القيصر الألمانيمع إعلان قيام القيصرية الجديدة في 18 يناير 1871, أي بعد مرور 170 عاما
على تتويج فريدريش الثالث ملكا لبروسيا, قرر فيلهلم الاحتفاظ في آن واحد
بلقب "ملك بروسيا" ولقب "القيصر الألماني", لنفسه ولخلفائه من بعده.
تتويج القيصر
وقد سبق حفل تنصيب القيصر, جدل عنيف بين فيلهلم وبسمارك,
فقد كان فيلهلم مترددا في قبول اللقب الجديد, ولم يكن راضيا بأن يطلق عليه
"القيصر الألماني", وكان يرى أن لقب "ملك بروسيا" أكثر رفعة منه. وبعد
استمرار الجدل مدة طويلة قبل فيلهلم في النهاية باللقب, ولكن اختلف الاثنان
حول صيغة اللقب, هل يكون "قيصر ألمانيا" أم "القيصر الألماني". لكن
فريدريش الأول دوق بادن, تدخل لحل المشكلة في النهاية, واقترح لقب "القيصر
فيلهلم" ولكن بسمارك لم يوافق على هذه الصيغة, حتى لا يثير ضيق الأمراء
الألمان, وفضل أن يكون اللقب هو "القيصر الألماني". وفي النهاية رضخ فيلهلم
لرأي بسمارك, وصار اللقب هو "
القيصر الألماني".
وقد ترك القيصر لبسمارك رسم سياسة الرايخ الألماني الجديد, وقد كان يقول دائما عن بسمارك: "
بسمارك أهم للرايخ مني" و"
إنه لمن العسير, أن يكون المرء قيصرا مع مستشارا كبسمارك".
وقد اتفق مع بسمارك في سياسة تقوية السلام والاسقرار الخارجي, عن طريق إقامة أحلاف مع القوى المجاورة لألمانيا, فيما عدا فرنسا. ومن أجل تحقيق هذا الهدف, اجتمع القيصر في سبتمبر 1872 في برلين مع قيصر النمسا وقيصر روسيا, فيما عرف بلقاء القياصرة الثلاث, وعقدوا حلفا سمي بحلف القياصرة الثلاث Dreikaiserbund, والذي ساعد على تقارب روسيا مع النمسا وتوثيق العلاقات بينهما. كما ساهم هذا الحلف في عزل فرنسا سياسيا. وكانت زيارة القيصر فيلهلم إلى بيترسبورج وفيينا في عام 1873, وإلى ميلانو في عام 1875, ضمن خطوات التقريب بين القوى الثلاث, ألمانيا والنمسا وروسيا.
وكانت من بين المهام السياسية الخارجية الناجحة التي قام بها القيصر في 1871, عرضه للوساطة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا, لحل الأزمة التي عرفت بأزمة الخنازير, وهي نزاع حدودي بين ولاية واشنطن الأمريكية التي تقع في شمال الولايات المتحدة, وبين ولاية كولومبيا الكندية التي كانت تخضع للسيادة البريطانية, وتقع في جنوب كندا. وقد جاء قراره لصالح الولايات المتحدة بعد أن دامت الأزمة لأكثر من 13 عاما.