تعتبر قارة آسيا مبعث الحضارات القديمة حيث شهدت عدة حضارات
عبر تاريخها الموغل في القدم, وكلها مستقلة عن بعضها. فلقد أظهرت الحفريات
أن الإنسان Homo sapiens (الإنسان الحديث) عاش بآسيا منذ آلاف السنين.
وهذا ما تشير إليه حفرية جمجمة إنسان بكين التي وجدت قرب منطقة بيجنج بالصين وحفرية جمجمة إنسان جاوة بجزيرة جاوة في إندونيسيا وعمرهما يرجع إلي 500 ألف سنة. وهما من نوع الإنسان المنتصب الذي عاش في آسيا منذ مليون سنة. وهو سلف الإنسان العاقل. وقد إختفي الإنسان المنتصب من آسيا منذ 150 ألف سنة.
أقدم حضارة عرفت قامت في الوديان الكبري حول أنهار في جنوب غرب آسيا وشمال غرب الهند وشمال الصين. ورغم تعدد هذه الحضارات لكن سماتها الحضارية واحدة. فكلها كانت مجتمعات زراعية قامت بتنظبم نظم الري وترويض الفيضانات. وغارات البدو
جعلت هذه المجتمعات تعيش في مدن مسورة للدفاع وتوفر الحماية للقواد
الإورستقراطيين. وكان لإختراع المحراث سنة 3000ق.م. ضاعف محصولية الزراعة
وقلل الحاجة للأيدي العاملة وجغلت العمال إلي عمال مهنيين. ولوفرة الإنتاج
في الزراعة والصناعة جعلت هذه المجتمعات تلجأ لتبادل السلع مع الثقافات الأخرى.
ففي بلاد ما بين النهرين (نهري دجلة والفرات ) بالعراق وشرق سوريا يطلق عليها مهد الحضارة بآسيا حيث كانت سومر لها ثقافاتها منذ3000ق.م. فلقد قام السومريون بالري عن طريق القنوات وإستعملوا البرونز وصنعوا آلاتهم من الحجر المصقول والفخار
المشوي المصنوع بالعجلة والمنسوجات وبنوا المعابد والقصور ورحلوا علي
عربات لها عجل وأبحروا بالمراكب. وكان لهم تقويمهم الدقيق حيث عرفوا من
خلاله الفصول واخترعوا الكتابة المسمارية (مادة) التي أصبحت كتابة (مادة)
عالمية. وعبدوا الشمس وكان لهم قانونهم المكتوب. وظلت بلاد ما بين النهرين
موئلا للحضارة حتي القرن السادس ق.م.وهناك كانت بابل التي حكمها الكلدان من القرن السابع ق، م, وحتي القرن السادس ق.م. وقد إستولي عليها الآشوريون الذين كانوا جيران بالشمال, منذ القرن التاسع حتي القرن السابع ق.م. وفي القرن السادس أصبحت هذه البلدان تخضع للفرس.