كيف يتعامل المرشد مع خصوصيّات المراهقة ؟
تساؤلات:
• ما الذي يميّز فترة المراهقة ؟
• ما الذي يجب أن ينتبه إليه المرشد أكثر من غيره ؟
• ما هي الأشياء التي يجب أن يتداركها المرشد في تعامله مع المراهق
ما يميّز المراهق هو أزمة البحث عن الهويّة. خاصّة في خضم التحوّلات الجسديّة والنفسيّة التي تنتزعه من استقرار الطفولة وتتركه متأرجحاً بين الماضي الذي ولّى ورشد لم يبلغه بعد.
فالمراهقة " عمر بين عمرين " .
فالمراهق صائر إلى الرشد على الصعيد الجسدي والجنسي والعقلي، لكنّه لا يزال ولداً من الناحية العاطفيّة والإجتماعيّة.
من جرّاء هذا الوضع الإنتقالي، تتنازع المراهق أدوار متناقضة. وهذا ينعكس تقلّباً في سلوك المراهق يحيّره ويحيّر محيطه.
لذا فهو تارةً يتصرّف كطفل لا مسؤول وطوراًَ يطالب بمعاملته كراشد، تارةً يطالب بالإستقلال وطوراً بالرعاية والحماية. فيحتار الأهل والمربّون في كيفيّة التعامل معه.
ولا بد من الإشارة أن الكبار يساهمون في تعميق هذه التناقضات ويصعّبون على المراهق اجتياز هذه المرحلة الدقيقة من حياته. ذلك أنّهم، من جهة، يعاملونه كطفل ويتنكّرون للحاجات الجديدة الناشئة فيه ( على الصعيد الجنسي وعلى صعيد الرغبة في الإستقلال)، ومن جهة أخرى يطالبونه بتحمّل مسؤوليّات الراشد ( من حيث الوعي والنضج والإستقرار والإنضباط ) في حين أنه لم يصبح بعد قادراً على الإضطلاع بها بشكل كامل.
من هنا :
1. ما يحتاجه المراهق، وهو في حيرة من نفسه، أن نتقبّله ونتفهّمه كما هو بدل أن نصنّفه وفقاً لمعاييرنا وتوقّعاتنا. هكذا نساعده على تقبل ذاته وتفهمها، مما يسمح أمامه مجال التعامل الواعي معها وتطويرها نحو الأفضل
2. مطلوب أن نتفهم تناقضاته فنحميه من الغرق والضياع فيها.
3. مطلوب أن نتبنّى التوجه المستقبلي الذي تطلقه فيه حركة النمو، وأن ندعم فيه هذا التوجّه، دون أن نطالبه قبل الأوان بما لا قدرة له عليه بعد.
4. مطلوب أن نتحاشى حياله التساهل المفرط والتصلّب المتزمّة.
5. مطلوب أن نمنحه ثقتنا بقدراته ونساعده على استعادة الثقة بنفسه التي تزعزعها أزمة الهويّة.
6. ينبغي أن لا نستخف به، مداعبة لطيفة قادرة أن تساعده على وضع الأمور في نصابها واكتشاف نواحي الشطط في رؤيته وسلوكه.
7. المهم أن يشعر أننا نمثّل وجوداً قوياً ومتعاطفاً إلى جانبه يستطيع أن يركن إليه في تقلّباته وتناقضاته.
8. المهم أن نقدّم له نموذجاً حياً للرشد، لا يجهض التوثّب والحلم بل يكون ترجمةً صبورةً له على أرض الواقع وعبر كل كثافاته.