أغلبية سكان المغرب في الأصل هم امازيغ , و يتواجدون في جميع أنحاء المغرب في الجنوب و الوسط والشمال
الامازيغ في المغرب يتواجدون في المدن الكبرى و في جبال الريف في الشمال و يطلق عليهم اسم الريافة و في الوسط و يطلق عليهم اسم زيان و في الجنوب حتى تخوم الصحراء و يطلق عليهم اسم الشلوح
يتوزع الناطقون باللغة الامازيغية في المغرب على ثلاث مناطق جغرافية واسعة، وعلى مجموعة من المدن المغربية الكبرى، وعلى عدد من الواحات الصحراوية الصغيرة. المناطق الثلاث الأمازيغية اللغة في المغرب هي :
1 - منطقة الشمال والشرق : وتمتد على مساحة حوالي 50.000 كيلومتر مربع وتسكنها حوالي 7 مليون من الناطقين بالريفية والزناتية(الزناسنية). ويوجد الناطقون بالريفية والزناتية(الزناسنية) أيضا ببعض المناطق في الأطلس المتوسط وإقليم فكيك Figuig، بالإضافة إلى تواجدهم بمدن الشمال الغربي (طنجة، تطوان) ومدن الشرق (وجدة، بركان). (ويقدر العدد الإجمالي لبربر المغرب الناطقين بالريفية (تاريفيت) والزناتية(الزناسنية) (ثازناسنيث) بحوالي 7 ملايين وتتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي، وإطلالها على البحر المتوسط والإنخفاض النسبي لدرجات الحرارة مقارنة ببقية المغرب.
2 - منطقة الأطلس المتوسط
كافران وخنيفرة و اموزار مرموشة) هي منطقة واسعة متنوعة جغرافيا ومناخيا لا تطل على البحر، وتبلغ مساحتها ما لا يقل عن 50.000 كيلومتر مربع. وتتميز بقساوة في المناخ تتراوح ما بين البرد القارس في أعالي جبال أطلس وجفاف الصحراء الشرقية. (ويبلغ عدد السكان الناطقين بالأمازيغية الزيانية (تازايانيت)و تامازيغت فيها حوالي 7 مليونين نسمة
3- مناطق سوس: وهي مناطق واسعة متنوعة يغلب عليها المناخ الدافيء قرب البحر والحار في الداخل والبارد في جبال الأطلس. يبلغ مجموع مساحة هذه المناطق ما لا يقل عن 60.000 كيلومتر مربع. وتنتشر في هذه المناطق (تاشلحيت / تاسوسيت). (ويبلغ عدد السكان الناطقين بها هناك حوالي 4 ملايين نسمة). حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة من 65 إلى 80 % من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 34 مليون نسمة
يمثل أمازيغ المغرب مجموع التشكيلات الاجتماعية والعرقية واللغوية والسياسية التي استوطنت ولا تزال ربوع هذا البلد منذ القدم. ورغم أنه لا تتوفر إحصائيات دقيقة عن العدد الحقيقي لأمازيغ المغرب, فإن أغلب الدراسات غير الرسمية تفيد أن عددهم التقريبي ربما كان في حدود 60% من مجموع السكان البالغ عددهم 30 مليون. وهذا يعني أنهم في حدود 19 مليون نسمة.
وقد لا نستغرب أن يكون أمازيغ المغرب يبلغون هذا العدد لأسباب موضوعية من أبرزها كون الأمازيغ هم أول عنصر بشري استوطن المغرب في مرحلة ما قبل الإسلام وظل هذا الحضور مستمرا طوال أربعة عشر قرنا بالرغم من التقلبات والحروب.
أول جمعية أمازيغية
وقد شكلت المرحلة الممتدة من النصف الثاني من القرن الماضي إلى الآن مرحلة حاسمة في مسار أمازيغ المغرب, حيث شهدت سنة 1942 ظهور "جمعية قدماء ثانوية أزرو" التي تعتبر أول جمعية أهلية سخرت لخدمة فكرة الأمازيغ وتأسيس الانتماء للهوية الأمازيغية لكن هذه البداية جرت معها الكثير من المواجهات بين العنصرين الأمازيغي والعروبي في المغرب.
أول حزب ذي طابع أمازيغي
ورغم أن تأسيس هذه الجمعية تم تحت غطاء المستعمر الفرنسي, فإن سنة 1958 سجلت أول تحرك من قبل القصر الملكي في ملف الأمازيغية. فقد سعت الدولة إلى دفع الأمازيغ في منطقة الأطلس المتوسط إلى تشكيل حزب "الحركة الشعبية" لكسر شوكة "حزب الاستقلال" الذي كان يطمح حينذاك إلى أن يكون الحزب الوحيد في المغرب.
دسترة الأمازيغية
وبعد سنوات من المواجهة العلنية بين الأمازيغ والنظام المغربي خلال مرحلة السبعينيات التي عرفت اعتقالات متواصلة وسط الأمازيغيين, شكل عام 1988 بداية انفراج نسبي بين النظام الذي كان يرى في الأمازيغية تهديدا مباشرا لما يعتبره "الوحدة الوطنية"، وبين الأمازيغ الساعين إلى انتزاع اعتراف رسمي من قبل الدولة والتنصيص دستوريا على هذا الاعتراف.
وخلال عام 1991 تمكنت ست جمعيات أمازيغية من التوقيع على "ميثاق أغادير" الذي شكل أول وثيقة تحدد بوضوح مطالب الحركة الأمازيغية في أبعادها العامة على مستوى الدستور والتعليم والإعلام والبحث العلمي. إلى جانب تأسيس مجلس التنسيق الوطني بين الجمعيات الأمازيغية التي بلغ عددها 122 جمعية أهلية.
وفي 20 أغسطس/آب 1994 أعلن الملك الراحل الحسن الثاني في خطاب رسمي تعليم الأمازيغية في أسلاك التعليم الأولي وأصدر العفو عن جميع المعتقلين الأمازيغيين.
ويبدو أن هذه الرسالة غير المتوقعة من قبل القصر زادت من قوة شوكة الأمازيغ الذين رفعوا مذكرة للقصر الملكي بهدف الاعتراف الدستوري بالأمازيغية واعتمادها في دستور 1996 وهو ما لم يتحقق.
الهوية الأمازيغية
وعام 1999 وعلى عهد حكومة الزعيم الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي تم الاعتراف الحكومي بتعددية الهوية المغربية والتصريح بكون الأمازيغية مكونا مركزيا من هذه الهوية. وهو ما اعتبره الأمازيغ انتصارا حقيقيا لهم ضد خصوم الأمس الذين عرفوا بانتصارهم الشديد لكل ما هو عروبي.
ويذهب الكثير من الأمازيغ إلى أن "ميثاق التربية والتعليم" الذي اعتمده المغرب لإصلاح نظامه التعليمي والبيداغوجي شكل تراجعا غير مسبوق عن المكاسب التي حققتها الحركة الأمازيغية, وهو ما حدا بـ152 من النشطاء السياسيين الأمازيغ إلى إصدار "البيان الأمازيغي" الذي دعا من بين ما دعا إليه إلى تأسيس حزب سياسي على شاكلة حزب الحركة الشعبية في الأربعينيات, وهو الأمر الذي ما زال يثير ردود فعل إلى اليوم، أو العمل على تأسيس جمعية ذات طابع سياسي.
المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
ولأن الحضور الأمازيغي بدا واضحا مند بداية القرن الجديد ومخافة أن يأخذ هذا الحضور أبعادا غير متوقعة تدخل القصر مرة أخرى عبر إنشاء "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية". وتم إردافه بصدور "ظهير ملكي" يحدد الأبعاد المؤسساتية للحضور الأمازيغي في المغرب دون أن يطال الخصوصية الدستورية للمملكة. ويبدو أن كل طرف من الطرفين يعتبر نفسه فائزا في هذه المواجهة. ولعل هذا الإحساس غير الكامل هو ما يفتح ملف الأمازيغية في المغرب على مفاجآت عدة.