الحساسية قد تختفي تلقائيا
جزيء صغير من الفول السوداني قد يسبب حساسية شديدة عند البعض |
قد يكون خُمس المصابين بحساسية من الفول السوداني قد شفوا منها دون أن يعلموا بذلك
فقد اكتشف العلماء الأمريكيون أن بالإمكان الشفاء من الحساسية بمرور الزمن،
إذ أن أبحاثهم أشارت إلى أن بعض المصابين الذين كانوا يعانون من الحساسية
قد شفوا منها ولا يواجهون أي مخاطر من عودتها
إلا أنه، وبسب المخاوف التي تسيطر على المصابين بالحساسية والخشية من
عودتها فإنهم يواصلون تجنب تناول أي طعام يحتوي على الفول السوداني أو أي
مادة أخرى تثير الحساسية لديهم
وتشير التقديرات إلى أن خمسة إلى ستة أشخاص يموتون في بريطانيا سنويا من
الحساسية من أنواع الغذاء المختلفة، لكن مقالا في مجلة الحساسية والمناعة
السريرية، أليرجي أند كلينيكال إميونولوجي، ذكر أن عشرين في المئة من
المصابين بالحساسية ربما يتخلصون منها بمرور الزمن دون الحاجة لتعاطي أي
عقاقير
وقد نالت الدراسة الجديدة ترحيبا واسعا من آلاف المصابين الذين يأملون أن
تتحرر حياتهم من الخوف المستمر من تناول هذا الطعام أو ذاك، خصوصا من الذين
يخشون من أن تناول حبة فول سوداني واحدة قد يؤدي بهم إلى الموت
ومن الجدير بالذكر أن الفول السوداني يمكن أن يختفي في العديد من أنواع
الطعام، لذلك فإن المصابين بالحساسية مضطرون لأن يحذروا من هذه الأطعمة أو
على الأقل يحملوا معهم دواء مضادا للحساسية مثل أبينفرين لتناوله عند
الضرورة
تأثيرات الحساسية قد تتراوح بين الطفح الجلدي الذي يسبب الحكة الشديدة
والورم والتقيؤ أو صعوبة التنفس أو أورام اللسان أو البلعوم التي قد تخنق
الإنسان وتودي بحياته
إعادة الفحصويقول البروفيسور روبرت وود، كبير الباحثين في مستشفى آركنسو للأطفال، الذي
يعاني شخصيا من حساسية من الفول السوداني، إن الحل الوحيد هو الفحص
المتواصل للمصابين للتأكد من وجود الحساسية أو اختفائها
وتنص القواعد المتبعة في المستشفيات على إخبار المصابين بالحساسية بأنهم
يعانون من حساسية تمتد معهم مدى الحياة، ولا فرصة لهم في التخلص منها في
المستقبل
وينصح البروفيسور وود بتكرار الفحص بانتظام، ربما كل سنة أو سنتين، للتأكد
من وجود الحساسية أو اختفائها، خصوصا عند الأطفال الذين قد يشفون منها
فقد اكتشف البروفيسور وود أن الأطفال الذين شفوا من الحساسية من الحليب أو
البيض ربما يشفون في المستقبل من الحساسية من الفول السوداني وأنواعه
الأخرى
ويضيف البروفيسور وود أنه رأى الكثير من المصابين بالحساسية الذين لم تظهر
عليهم أي تأثيرات عند تناولهم للأغذية التي كانوا حساسين منها، وعند فحصهم
تبين أنهم شفوا تماما من الحساسية
وقال إنهم الآن يعكفون على معرفة نسبة المصابين الذين يمكن أن يشفوا من
الحساسية بهدف التنبؤ فيما إذا كان بعض المصابين سيتخلصون من المرض في
مراحل لاحقة من حياتهم
ويضيف أن حساسيات الطعام تذهب سوية فإذا ما اختفت حساسية معينة، مثل
الحساسية من الفول السوداني، فإن الحساسية من الأغذية الأخرى ربما تختفي
أيضا
وبالرغم من أن الفحوص أشارت إلى أن البروفيسور وود نفسه لم يشف من الحساسية
بعد إلا أن الوضع قد يكون مختلفا بالنسبة للمصابين الآخرين
ويؤكد البروفيسور وود أن يقوم الأطباء وليس غيرهم بإجراء الفحوص لمعرفة فيما إذا كانت الحساسية لا تزال موجودة أم أنها اختفت
ويأمل البروفيسور وود في تشخيص أي المصابين يمكن أن يشفى من الحساسية
وتسبب الحساسية من الفول السوداني قلقا كبيرا عند الآلاف من المصابين ومن
عائلاتهم وأقاربهم وأصدقائهم، لذلك فإن إمكانية شفاء المصابين بها قد نالت
ترحيبا واسعا، خصوصا بين أولئك الذين تهمهم الدراسة
لكن النصيحة التي يقدمها الباحثون هي أن على المصابين أن لا يجربوا بأنفسهم
فيما إذا كانوا قد شفوا أم لا بل عليهم استشارة المختصين والقيام بذلك
بإشرافهم