة ووضعها قبل الإسلام:
إن ما وصل إلينا من تاريخ لمواقف الشعوب والأمم نحو المرأة.. يدل كله على سوء ما كانت تعانيه المرأة.. فقد كانت مظلومة ومغلوبة على أمرها.. تارة ينظر اليها على أنها جزء من المال الذي يورث.. وأحيانا تسلب حقوقها حتى من حق الحياة.. إذ كانت بعض القبائل العربية تئدها وهي حية.. وقد هدد القرآن الكريم أولئك الذين كانوا يقدمون على هذه الفعلة النكراء.. بقوله تعالى: (وإذا الموؤودة سئلت* بأي ذنب قتلت) صدق الله العظيم.. هذا عن العرب قبل الإسلام..
اما باقي أمم الأرض والتي تدعي اليوم تحرر المرأة فلننظر كيف كانت ترى المرأة.. فلم تكن المرأة عندهم أحسن حظا منها عند العرب.. بل على العكس كانت أسوأ.. فقد كان الصينيون يسندون الأعمال الحقيرة للمرأة ويتشاءمون من ولادتها.. بينما كانوا يعتبرون ولادة الذكر كأنه إله نزل من السماء..
أما الرومان فقد كانوا يعتبرون المرأة بلا عقل.. ويجب الحجر عليها بسبب طيشها.. حتى إذا تزوجت أبرمت عقدا مع الرجل يعطيه السيادة التامة عليها من كل النواحي..
أما النصرانية فقد اعتبرت المرأة هي المسؤولة عن الفواحش والانحلال الأخلاقي الذي شاع في المجتمع الروماني.. وقد قال عنها القديس تولتيان: (أنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله) وقد فرضت الديانة النصرانية المحرفة أن يكون الزواج أبديا. فإذا وقع الشقاق فانه لا يجوز لاحد الزوجين طلب الانفصال عن الآخر.. وأقصى ما يمكن فعله هو التفريق الجسدي.. دون السماح لأي منهما بالزواج.. وبعد ذلك أما إن يختارا عيش الرهبان والراهبات أو يتعاطيا الفجور ويستقيا كؤوس الفحشاء طوال أعمارهما الباقية..
ومتى تزوجت المرأة في ظل النصرانية.. فانها تفقد أهليتها الاقتصادية ويصبح كل ما عندها ملكا لزوجها..
أما المرأة في تصور اليهودية فهي في منزلة الخدم.. وملونة وقد جاء في التوراة المحرفة.. (أن المرأة أمر من الموت.. وأن الصالح أمام الله من ينجو منها) وهكذا كانت قبل نزول تشريعات الاسلام الخالدة.. فقد كانت وضع لا يليق بها كإنسان فلم يكن لها أي حق.. وبالتالي لم تكن لها أي قيمة.. هذه هي نظرة الحضارات الغربية للمرأة قبل وبعد الإسلام.. ولنرى مكانة المرأة في ظل الإسلام..
حقوق المرأة وواجباتها في الإسلام:
جاء الإسلام ليعلن للبشرية جمعاء في وضوح (إنما النساء شقائق الرجال) فالمرأة هي النصف الآخر في المجتمع والذي من دونه لا تتصور حياة له.. ولم يترك الإسلام المرأة تحت سلطان الرجل المطلق.. كما كان الحال في الجاهلية.. وعند الرومان واليونان.. بل رفع منزلتها وعمل على تحريرها من تلك السلطة المتطرفة التي كانت ترزح تحتها.. كما إن الإسلام لم يورد حقوق المرأة بشكل عموميات غامضة.. وإنما فصل تلك الحقوق.. وبين الكثير من الواجبات التي رسمت صورة واضحة للمرأة كانسان مشاركة للرجل في مجالات الحياة التي تتفق وطبيعتها.. والإسلام بذلك يكون قد قدم للبشرية فتحا مبينا.. وثروة عظيمة كانت قبله.. ومن الحقوق التي اقرها الإسلام للمرأة.. والتي أصبحنا اليوم نجدها قضايا عادية.. بينما كانت في ظل النظم غير الإسلامية من المستحيلات هي:
١ـ المساواة في الإنسانية: فبعد أن كان ينظر لها نظرة احتقار وازدراء أو أنها جسد بلا روح أعلن الإسلام إنسانيتها وكرامتها قال تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) صدق الله العظيم..
٢ـ حرية التعاقد: سواء أكان في البيع والشراء ام سائر العلاقات الاقتصادية حتى في الزواج.. وهو عقد له أهمية كبرى في حياة الإنسان.. فلها حرية إبرامه أو عدم إبرامه.. ولا يملك أب أو ولي أن يكرهها على الزواج بغير من ترضاه.. قال عليه الصلاة والسلام: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن). ويروى أن ماجه، واحمد والنسائي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: (جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته.. قال: فجعل الأمر إليها فقالت: قد أجزت ما صنع أبي. ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس إلى الآباء من الأمر شئ)..
٣ـ حق العلم: فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم المرأة.. وعد ذلك حقا لها فقال عليه الصلاة والسلام: (من ابتلى من البنات بشيء فأحسن اليهن كن له سترا من النار) والإحسان اليهن يقتضي تعليمهن..
٤ـ حق التملك: فقد نص القرآن الكريم صراحة على حقها في التملك فقال تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما أكتسبن)..
٥ـ حق الميراث قال عز وجل: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون ماقل منه أو كثر نصيا مفروضا) صدق الله العظيم..
٦ـ حق العمل: وذلك وفق الشروط التالية:
أـ أن ينسجم العمل وطبيعة المرأة كالتعليم والمهن والوظائف الخاصة بالنساء.. وتنسجم وطبيعتهن.. أما الأعمال التي لا ينجح في القيام بها إلا الرجال فقد منعها الإسلام من ممارستها..
ب ـ أن يكون العمل بعيدا عن جو الاختلاط.. وذلك منعا للشبهات وحفاظا على الأخلاق الطيبة..
ج ـ الا يتعارض عمل المرأة مع رسالتها الحقيقية. وهي الأمومة ورعاية البيت وطاعة الزوج.
وإن المجالات التي منع الإسلام المرأة من خوض غمارها.. إنما كان بدافع الحفاظ على المجتمع الاسلامي.. وبداعي مبدأ التخصص الذي يكون أكثر جدوى وعطاء للأمة.. وأن أحدث الدراسات الاجتماعية تتفق مع النظرة الاسلامية في تكوين الأسرة من حيث أن تربية الأولاد هي أثمن استثمار للامة وللرجال والمرأة معا.. وهكذا نرى أن الاسم قد رفع من شأن المرأة وأحلها مراكز ممتازة.. لأنها نصف المجتمع.. وعليها تتوقف تربية الأبناء الذين تنتظرهم الأمة ليسهموا في حماية أمتهم واغزار دينهم.. وما تدعو له الحضارات الغربية المعاصرة للمرأة اليوم من تحرير للمرأة.. بدعوة الإسلام دين رجالي فقط.. فهذه الدعوة باطلة.. بل الإسلام كرم المرأة كانسان قبل تلك الحضارات واعتبرها نصف المجتمع.. وشقيقة الرجل..
فهنا نرد على تلك الادعاءات غير صحيحة والباطلة بمعنى الكلمة لنعلن للبشرية أن الإسلام دين مساواة وعقيدة وحرية للمرأة والرجل معا وفق شروط ربانية سهلة وجميلة ومرنة.. وليست مقيدة أو دكتاتورية كما يدعي البعض الغريب عنا وعن الإسلام ومزاياه العديدة..
, منقول