جهزة الكترونية.. لتخفيف الصداع النصفي
التنشيط الكهربائي والمغناطيسي للأعصاب يمنع حدوث الآلام
* اشارت دراستان منفصلتان عرضتا امام مؤتمر جمعية الصداع الاميركية العلمي
السنوي في بوسطن نهاية شهر يونيو الماضي، الى نجاح نظم تحفيز الاعصاب
الكهربائي والمغناطيسية في تخفيف او منع آلام الشقيقة (الصداع النصفي).
وقد اجريت الدراسة الاولى لتقييم تأثير نظام “سينيرجي” synergy لتحفيز عصب
في مؤخرة الرأس من شركة “ميدترونيكس” على حالاتهم، بينما اجرى الدراسة
الثانية باحثون في جامعة اوهايو لتقييم عمل نظام مغناطيسي لحفز الاعصاب عبر
الجمجمة من شركة “نيرولايف” لعلاج الحالة. وراجعت دراسة ثالثة نتائج عدد
من الدراسات حول تأثير التمرينات على تخفيف آلام الشقيقة.
وشارك في الدراسة الاولى المسماة “حفز العصب القذالي لعلاج حالات الشقيقة
التي يصعب تسكين آلامها “ 66 مريضا من 9 مراكز طبية سجلوا اعراضهم
الكترونيا على مدى ثلاثة اشهر.
وتفترض نتائج الدراسة ان تحفيز العصب القذالي يقدم حلا واعدا للاشخاص الذين
لن ينجحوا حتى الآن في علاج آلام الشقيقة المزمنة، وفقا لما قالته
الدكتورة جويل سابر مديرة معهد آلام واعصاب الرأس في آن أربور في ميشغن.
ووضع الباحثون اسلاكا من الرصاص تحت الجلد بالقرب من العصب القذالي، الذي
ينشأ من الحبل الشوكي، ويتفرع نحو مؤخرة الرأس حاملا اشارات حسيّة من ذلك
الموقع من الدماغ. وربطت الاسلاك مع نظام التحفيز من “ميدترونيكس” الذي كان
يرسل نبضات كهربائية منظّمة نحو العصب.
في الدراسة الثانية قال باحثون من جامعة اوهايو في كولومبس، ان أداة من
شركة “نيرولايف” تحمل في اليد وترسل دون أي آلام نبضات مغناطيسية الى
الرأس، ربما تخفف من بعض آلام الذين يعانون الصداع النصفي. ويقدم هذا
الجهاز علاجا يعرف باسم “التنشيط المغناطيسي عبر الجمجمة” أو اختصارا باسم
“تي ام اس”. وهو يولد نبضات مغناطيسية والتي تحدث عندما توجه الى الرأس
تيارا كهربائيا بين خلايا الاعصاب بالمخ.
ويعمل هذا على تعطيل الصداع النصفي في مرحلة ظهور “الهالة” وهو الشعور الذي
يسبق الألم لدى بعض المصابين بالصداع النصفي. وبالرغم من ان الصداع النصفي
يحدث دون تحذير في معظم الحالات الا ان بعض الناس يشعرون بالمرحلة التي
تسبق نوبته والتي تتسم بتعكير صفو الرؤية مثل وميض الضوء والخطوط المتعرجة
او الاحاسيس الاخرى مثل الاحساس بوخز خفيف أو تبلد الحس.
وفي الدراسة الجديدة جمع الباحثون 201 مريض يعانون من الصداع النصفي مع
شعورهم بالمرحلة التي تسبق نوبات الصداع ثم طلبوا منهم بشكل عشوائي استخدام
اما جهاز “تي ام اس” واما اداة “وهمية” والتي يستخدمها الباحثون في
المقارنة. وطلب من المرضى توجيه الجهاز الى موقع الصداع النصفي في بداية
الشعور به.
ووجد الباحثون انه بعد ساعتين من العلاج لم يعد 39 في المئة من المرضى
الذين استخدموا جهاز “تي ام اس” يشعرون بآلام الصداع النصفي مقابل 22 في
المئة من المرضى الذين استخدموا الجهاز الوهمي، وفقا لما اعلنه الدكتور
يوسف محمد الباحث في الجامعة الذي اشرف على الدراسة، امام المؤتمر.
وفي دراسة ثالثة نشرت بداية شهر يوليو الحالي، أفاد باحثون ألمان لدى
مراجعتهم لعدد من الأبحاث السابقة، ان التمرينات الرياضية لا يبدو انها
تقلل من نوبات الصداع النصفي او مدتها، رغم انها قد تخفض حدة الالم لدى من
يعانون من هذا المرض. وقال الدكتور فولكر بوسك الباحث بجامعة ريجنسبرغ
بألمانيا وزملاؤه في عرضهم المنشور في دورية “علاج الصداع”، ان ممارسة مرضى
الصداع النصفي للتمرينات أمر مستحب وتحث عليه كل المراجع تقريبا والكتب
الارشادية للمرضى وحتى المواقع الالكترونية للصداع النصفي. واضاف ان اغلب
الدراسات تقر بأن التمرينات الدورية قد تقلل تكرار وشدة الصداع النصفي او
ربما تقضي عليه تماما <