'
بلاد ما بين النهرين أو بلاد الرافدين(بل سرياني ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ بلاد ما بين النهرين) (
بالإغريقية: Μεσοποταμία، "ميسوپوتاميا"، بمعنى بلاد ما بين النهرين) بلاد ما بين النهرين تقع في
جنوب غرب آسيا. كانت من أولى المراكز الحضارية في العالم. وهي تقع حالياً في
العراق ما بين
نهري دجلة والفرات. واشهر حضاراتها هي
سومر واكاد وبابل وأشور وكلدان والتي نشأت من العراق. ومع ازدهار الحضارات في بلاد ما بين النهرين وفي اوقات متزامنه ومتعاقبة تم احتلال الاراضي المجاوره فأحتلت شرقاً اجزاء من
إيران وتحديدا حضارة
عيلام (حاليا محافظة
خوزستان المعروفه باسم عرب ستان) وأحتلت غرباً سوريا وصولاً إلى فلسطين حيث تم
السبي البابلي في عهد
نبوخذ نصر. وبعد ممات نبوخذ نصر مرت حضارة ما بين النهرين في عهد الانحطاط بينما نشأت قوى حضاره
الفرس فتم احتلال بابل وما بعد بابل على يد
قورش وأصبحت
قطيسفون (حالياً معروفة باسم
المدائن) جنوب شرق
بغداد عاصمه للفرس حتى جاء الفتح الإسلامي على يد
عمر بن الخطاب. ومع مرور السنين تحت راية الإسلام أصبحت بغداد عاصمة
للخلافة عباسية, والتي كانت تعتبر الجيل الذهبي للإسلام. وفي عام 1919 اعلنت العراق ظهور حكم ذاتي للدوله بعد الاستقلال من حكم الدوله العثمانيه.
كانت الحاجة للدفاع والري من الدوافع التي ساعدت على تشكيل الحضارة الأولى في بلاد الرافدين على يد سكان ما بين النهرين القدماء فقاموا بتسوير مدنهم ومد القنوات. بعد سنة 6000
ق.م. ظهرت المستوطنات التي أصبحت مدناً في
الألفية الرابعة ق.م. وأقدم هذه المستوطنات البشرية هناك
أوروك وتل حلف في سوريا حيث أقيم بها معابد من الطوب الطيني وكانت مزينة بمشغولات معدنية وأحجار واخترعت بها
الكتابة المسمارية. وكان
السومريون مسئولين عن الثقافة الأولى هناك من ثم انتشرت شمالاً لأعالي الفرات وأهم المدن السومرية التي نشأت وقتها
آيزيدي izdلربما هذا يعود إلى ديانة الايزيدية حاليا في العراق
وكيش ولارسا وأور وآداب. وفي سنة 2330 ق.م. استولى
الأكاديون وهم من
الشعوب السامية كانوا يعيشون وسط
بلاد ما بين النهربن وكان ملكهم
سرجون الأول (2335 ق.م. – 2279 ق.م.) قد أسس
مملكة أكاد وحلت
اللغة الأكادية محل
السومرية. وظل حكم
الأكاديين حتى أسقطه
الجوتيون عام 2218 ق.م. وهم قبائل من التلال الشرقية. وبعد فترة ظهر
العهد الثالث لمدينة أور وحكم معظم بلاد ما بين النهرين.
ثم جاء
العيلاميون ودمروا
أور سنة 2000 ق.م. وسيطروا على معظم المدن القديمة ولم يطوروا شيئاً حتى جاء
حمورابي من
بابل ووحد الدولة لسنوات قليلة في أواخر حكمه. لكن أسرة
عمورية تولت السلطة في
آشور بالشمال. تمكن
الحثيون القادمون من
تركيا من إسقاط
دولة البابليين ليعقبهم فورا
الكوشيون لمدة أربعة قرون. بعدها استولى عليها
الميتانيون (شعب لاسامي يطلق عليهم غالبا اسم
حوريون أو
الحوريانيون) القادمون من
القوقاز وكان يطلق عليهم وظلوا ببلاد ما بين النهرين لعدة قرون. لكنهم بعد سنة
1700 ق.م. انتشروا بأعداد كبيرة عبر الشمال في كل
الأناضول. وظهرت
دولة آشور في شمال بلاد ما بين النهرين والممالك الشمالية الشرقية، وهزم الآشوريون
الميتانيين واستولوا علي مدينة
بابل عام 1225 ق.م. ووصلوا
البحر الأبيض عام 1100 ق.م
بلاد ما بين النهرين تشمل الأراضي الواقعة بين نهري دجلة والفرات، وكلاهما تقع منابعها في جبال أرمينيا في تركيا الحديثة. كلا النهرين تغذيها روافد عديدة، ومجمل نظام مياه النهر تغذي منطقة جبلية شاسعة. الطرق البرية في بلاد ما بين النهرين عادة تتبع الفرات لأن ضفاف نهر دجلة عادة ما تكون حادة وصعبة. مناخ المنطقة شبه قاحل مع مدى صحراوي شاسع في الشمال الذي يعطي طريقه إلى منطقة 6،000 ميل مربع من المستنقعات والبحيرات والمسطحات الطينية، وضفاف القصب في الجنوب. في أقصى الجنوب يتوحد الفرات ودجلة ويصبوا في الخليج العربي.
البيئة القاحلة التي تتراوح بين المناطق الشمالية من الزراعة المطرية، إلى الجنوب من حيث ري الزراعة أمر ضروري إذا كان قدر زائد من
الطاقه المرتجعه على الطاقه المستثمره يمكن الحصول عليه. الري يتم بمساعدة من ارتفاع سطح المياه الجوفية، وذوبان الثلوج من القمم العالية من
جبال زاغروس ومن
المرتفعات الأرمينية، مصدر نهري دجلة والفرات، الذين يعطيان للمنطقة اسمها. فائدة الري تعتمد على القدرة على حشد ما يكفي من العمل لبناء وصيانة القنوات، وهذا، منذ قديم الأذل، قد ساعد في تطوير المستوطنات الحضرية ونظم مركزية السلطة السياسية. الزراعة في جميع أنحاء المنطقة قد استكملت عن طريق الرعي البدوية، حيث ينقل البدو ساكنوا الخيام قطعان الأغنام والماعز (و لاحقا الجمال) من المراعي النهر في أشهر الصيف الجافة، والخروج إلى أراضي الرعي الموسمية على حافة الصحراء في موسم الأمطار في فصل الشتاء. المنطقة عموما تفتقر إلى الحجر البناء، المعادن الثمينة والأخشاب، ولذلك تاريخيا تم الاعتماد علي تجارة المسافات الطويلة للمنتجات الزراعية لتأمين هذه المواد من المناطق النائية. في منطقة الأهوار في جنوب البلاد، وجدت ثقافة معقده قائمه على الصيد والمياه منذ عصور ما قبل التاريخ، وأضافت إلى المزيج الثقافي.
أعطال دوريه في النظام الثقافي وقعت لعدد من الأسباب. الطلب على اليد العاملة أدى من وقت لآخر إلى زيادة عدد السكان التي تتخطى حدود قدرة البيئه على التحمل، وتترتب على ذلك فترة من عدم الاستقرار المناخي ،انهيار الحكومة المركزية وانخفاض عدد السكان يمكن ان يحدث. بدلا من ذلك، الضعف العسكري للغزو من قبائل التلال الهامشية أو الرعاة الرحل أدت إلى فترات انهيار التجارة وإهمال أنظمة الري. على قدر متساوى، نزعات جذب مركزيه بين الولايات عنت أن السلطة المركزية على المنطقة كلها، عندما فرضت، مالت إلى أن تكون سريعة الزوال، والمحليه جزأت القوه إلى وحدات أقليميه أصغر أو قبليه.
[1] هذه الاتجاهات لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا في العراق.