تربية الهوية الخلقية لدى الأبناء
إن الهدف الأسمى للتربية هو تطوير التفكير والخلق والهوية الخلقية. ومنذ القدم، تحاول المؤسسات التعليمية بمناهجها الدراسية المنظمة في المدارس والمعاهد والجامعات تطوير التفكير بواسطة المعارف المتخصصة التي تعمل على تراكمها لديهم. أما تربية الخلق والهوية الخلقية، فلم يتم التركيز عليهما رسمياً إلا حديثاً جداً حيث بدأت منذ بعض السنوات فقط تناول الأدبيات التربوية لمفاهيم القيم والخلق والهوية الخلقية وأهمية تنميتها لدى الأبناء / التلاميذ أسرياً ومدرسياً ثم ممارستها منهم في الحياة اليومية بعدئذ.
و نؤكد هنا في هذا العمل العلمي الأسري على أن مهمة التربية الأسرية والمدرسية، بالإضافة إلى تركيزها على تعليم المعارف والمعلوقات للأبناء بوسائلهما الرسمية المباشرة وغير الرسمية غير المباشرة، فيتوقع منها من ناحية أخرى إعطاء بالغة على تطور القيم والأخلاق والهوية الخلقية لديهم من أجل تربية أجيال من الأبناء: أصيلة ثقافياً ومنفتحة عالمياً على السوية وقادرة في نفس الوقت على الانتقاء العلمي المستعثر من قيم ومعارف الشعوب والتطورات الحضارية المعاصرة واستثمارها الأمثل في تقدم ذاتها وأسرها ومجتمعاتها المحلية، دون الانكفاء الأعمى على الماضي والذات والرهبة والتوجس من مجريات العصر والتردد عن الاستغارة منها إلى أقلياها كما يتوقع.
عوامل أساسية لتربية الهوية الخلقية لدى الأبناء
إن تربية الهوية الخلقية لدى الأبناء لتنمية القيم والخلق والتصرفات القويمة في سلوكهم وشخصياتهم السلوكية اليومية هي مسؤولية مؤسستين اجتماعيتين في أنهما: الأسرة والمدرسة. أما الإعلام ووسائله المتنوعة ومواقف الحياة الاجتماعية المفتوحة فلا حكم لنا عليها لكونها أولاً: مفتوحة في الزمان والمكان وتكنولوجيا الاتصالات والجهات المصدرة لها والقائمة عليها وهي بهذا خارج قدرات الأسرة والمدرسة على توجيهها ومتابعتها والتدخل في أهدافها ومواد عملها، ثم ثانياً لكون معظمها أجنبياً غير محلي وغير وطني، ليست مفيدة في الأصل بتربية الهوية الخلقية في الأبناء، إن لهم تعمل أحياناً لصفة مباشرة وغير مباشرة على تدمير القيم والأخلاقيات التي تشكل جوهر هذه الهوية باستعمال استراتيجيات وبرامج غير خلقية لتحقيق أغراض غير خلقية في أن. وبهذا، فإن تضامن جهود الأسرة والمدرسة، وتنسيقها المنظم المتواصل معاً لتقديم أفضل المعارف والقيم والمواقف والممارسات الخلقية، بدون تفارض وازدواجية وسوء تفاهم بينهما، واعتبار كل منهما جزءاً أساسياً ومكملاً لدور الآخر: الأسرة جزء من المدرسة جزء من الأسرة في الرسالة والهدف والعمل والنتيجة الخلقية، والتخطيط الإجرائي معاً بأقصى ما تسمح به ظروف الزمان والمكان من أجل تحديد الأثر السلبية الممثلة للأفراد وووسائل الإعلام ومواقف الحياة اليومية المفتوحة، على قيم وأخلاق الأبناء وتربية هوياتهم الخلقية، هي جميعاً الفمان (نسبياً بطبيعة الحال) في تطويرنا الأجيال من الأنباء مؤصلين خلقياً وثقافياً ومستنيرين متفاعلين مع روح العصر وتطوراته الحضارية الجارية. نوضح في فقرة لاحقة تكامل دور الأسرة والمدرسة في التربية الهوية الخلقية للأبناء
مبادىء أسرية لتربية الهوية الخلقية لدى الأبناء
نقدم للأسرة فيما يلي عدة أـنواع من المباد ئ التي يمكن واعاتها للحصول على الهوية خلقية قويمة لدى الأبناء. تبدو هذه بما يلي:
a. مبادئ أسرية إجرائية عامة لتنمية القيمة الشخصية لدى الأبناء.
أن أساس أي هوية خلقية وسلوك خلقي من الأبناء هو إحساسهم بقيمة أنفسهم: لأنهم يساووا شيئاً في الحياة وان لهم دور هاما فيها. وبالطبع لا سبيل للأسرة من التصرف على بدى تقييم الأبناء لأنفسهم إلا بملاحظة نوعية التصرفات التي يؤدونها في المداخلات اليومية يمكن للأسرة تطوير التصرفات الخلقية للأبناء وتشكيل هوياتهم الخلقية نتيجتئذ، بمراعاة عدد من مبادئ في الحياة الأسرية:
1- المناخ الأسري الموضوعي الودود. أن المناخ الأسري الذي تسوده الموضوعية في التعامل: يحاسب الأبناء على خطأهم للتوجيه والتصحيح، دون المحاسبة بإنزال العقاب فيهم، والذي يوفر حيا ًغير مشروط للأبناء بالتغاضي عن الأخطاء التي يرتكبونها، يفهمون من خلاله أن مساءلة الأسرة لهم حين وعدم رضاها عنهم أحياناً أخرى لا تعني غضبها منهم وكرهها لهم، بل غضبها من السلوك الذي ارتكبوه وعدم موافقتها عليه .
وهنا يتعلم الأبناء من هذه الميول الموضوعية الإيجابية للأسرة أن الرفض موجه لسلوكه دون شخصهم، المر الذي يحفزهم إلى قرارين هامين: أن قيمتهم الشخصية هي محفوظة من الأسرة بالتغاضي عن الظروف غير العادية لسلوكهم ثم أن هذه السلوكيات السيئة التي يتصرفونها بقصد وبدون قصد أحياناً يجب التحول عنها إلى أخرى خلقية أكثر جدوى لكرامتهم وقيمهم الشخصية.
2- عمل الأسرة بمعايير وتوقعات سلوكية مناسبة للأبناء. يعود جزء من فشل الأبناء تحصيلاً اكاديمياً، وسلوكياً وخلقياً إلى المعايير والتوقعات الغير معقولة التي تتعامل بها مع الأبناء: المتطرفة العالية وغير المرغوبة أحياناً والمنخفضة غير المحفزة التي تتطلب من الأبناء تحصيلاً وخلفاً يذكر.
فالأسرة التي تطلب من الأبناء معايير سلوكية وتحصيلية قاسية وتحذيرات مشددة لعدم الوفاء بها، تؤدي بالأبناء إلى تسربهم الدراسي حيناً، ومناوراتهم السلوكية غير الخلقية حيناً آخر لإخفاء عجزهم وأخطائهم وللتسرب من الواجبات الملقاة على عاتقهم و/ والتمرد على تعليمات وتوقفات الأسرة أحياناً أخرى: أما الأسرة التي تطلب من الأبناء إنجاز وإرادة تخصص أكاديمي لا يرغبون فيهما، فتنتهي بهم إلى تبني خيارات أخرى يفضلونها ويقدون عليها، بالسر بعيداً عن معرفة الأسرة ورقابتها لشكليه في معظم الأحيان.
وأن قصص الأبناء الذي يدرسون الطب والهندسة ظاهراً على الورق بسبب إلحاح الأسرة، ثم دوامهم اليومي وتخصصهم في الفن والتمثيل وصنعة وهواية أخرى بحيث لا تكتشف الأسرة أمرهم إلا من فعاليات ومواقف عامة ووسائل الملامية، سوى مثال على التوقفات والمعايير القاسية غير المعقولة التي تتعامل بها الأسرة مع الأبناء، فتؤدي بالنتيجة إلى انحرافهم السلوكية / الخلقية. أما المعايير والتوقفات المنخفضة، فتشعر الأبناء يعون قدرتهم بالرغم قدراتهم الفعلية في الواقع، وينظرة الأسرة الدونية لهم، فيتصرفون نتيجتئذ دونياً في كل شيء بها ومكان: الأسرة والحي والدراسة والمدرسة ومداخلات الأقران وغيرها العديد في الحياة اليومية. أن أجدى ما يمكن للأسرة اعتباره في هذا الإطار هي دراستها الموضوعية لخصائص الأبناء ورغباتهم وقدراتهم وهوايتهم الشخصية كما هي في الواقع، وليس حسب الطموحات التي تنشرها فيهم والضغوط الثقافية / الاجتماعية على الأسرة والأبناء للتفكير والتصرف والتخصص والعمل في مجالات معينة وبمراكز لا يرغبونها حيناً ولا يستطيعوها حيناً آخر، وبعدئذ فقط يبنون توقعاتهم ومعاييرهم الخلقية والسلوكية المطلوبة من الأبناء.
3- احترام الأسرة للأبناء
إن الأسرة التي تتعامل مع أبنائها بالاحترام هي الأقدر على تربية قيم الاحترام لديهم: الاحترام الذاتي لأنفسهم وقدراتهم وحدودهم الشخصية أولاً ثم احترام مكانة وحدود وحقوق ومسؤوليات الآخرين بما فيهم الأسرة بطبيعة الحال.
فالأسرة التي تعتبر الأبناء كيانات إنسانية لها حقوقها ورغباتها في التحصيل والنجاح والاستقلال الشخص وتتعامل معهم كأفراد مستقلين لهم شخصياتهم وحاجاتهم الفردية الخاصة وتحترم في مداخلاتهم معهم ما يبدون من مشاعر وميول وآراء وسلوك دون أي تصغير و، تزرع في الأبناء تلقائياً احترام لأنفسهم ثم احترام لسلطة الزمان والمكان التي تتعامل معهم:
أسرة والمدرسة ووظيفة، وموقفا ًاجتماعياً وغيرها ... الأمر الذي يحصنهم في النهاية ضد الانحراف، ويمنحهم الإرادة على مقاومته.
4- مشاركة الأبناء في الحياة الأسرية.
حتى يعتاد الأبناء على قبول الآخرين واحترام دورة ورأيه ونتبادل الأحاديث معه، وحتى يشعروا بالمسؤولية على ما يقولون ويفعلون، وحتى يمهروا في صناعة القرار ويتعلموا مبادىء المشاركة والعدل. يتوقع من الأسرة توفير جو متفاعل ومنفتح تسوده مشاعر الحب والتقدير في كل عضو فيها: صغيراً وكبيراً ولأهمية في حياة وتقدم الأسرة. وهذا لا يتأتى إلا بمشاركة الأبناء في نقاشات العائلة حول مختلف المواضيع العملية التي تهمها: أعضاء وجماعة.
ويمكن للأسرة عقد جلسات نقاش أسبوعية، تتناول فيها مختلف القضايا والحاجات التي تهم الحياة الأسرية والأبناء. يتبادل الجميع دون ضغوط وأملاءات من الكبار على الصغار الرأي، ويعرفون بعضهم أكثر ويستمعون إلى شكواهم وما يقلقهم ويضعون حلولاً للصعوبات والمشاكل التي تؤثر على حياة كل منهم، وبينما لا يمكن بطبيعة الحال تلبية الأسرة لجميع طلبات ورغبات الأبناء المؤقتة والآنية غالباً إلا أن التوصل إلى قرارات وحلول مرضية ومفيدة لجميع الأعضاء المشتركة ولحجاتهم الفردية ثم العامة كأسرة، تبني لديهم قيم العدل والمشاركة وقبول وتفهم الآخر، والإحترام والعناية والحب والعيش المشترك.
5- الاتصال اليومي الهادف مع الأبناء
تعود جذور الكثير من المشاكل السلوكية للأبناء داخل الأسرة إلى سوء وعدم مناسبة لغة وأساليب الاتصال معهم، لتأخذ المثالين التاليين. يوجد على سبيل المثال طفلة اسمها مروة عمرها خمس سنوات تميل عموماً إلى إيذاء وإزعاج أختها الأكبر قليلاً منية بأخذ الممحاة والقلم وإخفائها عنها وفي أحيان أخرى تعض الممحاة وقلم الرصاص وتفتتها. ولنفترض مرة أخرى أن مروة تتصرف جيداً مع أختها وتحافظ على الأشياء التي تجدها مهملة ومنسية أحياناً. تخاطب الأم في الحالة الأولى الطفلة مروة بالقول: مروة لا تزعجي أختك ! هل ترغبين في ضربة لأنسها ؟! وفي الحالة الثانية تقول الأم: الله يرضى عليها مروة، بنت ما في منها ؟! فكما يلاحظ في التأديب الأول، أن التربية الأسرية تحولت من تنمية احترام الآخر، والعناية به وبحاجته، ومعرفة الحدود الشخصية أين تبدأ وأين تنتهي إلى الرفض والعقاب والتهديد ! ثم للشعور بالذنب والانتقام المعتاد والتمرد على الأم والعناد بالميل إلى الإزعاج أكثر. أما مشكلة التخاطب الثاني، فإن التركيز ينصب على الطفلة دون سلوكها. ولا ضير أحياناً من المديح الشخصي للأبناء حيث يريحهم نفسياً ويشعرهم بالأمان والقبول من الأسرة دون التركيز مباشرة على السلوك الذي يجعل من الأبناء: رائعين ومتفوقين وقادرين. ولكن الأفضل دائماً هو مديح السلوك الذي يقوم به الأبناء والتنويه لإيجابيته وتفوقه لهم وللآخرين كلما ناسب الزمان والمكان لذلك. لأن التنويه إلى العمل، يزود الأبناء بالقدرة على الإنجاز والشعور بالكفاية والقيمة الشخصية والفخر والاعتزاز والرغبة في التفهم والتعاون مع الآخر، والتصرف أفضل في المستقبل والثقة بالنفس وبالآخر واحترام رأيه و/ وشخصه. ويتوقع من الأسرة الاتصال والتخاطب مع الأبناء بهادفية وصدق وبمشاعر حقيقية صادقة وغير متناقضة وغير انتقامية ومعارضة. وأن تدرك الأسرة تماماً ما تعنيه من الكلام معهم ... بمعنى، لا تقول شيئاً ( مثل نحن نحبكم وأنتم أغلى ما نملك ثم في نفس الوقت تأتي تعابير الوجه عبوس مفتاظة ومتوعدة بتهديد قادم مجهول ؟! ) ثم أن تدرك الأسرة الأبناء كما هم في اللحظة الآنية التي تتخاطب معهم فيها فتعاملهم بهادفية وعناية ولطف وموضوعية وصدق المشاعر حتى عند أخطائهم السلوكية.
قد يبدو الأمر صعباً عند انفعال وغضب الأسرة ... ولكن ممارسة الأسرة للأناة والصبر والعد إلى عشرة عند التعامل مع الأبناء وتعويد وتدريب الأعضاء الكبار لأنفسهم على عدم اللجوء إلى الغضب والعمل معهم بمبدأ الفعل ورد الفعل وأشعارهم بقيمهم العليا غير القابلة للنقض لدى الأسرة مع توجههم السلوكي موضوعياً للأفضل دون أحساسهم بالذنب والعار والدونية والعجز .... هي كلها كفيلة بتطوير هويات شخصية خلقية في الهدف والعمل والنتائج لدى الأبناء. إن اتصال الأسرة مع الأبناء ايجابياً يقوم على الموضوعية الحب والاهتمام والمشاعر الصادقة والعناية والتوصيف للأفضل ينمي لديهم الاحترام لأنفسهم وللآخر، والتعاون مع الأسرة والآخرين، والسلوك الايجابي والإنجاز المدرسي والثقة بالنفس والآخرين. أما الاتصال والتخاطب الأسري القائمين على الرفض والمعارضة والغضب والتصغير بالألقاب الذم والتحقير، فتفرز لدى الأبناء الرفض لإطاعة تعليمات الأسرة، وإنكارهم المسؤولية عن الأخطاء التي يرتكبونها، وضعف التحصيل المدرسي، وبعض الاضطرابات الشخصية مثل: ضعف الانتباه، والنشاط المفرط، والقلق والاكتئاب.
أما المبادئ الإجرائية التي يمكن للأسرة مراعاتها في توجيه وتفعيل أهداف ووسائل اتصالها مع الأبناء، فنلخصها بالتالي:
* إعطاء الأبناء انتباهاً كاملاً عند رغبتهم في الحديث، ويتوقع هنا، توقف الأب والأم عن العمل الذي يقومان به مهما كان نوعه، وإقفال جهاز التلفزيون وفضع المجلة والصحيفة جانباً والاستماع الجاد لهم.
* التخلي بالهدوء وعدم الانفعال عند مناقشة مواقف وقضايا حساسة: اجتماعية عامة مثل: الحروب والفتن والفساد، وسلوكية خاصة بالأبناء مثل: التدخين والمخدرات والعلاقة غير صحيحة مع الأقران وغيرها...و يتوقع من الأسرة هنا تفهم الأبناء واستيعاب وجهات نظرهم واعتماد الحوار الهادئ والإقناع في الوصول إلى النتائج المطلوبة.
* التحلي بالأدب واللطف والاحترام في الاتصال ة التخاطب مع الأبناء، تماماً كما تريد الأسرة تعامل الأبناء معها بأدب ولطف واحترام.
* تجنب المحاضرة والإملاء وقوائم التعليمات الطويلة.
* تجنب النقد الزائد والمتكرر للأبناء عن كل صغيرة وكبيرة لا ترضى عنها فيهم.
* إعطاء الأبناء ضوءاً أخضر مفتوحاً طيلة أربع وعشرين ساعة في اليوم للحديث مع الأب والأم مع التهيئة النفسية والمعلوماتية التي قد تلزمهما لتوفير إرشاد فعال للأبناء.
* تشجيع الأبناء على التعبير عن أنفسهم مهما كانت مشاعرهم ورغباتهم وحاجاتهم. يتوقع من الأسرة تشجيع الأبناء على الحديث عن أي شيء يشعرون به ويقلقهم ويحدث معهم داخل الأسرة وخارجها.
* تشجيع الأبناء على ممارسة الأنشطة والهوايات المفضلة لدى كل منهم سواء كانت هذه داخل وخارج البيئة الأسرة، مع المتابعة الأسرية دائماً للتعزيز والتوجيه كلما رعت الحاجة لذلك.
* التركيز على الإنجازات والايجابيات التي يقوم بها الأبناء والتأسيس عليها لتقدمهم إلى الأفضل.
* عقد اجتماعات دورية للأسرة لمناقشة القضايا والحوادث التي نجح الأعضاء في القيام بها. والأخرى التي واجهوا صعوبات فيها مع توفير فرص كافية لمشاركة كل عضو للتعبير عن نفسه وما يشعر به والتحلي بالصبر والصراحة في طرح كل شيء للبحث وتبادل الرأي.
* التحلي بالمرح والعفوية في الاتصال والتعامل مع الأبناء والاجتماع بهم والنقاش معهم، ومحاولة إخراجهم من حالاتهم النفسية الصعبة ودمجهم في الاجتماع الأسري
6- الاستماع الجاد للأبناء.
إن من أصعب الحالات النفسية للأبناء والتي تزرع في نفوسهم الإحساس بالحرارة وعدم القيمة والأهمية لدى الأسرة هي حديثهم للأب و/ والأم وإلا قوة الكبار وإلحاحهم في التعبير عن أفراحهم ونجاحاتهم وعن مشاعرهم المؤلمة ومعاناتهم وحزنهم، بينما الأسرة منشغلة عن الاستماع إليهم بالتفكير في الشيء آخر وعمل ولهو شخصي .... يبدو هاماً لدى الأبناء في الحياة الأسرية انتباه الأسرة وسماعها بعناية واهتمام لهم، أكثر من السعي لإيجاد حلول للمشاكل التي يواجهونها. أن محاولة الأسرة أخذ الوقت الكافي لتبادل الحديث والمشاعر مع الأبناء والتركيز على ما يستمعون إليه منهم ثم تزويدهم بتغذية راجعة تغير بانتباهها وقبولها لهم وتفهم ما يقولونه بإعادة الصياغة والتعبير عن التعاطف المناسب لحالاتهم وأقوالهم، تساهم جميعاً في تحفيزهم ذاتياً على التفكير الواعي أكثر وإيجاد الحلول لمشاكلهم بأنفسهم ...
7- حضور الأسرة النفسي للأبناء.
يعني الحضور النفسي للأسرة الانتباه الكامل والانتباه بأقصى ما تسمح به ظروف الزمان والمكان. وكما أكدنا سابقاً إن من أكثر ما يضيق الأبناء نفسياً ويبعث منهم الإحساس يعدم الأهمية والقيمة ثم اليأس والغضب هو ملاحظتهم انشغال الأسرة معظم الوقت عنهم في قضايا وحوادث وواجبات يومية لها ما يبررها أحياناًَ وغير مبررة في أحيان أخرى. وبينما نحث الأسرة هنا على الانتباه للأبناء والتفاعل اليومي المنتظم معهم والاستماع لهم وتناول الآراء والانفعالات والأحاسيس معهم والوقوف بجانبهم في مختلف ظروفهم، فإننا لتوقع من الأسرة أيضاً التفاهم مع الأبناء وتوضيح المبررات المنطقية لانشغالها أحياناً عنهم، وإنهم يبقون الأهم والأغلى لديها في كل الأحوال ... وإنها على استعداد لقطع كل مشاغلها عند حاجتهم إليها. بهذا يشعر الأبناء باعتبارهم الشخصي واحترام الكبار وتقدير ظروف وحاجات الآخرين والتفاهم والتفهم المشترك معهم.
8- الأسرة قدوة ونموذجاً للأبناء.
إن الأسرة هي مستنبت الأبناء. فإذا كانت بيئة هذا المستنبت الأسري خصبة ومتوافقة معلوماتياً وخلقياً وسلوكياً، فإن الأبناء مثل أي نبات يلقى العناية المناسبة في أي بيئة زراعية خصبة، ينشئون أسوياء معطائين في الفكر والخلق والسلوك. ولا نعني بالأسرة القدوة هنا أن تكون متعلمة بأعلى الشهادات الأكاديمية، بل إن تكون قويمة التفكير وقيم والتصرفات اليومية غير متناقصة من موقف إلى آخر، ولا بين ما تفكير به وتعتقده وما تدعو إليه من أخلاقيات وما تسلكه في الواقع مع الأبناء والآخرين داخل الأسرة وخارجها. وإذا كنا نرى الأخلاق والتربية الخلقية أكثر حسماً وجدوى من المعرفة والتربية المعرفية الأكاديمية لتطوير شخصيات الأبناء، فإن عدم التناقض بين ما تدعو إليه الأسرة من الأخلاق وما تسلكه في الواقع، يعد عصبياً للحصول على آخرين: الأول – دورها كقدوة ونموذج للأبناء في كل شيء يخص تربيتهم ثم تطوير الشخصيات القويمة غير المضطربة والمنحرفة للأبناء. فتتناقض الأسرة يفقدها تلقائياً دورها كقدوة ثم يزرع في الأبناء الشعور بالحيرة والقيم المزدوجة والانحرافات السلوكية المتنوعة، ناهيك عن العار الذي يلحق بها نتيجة التناقض بين ما تدعو له وما تتصرفه. حيث قال شاعرنا العظيم في هذا الإطار:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ؟!
9- التعامل الوقور المتوازن مع الأبناء. إن الأسرة المنسجمة مع نفسها أولاً، غير المتناقضة كما أكدنا بالتو بين ما تقول وما تفعل ؟ وتقول الحقيقة دون تورية وموارية، وتستمع باهتمام للآخرين حولها من أبناء ومعارف، وتعني جيداً مجريات البيئة التي تعيشها، وتتعامل بمرونة ولطف وانفتاح مع الأبناء، المستنيرة التي تحبهم بدون شروط مسبقة والهادفة الموضوعية المنطقية في المحاسبة على أخطائهم، دون إجحاف والحرمان من ناحية وتدليل وتهاون من ناحية أخرى هي أولاً قادرة على التعامل الوقور مع الأبناء ثم ثانياً على تربية الخلق الكريم لدى الأبناء.
ب- مبادئ أسرية إجرائية خاصة لتنمية الهوية الخلقية للأبناء. تتلخص هذه المبادئ الإجرائية خاصة التي يمكن للأسرة مراعاتها في تنمية هوية الأبناء الخلقية بالنقاط التالية:
1- تركيز الأسرة عموماً والوالدين بوجه خاص على التربية الخلقية ( تربية القيم ) لدى الأبناء بتكريس وقت كاف لها والاهتمام بها فأولى أفضليتها اليومية بالتعليم والتوجيه والمتابعة .و قد يبدو صعباً من الأسرة تحقيق هذا المبدأ كاملاً في ضوء المشاغل والمعاناة الاقتصادية والاجتماعية والعملية الوظيفة والمحلية العامة ، لكن الأسرة وهي المسئولة رسمياً وتكنولوجياً وثقافياً وشرعياً تحتاج تنمية الأبناء لشخصياتهم المتكاملة السوية، يقتضي منها بذل أقصى الجهد لتحصيل هوية القيم الخلقية لدى الأبناء، قبل العمل عليها وتحصيلهم للمعارف الأكاديمية المدرسية، لكون الخلق هو أساس التفوق المعرفي والسلوكي والاجتماعي والاقتصادي والعمل الوظيفي بطبيعة الحال.
2- تخصيص وقت أسبوعي باليوم والساعة لقضائه مع الأبناء والتفاعل والحديث معه والمشاركة والاندماج في أنشطتهم وحياتهم.
3- محاولة الأسرة أقصى الجهد عدم ارتكاب الخطأ والتناقض السلوكي أمام الأبناء لكونهم منذ نعومة أظفارهم ينسخون الملاحظة تلقائياً. عند الوالدين والأخوة الكبار من أقوال جيدة ورديئة ... ومن هنا، الانزواء جانباً بعيداً عن مرآى ومسمع الأبناء تجنباً لنقلهم الألفاظ وميول واندفاعات وعادات وسلوكيات ضارة بهوياتهم الخلقية المطلوبة.
4- ضبط وترشيد المعلومات والتعليم التلقائي والمفتوح للأـبناء خاصة أفلام الفيديو والبرامج التلفزيونية الفضائية وأشرطة الأغاني والموسيقى والبريد الالكتروني وغرف المحادثة ومواقع الانترنيت والأنشطة والتفاعلات الأفراد خارج الأسرة، وذلك بمشاركة الأبناء في اختيارها والتوجيه والإرشاد لاستعمالها ثم المتابعة الغير المباشرة ( غير البوليسية ) لآراء اتهم بخصوص كل منها. ونضح الأسرة هنا تجنب الأمور والنواهي والتهديد والعنف والمراقبة البوليسية للأبناء منعاً لردود فعلهم السلبية تجاه الأسرة وميولهم للتمرد على سلطتها حتى مع قناعتهم بفائدة ما تطلبه الأسرة منهم كما يلاحظ ذلك خلال مرحلة الشباب اليافع ( أي المراهقة ) للأبناء.
5- تأديب الأبناء بسلوك لمتفاعل عادل يشاركون فيه الرأي والرغبات والاختيار وصناعة القرار ودون أساليب العنف والعقاب والمتسلطة القسرية. فبما تشير الدراسات أن أساليب التأديب العنفية لا تربي سوى العنف وردود الفعل السلبية والعنفية، فإن التفاعل العادل مع الأبناء وممارسة القناعات والحوار المنطقي والمشاركة النشطة للأبناء في توجيه سلوكهم للأفضل تؤدي إلى تربية شخصية خلقية لقيم هامة مثل: الاعتماد على النفس، والانضباط الذاتي. والفضول الإيجابي لسلوك ومعرفة أجدى. ومهما يكن، أن أهم المبادىء
التي يمكن مراعاتها بالتأديب الفعال خلقيا ًللأبناء، تبدوا بإيجاز بالتالي: ( انظر لمزيد التفصيل كلتا بنا: تأديب الأبناء، ضمن السلسلة العلمية الأسرية الحالية. نشر دار التربية الحديثة. دمشق ):
6- منح الثقة للأبناء في أداء ما يتوقع منهم في الزمان والمكان المحددين مع متابعة أسرية مناسبة ولكن بدون المراقبة المتسلطة المباشرة. يلزم للأسرة لتحقيق هذه الثقة للأبناء.
* أمانة الأسرة في التعامل مع الأبناء دون المناورة والمزاجية في ذلك.
* احترام الأبناء: شخصياتهم وإمكانياتهم وقدراتهم على التصرف.
* موثوقية الأسرة في التعامل مع الأبناء بعمل ما تقول وعدم التناقض من موقف إلى آخر.
* مراعاة الاعتدال في التأديب والطلبات والتعليمات الموجهة للأبناء. أي مراعاة الأسرة لمبدأ: ( إذا أردت أن تطاع فالطلب المستطاع ).
* التحادث مع الأبناء والتفاهم معهم حول البدائل الإيجابية لسلوكهم السلبي وأخطائهم دون الغضب واللجوءإلى السباب والتعنيف والنعت بالأقارب المسيئة للنفس في معظم الأحوال
* وضوح التوجيهات والتعليمات الأسرية للأبناء بخصوص ما يتوقع من أخلاق وقيم وسلوك. أي تحديد الأسرة للمطلوب من الأبناء مع قابلية التنفيذ في المكان والزمان المحددين كما نوهنا .
* الحزم مع الأبناء في أمرين: تنفيذهم للمطلوب دائماً حسب المعايير المتفق عليها معهم في الزمان والمكان المحددين دون أي تراضي وإهمال وتمرير وإعفاء تحت الأبناء لأخطائهم ومواقف خطيرة على شخصياتهم
أو / حياتهم مثل: الانتماء لشكل أقران السوء، والتسرب الأسري و/ المدرسي، وتناول المخدرات، ارتكابهم لانحرافات سلوكية وتوقع الأسرة لارتكابهم مثل هذه الانحرافات.
* تأديب الأسرة الأبناء بالعمل والسلوك دون الكلام فقط. أي تطبيق مبدأ: اعمل كما أعمل وتصرف كما أتصرف، وليس أعمل كما أقول ؟!
* تعديل خطط وتعليمات وتوجيهات التأديب كلما دعت ظروف الأبناء لذلك. أي ممارسة الأسرة للمرونة والاستماع للأبناء وتفهم حاجاتهم والتفاوض معهم حول الأفضل طالما كان ذلك مبرراً وفيه مصلحتهم
* التأديب بالنتائج. أي جعل الأبناء خبرة نتائج أخطائهم السلوكية دون العقاب بالضرب والتهديد والوعيد، مع مراعاة منطقية وعدالة النتائج التي تحاسبهم عليها .
* تعويد الأبناء منذ نعومة أظفارهم على احترام سلطة الوالدين ودورهما في حياتهم ومستقبلهم الشخصي والاجتماعي والعمل المطلوب.
* التحدث المنتظم والهادف الواضح مع الأبناء حول القضايا المحيرة لهم أحياناً مثل: العنف على وسائل الأعلام والانترنيت، ومشاهد ومواقف العري، وقضايا الكحول والمخدرات والإيدز والحروب والفتن ،و الموت ... دون تجنب الأسرة أبداً لمثل هذه المشاكل ... إن ثقافة الأسرة ونعتها الواضحة وأساليب اتصالها الفعال واختيار الزمان والمكان المناسبين هي جميعاً هامة في هذا الإطار.
6- استعمال الأسرة للغة واضحة في التخاطب والتفاعل مع الأبناء بخصوص ما هو صحيح وخاطئ مع العمل هنا على تجنب أمرين لغويين: احتمال فهم الأبناء لأكثر من سلوك وقيمة سلوكية لكون اللغة غامضة وفضفاضة تحمل أكثر من تأويل واحد ثم عدم التناقض اللغوي في التعليمات والمعاني المطلوبة من موقف أسري إلى آخر.
7- محاسبة الأبناء على الأخطاء السلوكية بموضوعية واعتدال وحب غير مشروط لا يهتز ويضعف لدى الوالدين مهما كانت أخطاؤهم مع تعليمهم دائماً للبدائل السلوكية الصحيحة لهذه الأخطاء.
8- الاندماج في الحياة الأبناء الأسرية ثم المدرسية بالتشاور المنتظم مع المعلمين ومتابعة الأبناء في تحصيلهم وعلاقاتهم مع الأقران والكوادر المدرسية.
9- الاهتمام بوجبات الطعام اليومية الرئيسية للتحادث والتفاهم وتنمية الإحساس بأهمية العائلة ووحدتها واستقرارها وتكاتف وتضامنها معاً وتكافلهم المصيري العام، وتعليم الأبناء بصيغ غير مباشرة لقيم وسلوكيات وآداب وأحكام موجهة لحياتهم في الحاضر والمستقبل.
10- استثمار حاجات ورغبات الأبناء في تربية هوياتهم الخلقية. فبالإضافة لما تراه الأسرة مفيداً لتربيتهم الخلقية، فإن فعالية هذه التربية الأسرية مرهونة بماس استثمار حاجات ورغبات الأبناء والبدء بها وتوظيفها في تحصيل الأهداف والقيم التي تسعي إلى تحقيقها لديهم.
11- توفير بيئة أسرية راعية لتربية هويات الأبناء لخلقية: نفسياً واجتماعياً وإدارياً ومادياً. إن البيئة الأسرية الضاغطة والمشوشة والمضطربة والعدوانية المتسلطة وغير المتفاعلة والمتسيبة والتي تمارس حرماناً للأبناء في حاجاتهم المادية اليومية، هي غير مؤصلة أبداً لتربية الأبناء الخلقية.
12- مكافأة الأبناء بالقول والعمل والمادة حسب استحقاقاتهم السلوكية، دون منحهم مكافئات وامتيازات أكثر وأقل مما يستحقونه على سلوكياتهم. فالمكافأة أكثر تثير في الأبناء الشعور برشوة الأسرة لهم، والميل إلى التهاون سلوكياً وقيماً في المستقبل، وتدني تقدير الذات لديهم. أما المكافأة أقل فتبعث في الأبناء الشعور بالغبن ثم عدم الاهتمام بتعليمات وتوجيهات الأسرة الحلقية ومعارضتها أحياناً أخرى. أما مكافأة الأسرة للأبناء عند خطأهم فينمي فيهم عادات مدمرة مثل الرشوة، والإهمال الشخصي والتسيب وعدم التطوير الهادف لمبادئهم وهوياتهم الخلقية بعدم توفر الفرص الأسرية لهم وعدم إحساسهم بالحاجة لهذه المبادئ في حياتهم اليومية. إن التعزيز الايجابي والسلبي المناسب للأبناء في النوع والدرجة والكيف والتوقيت هو مفتاح نجاح التربية الأسرية لهويات الأبناء الخلقية المطلوبة.
13- تفويض المسؤوليات للأبناء دون الإجابة والعمل نيابةً عنهم. إن القاعدة التي مراعتها من الأسرة هنا هي: عدم قول وعمل أي شيء للأبناء طالما يعرفون عنه جزئياً وكلياً. ففي حال المعرفة الجزئية، تطلب الأسرة البناء على ما يمتلكه الأبناء وصولا ًلكامل المعرفة المطلوبة. أما المعرفة الكافية للأبناء فتوجب من الأسرة تذكيرهم بما يعرفون ليقوموا بقول وتطبيق المناسب.
أما عند المهام والأداءات الجديدة، فيتوقع من الأسرة تكليف الأبناء بها والتفاهم معهم وتعليمهم بإيجاز كيفيات أداء المطلوب في كل حالة ثم تنفيذهم لها حسب المعايير والمواصفات المطلوبة مع متابعة هادفة غير مباشرة لهم أثناء ذلك .
14- استثمار حكمة وخبرات ومعارف الاجداء في تربية الهوية الخلقية للأبناء كلما أمكن ذلك. نقود أهمية الدور الذي يتمتع به الاجداء في تربية الهوية الخلقية للأبناء إلى عدة أسباب فيها:
* المعارف والخبرات المتراكمة عبر السنين الطويلة التي عاشوها والتي تمتاز بواقعيتها واصالتها ( كونها معارف وخبرات من الدرجة الأولى وجدواها العالية لاستشارات الوالدين وتربية الأبناء في آن)
* سد الفجوة بين الأجيال: الأولى والثانية والثالثة ( الأجداد والآباء والأبناء )و ما ينجم عن ذلك من تلاحم نفسي وتفاهم مشترك وحياة أسرية متألقة .
* توفير ملاذ للوالدين يعودان إليه للاستشارة والاستئناس بآراء الأجداد حول مواقف وحلول مشابهة ماضية أثبتت بنجاعتها في تربية القيم لدى الأبناء وتكوين شخصياتهم الخلقية المطلوبة .
* توفير بدائل تربوية ورعوية للأبناء لتحقيق هدفين: الأول إغنائي حيث يلجأ الأبناء إلى الأجداد تحبباً وشوقاً لهدوئهم ولطفهم وقصصهم الماضية حيث يشكل الأجداد بهذا مصادر غنية لتربية الأبناء الخلقية، والثاني:
تعويضي عند انكسار الأسرة بالموت والطلاق والهجر والسفر والحجز والسجن وغيرها، حيث يحتضن الأجداد بحنونهم وإهتمامهم والحكمة والوقت الوافرين لديهم، الأبناء ويعوضونهم ما افتقدوه من رعاية الوالدين نتيجة الظروف الطارئة التي عصفت استقرار حياتهم الأسرية، وما أكثرها في هذه الأيام العصيبة التي تعيشها الأسرة في البيئات النامية ؟! .
15- رفع المعايير السلوكية المطلوبة من الأبناء مع مزجها بالحب والدفء والاندماج في حياتهم اليومية. يتوقع من الأسرة التي تربي أبناءها على السلوكيات والأخلاق الأفضل. أن ترفع من معايير التصرفات التي تطلبها منهم وعدم المعاونة عليها والتراجع تحت إلحاح الأبناء عنها. إن المعايير المرتفعة التي نؤكدها على الأسرة تكون أعلى بقليل مما يتوفر لهم ويستطيعونه أنياً،دون أن تكون أعلى وأقل من ذلك بكثير حتى لا يشعروا بالعجز في الحالة الصعبة الأولى، ولا يهتموا بالعمل ببساطة ما يطلب منهم في الحالة المنخفضة الثانية.