كيف يمكن التغلب على التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة في الغرب؟
الأسرة المسلمة أساس بنية المجتمع الإسلامي في الغرب، ولذلك فهي تمثل المنبع الأول للإيمان والتمسك بالدين والأخلاقيات الإسلامية ووسيلتها في ذلك هي التربية الدينية والإيمانية للأجيال المسلمة في المجتمعات الأوروبية، خاصة أن الأبناء يقتدون دائما بالمثل الأعلى لهم وهو في الأغلب الأب والأم؛ لأن الأبناء يتأثرون بسلوكيات الأبوين ومدى اتصال أرباب الأسرة بالدين حيث يحرصون على قراءة القرآن ويرغبون أبناءهم في ذلك كما يرغبونهم في الذهاب للمسجد وسماع الدروس الدينية وخاصة خطبة الجمعة، وذلك بلا شك يجعل الأسرة قادرة على مواصلة التخلق بالإسلام وتعميق الإيمان وترسيخ الأخلاق لدى أبنائها، وهذا ينعكس على تحقيق التنمية الإيمانية والخلقية للأبناء في الغرب، فالأسرة هي أساس البناء الإيماني للأقليات المسلمة في أوروبا.
مشاكل الفتاة المسلمة
وما المشاكل التي تواجه الفتاة المسلمة؟
في الحقيقة ليست هناك أمور يمكن أن نطلق عليها مخاطر تواجه الفتاة المسلمة في الغرب؛ للحفاظ على إيمانها وتمسكها بدينها إلا اختيار الصحبة الصالحة وترسيخ الأخلاق الإسلامية.
ولكن كالعيش في أي دولة غربية هناك تقديس للقوانين وهنا يظهر ما ينظر إليه البعض على أنه تحدٍ للفتاة المسلمة حيث إنه من المعروف أن الدول الأوروبية كلها فصلت الدين عن الدولة وجعلت الدين أمرا خاصا للإنسان بينه وبين ربه، وبالتالي فإن كل إنسان يعيش في الغرب لا يسمح له بأن يقول إنني مسلم أو مسيحي أو يهودي ولا يسمح بأن يرمز لتبعيته لدين معين حرصاً على أن يكون الناس جميعا يعيشون تحت قوانين ومبادئ موحدة وأخلاقيات عامة كالصدق واحترام البيئة ولا أعتقد أن هذا يمس إيمانيات الفتاة المسلمة؛ لأن الإيمان والدين موجود أصلا في ضمير الإنسان وتكوينه وشخصيته، ومن الممكن للفتيات أن يتخذن الأزياء التي تؤدي غرض الحجاب دون مخالفة للقوانين.
وماذا عن صورة المسلمين في كتب التاريخ في المدارس الأوروبية؟
للأسف كتب التاريخ في المدارس الأوربية تحط من قدر "الآخر" بما في ذلك المسلمين فلا يمكننا العثور على أي إشارة إلى الاستعمار الأوربي للعالم العربي والإسلامي وتأثير العلماء المسلمين في أوربا خلال العصور الوسطى، ولقد قمت بإجراء دراسة مقارنة عن صورة الإسلام في النصوص المدرسية بالدول الأوربية والعربية ووجدت أن النصوص المدرسية في أوربا منتقاة وسطحية بشكل كبير.
تصحيح الصورة
وكيف يمكن تصحيح صورة الدين الإسلامي في الغرب؟
في رأيي يجب أن يكون للمسلمين دور إيجابي من خلال شراء مساحة في المجلات الأجنبية مثل "لوموند" و"النيوزويك" وغيرها وتخصيص تلك المساحات للتعريف بالإسلام وبيان مبادئه ورسالته السمحة .. فالإعلام المحلي والعربي بصفة عامة لا يصل ليد الشخص الأوروبي، وبالتالي لا يتعرف على الدين الإسلامي بصورته الصحيحة بل يقرأ ما ينشره اليهود في الصحف الأوروبية من تشويه لصورة الإسلام