محاولة الاغتيال الثالثةلم يكد يمر شهر على محاولة الاغتيال الثانية الفاشلة, ولم تكد تهدأ
الضجة التي أحدثتها, حتى تعرض فيلهلم إلى محاولة اغتيال ثانية في الثاني من
يونيو. ففي أثناء تجوله في حديقة الحيوانات, إذ بقناص يطلق عليه طلقات
نارية من أحد نوافذ أحد المنازل المجاورة لحديقة الحيوان. وقد أصيب القيصر
بجراح بالغة في رأسه وفي ذراعه. وكان السبب الوحيد في نجاته من الموت, هو
خوذته العسكرية من نوع بيكلهاوبه Pickelhaube, وقد ألقي القبض على الفاعل, بعدما حاول الانتحار ولكنه أصيب بجراح خطيرة ولم يمت.
خوذة البيكلهاوبه
وكان من نتائج محاولتي الاغتيال المتتاليتين, التي نجا منهما القيصر
بجراح جسدية ونفسية, أن تسلم ولي العهد الأمير فريدريش الحكم مؤقتا بصفته
نائبا للقيصر. وكان من نتائج محاولتي الاغتيال أيضا, أن قرر بسمارك سن ما عرف بقوانين الاشتراكيين, للتضييق على الاشتراكيين, عن طريق منع اجتماعاتهم, وطبع كتبهم.
لوحة لبسمارك وهو يرتدي خوذة البيكلهاوبه
وقد استعاد فيلهلم عافيته تدريجيا وشفي من كل الجروح الخطيرة التي
أصابته, وعاد بعد فترة طويلة أقامها في بادن وفيسبادن, في 5 ديسمبر إلى
برلين, حيث تولى مهامه القيصرية مرة أخرى, بعد أن تولاها نائبه الأمير
فريدريش أثناء علاجه ونقاهته.
ومن العجيب أن صدمة النفسية التي تعرض لها القيصر فيلهلم, بعد محاولة
الاغتيال الأخيرة, قد أثرت على تفكيره تأثيرا إيجابيا, وجعله يغير وجهة
نظره إلى الاشتراكيين الديمقراطيين, ويقرر البدء معهم من جديد. ولكن بسمارك حال دون ذلك. وأصر على المضي في تنفيذ قوانين الاشتراكيين.