أما البيئة الحضرية فيصعب إيجاد تعريف شامل ومتفق عليه بالنسبة لها.... وهذا يرجع إلى عدة عوامل منها مثلا:
صعوبة تقديم تعريف دقيق للمدينة في حد ذاتها، واختلاف هذه التعاريف من تخصص علمي إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، فالمدينة ظاهرة معقدة ومتطورة، ومتغيرة في الزمان والمكان تتميز بتنوع أنشطة سكانها، واختلاف مناظرها المورفولوجية، وتباين كبير في شرائح وأعداد سكانها، وفئاتهم المهنجتماعية (عمال، حرفيين، موظفين، أصحاب المهن الحرة، رجال الأعمال ...) ومن تم تتعدد المعايير المعتمدة في تعريف المدينة: نوعية النشاط،عدد السكان، المنظر المورفولوجي...
إن هذه الصعوبة، تجعل بعض الدول تعتمد المعيار الإداري لتحديد المدينة، والمغرب من ضمن هذه الدول.يعني المعيار الإداري: إصدار قرار إداري يضفي صبغة المدينة على تجمع سكاني معين إذا ما توفرت فيه شروط معينة. وهنا لابد من إبداء ملاحظة أساسية، وهي : أن حديثنا عن البيئة الحضرية في المغرب سيجعلنا نلامس موضوعا شديد التنوع والاختلاف. فالحديث عن المدينة المغربية يعني حديثا عن البيضاء، فاس، مراكش، اكادير، وفي الوقت ذاته يعني حديثا عن مدن متوسطة كتارودانت، ورزازات، العرائش ... كذا عن مدن صغيرة كأولوز، أولاد برحيل، أيت إعزة .... ورغم شساعة الإختلاف الموجود بين هذه المدن لا من حيث عدد السكان، نوع الفئات المهنجتماعية، المنظر المورفولوجي، حجم العمران ...
وبطبيعة الحال وجود هذه الاختلافات سيجعل ما نسميه الحضرية بالبيئة الحضرية يتميز بدوره بالاختلاف الكبير... لكن يمكن أن نجد بعض العناصر الموحدة لهذه الكيانات المختلفة عبر إبداء بعض الملاحظات:
* أن البيئة الحضرية هي من صنع الإنسان فهي إذن نتاج تأثير الإنسان في بيئته الطبيعية.
* أن وعي الإنسان بهذا الفعل وبتأثيره جعله يسعى إلى تنظيمه وإعادة خلق نوع من التوازن بين عناصره ومن تم ظهرت الخطط (خطط المدن) كما ظهرت مستويات من التصاميم المديرية ... والتي يبقى الهدف من ورائها : المحافظة على التوازن بين مختلف عناصر المجال الحضري، الطبيعية منها والمصطنعة (أي تلك التي هي من فعل الإنسان) من أجل خلق بيئة ملائمة لحياة هذا الإنسان. وضمان إستمراريته وسلامة صحته.