تعريف ظاهرة الجفاف بالمغرب.
- أخذ الجفاف يحتل في مناسبات عديدة في العقود الخمسة الماضية مكانة بارزة من الأخبار التي تصور المجاعات وفشل المحاصيل الزراعية والكوارث وغير ذلك من التجارب المثبطة للعزيمة خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وهو ليس في الواقع خطرا جديدا يتهدد الحياة أو رفاهية الإنسان، بل هو ظاهرة قديمة تصيب في كثير من الأحيان أو من حين إلى آخر مناطق من الأرض فتسبب الضرر لفترات وبدرجات من الشدة متفاوتة. وفي الأزمنة القديمة وردت أنباء الجفاف في الأساطير الإغريقية ووصف الجفاف وصفا بديعا في الكتاب المقدس والقرآن الكريم. وفي التاريخ الحديث خلال الثلاثمائة سنة الماضية لم تفتأ نوبات الجفاف المدمرة الحارقة تصيب مناطق مختلفة كثيرة من العالم على فترات مختلفة وتحدث فيها الفوضى والضنك. ومن الممكن ذكر بعض الأمثلة، كنوبات الجفاف الكبرى التي وقعت في الولايات المتحدة في سنة 1726 واستمرت لثلاث وعشرين سنة، والجفاف الذي حدث فيما بعد في سنة 1930 واستمر لعشر سنوات، ونوبات الجفاف المدمرة التي نزلت ببلدان الساحل في أفريقيا فيما بين 1968 و1973 ومعظم الثمانينيات.
2- وتبين وقائع الجفاف في سجلها الطويل أن تلك الحوادث مخاطر طبيعية. إلا أن العنصر البشري يمكن أن يكون من بين العوامل المسهمة في زيادة حدوث الجفاف ومضاعفة آثاره، وأن يكون في نفس الوقت هو المساهم الأكبر في تلطيف هذه الآثار، كما هو مبين أدناه في هذه الوثيقة. وقد يكون من المفيد هنا أن نستشهد بالرأي الحصيف الذي أعرب عنه برونوسكي بشأن القدرات الرائعة التي يتمتع بها الإنسان: "لقد أصبح الإنسان مهندسا لبيئته؛ ويتميز أسلوبه في هذا المجال بأنه انتقائي وفاحص: منهج فكري يتوقف فيه العمل على الفهم".
تعريف الجفاف :
3 - أصبح الجفاف بوصفه أحد المخاطر الطبيعية موضوعا لكثير من الدراسات التي أجراها علماء من تخصصات ومهن شتى. ومن ثم اختلفت تعريفات الجفاف وفقا لطبيعة الاحتياجات من الماء أو الرطوبة. وقد مر تعريف بسيط يركز على تخلف المطر عن السقوط في موسمه المعتاد بتعديلات عديدة. ومن بين العبارات والتعريفات العديدة التي وضعت للجفاف هي الجفاف الموسمي والجفاف العارض والجفاف المتصل بالأحوال الجوية والجفاف الزراعي والجفاف الهيدرولوجي. واقترحت عبارات أخرى لوصف الجفاف وفقا لاستخدام الأرض أو حاجتها مثل "الجفاف الرعوي" و"الجفاف الإيكولوجي".
4 - واقترحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تعريفين للجفاف:
(أ) تخلف المطر عن السقوط أو سوء توزيعه لفترة طويلة.
(ب) فترة يسودها طقس جاف بدرجة غير عادية وتطول بما يكفي لكي يتسبب نقص الأمطار في اختلال هيدرولوجي خطير.
إضافة لذلك، فقد ورد في المادة 1 من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر التعريف التالي: تعني كلمة "الجفاف" الظاهرة الطبيعية التي تحدث عندما يكون المطر أدنى بدرجة محسوسة من مستوياته المسجلة، وهي تتسبب بذلك في وقوع اختلالات هيدرولوجية تؤثر تأثيرا ضارا على نظم إنتاج الموارد الأرضية".
كما تضمنت اتفاقية الأمم المتحدة التعريف التالي لتدبير يتصل بالجفاف: "يعني التخفيف من آثار الجفاف هو تلك الأنشطة التي تتعلق بالتنبؤ بالجفاف وترمي إلى التقليل من تعرض المجتمع والنظم الطبيعية في مواجهة الجفاف من حيث اتصالها بمكافحة التصحر".
أسباب الجفاف
5 - رغم أن أسباب نوبات الجفاف القابل للقياس لم تعرّف بعد تعريفا جديداً، فقد ذكرت في هذا المجال عدة أسباب ممكنة:
(أ) زيادة برودة الكرة الأرضية في النصف الشمالي منها كسبب للجفاف الممتد في إقليم الساحل .
(ب) كان ارتفاع حرارة الجو أساسا لعدة آراء بوصفه سببا لزيادة تكرار موجات الجفاف المرتبطة بالأحوال الجوية.
(ج) من شأن العمليات الجوية المسببة للمطر إذا ضعفت نتيجة لانحسار الغطاء النباتي في المناطق الجافة وشبه الجافة أن تؤدي إلى تناقص انعكاسية سطح الأرض.
(د) أنماط شتى من الدوران الجوي الضخم في مواقع الأعاصير المضادة أو نظم الضغط المرتفع، فهي إذا استمرت لفترات طويلة يمكن أن تؤدي إلى حالات جوية عاصفة مثل الجفاف والفيضانات وموجات الحرارة والبرودة.
-نتائج الجفاف:
يهدد الجفاف حياة اكثر من 11 مليون شخص، وذلك بانقراض الابقار في المنطقة، كما تسبب في معارك دموية بين رعاة اثيوبيا وكينيا أسفرت عن 38 قتيلاً.
ويعد تدفق المواشى على المحميات الطبيعية واحداً من نتائج الجفاف الذي يضرب مناطق القرن الافريقي، حيث أن الجفاف يضرب بشكل متكرر مناطق القرن الافريقي.
وقد أطلق برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة في الآونة الاخيرة حملة لاغاثة 2.5 مليون شخص في كينيا، و1.4 مليون في الصومال و1.5 مليون في اثيوبيا و60 الفا في جيبوتي.
ومن جانبه، يؤكد فرانسيس اكس اولي كابارو، المتحدث باسم الجمعية الوطنية، أنه يجب على الحكومة أن تفتح المناطق المحمية للماشية حتى يتم حل الأزمة.
تاريخ نوبات الجفاف
1 - أخذ الجفاف يحتل في مناسبات عديدة في العقود الخمسة الماضية مكانة بارزة من الأخبار التي تصور المجاعات وفشل المحاصيل الزراعية والكوارث وغير ذلك من التجارب المثبطة للعزيمة خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وهو ليس في الواقع خطرا جديدا يتهدد الحياة أو رفاهية الإنسان، بل هو ظاهرة قديمة تصيب في كثير من الأحيان أو من حين إلى آخر مناطق من الأرض فتسبب الضرر لفترات وبدرجات من الشدة متفاوتة. وفي الأزمنة القديمة وردت أنباء الجفاف في الأساطير الإغريقية ووصف الجفاف وصفا بديعا في الكتاب المقدس والقرآن الكريم. وفي التاريخ الحديث خلال الثلاثمائة سنة الماضية لم تفتأ نوبات الجفاف المدمرة الحارقة تصيب مناطق مختلفة كثيرة من العالم على فترات مختلفة وتحدث فيها الفوضى والضنك. ومن الممكن ذكر بعض الأمثلة، كنوبات الجفاف الكبرى التي وقعت في الولايات المتحدة في سنة 1726 واستمرت لثلاث وعشرين سنة، والجفاف الذي حدث فيما بعد في سنة 1930 واستمر لعشر سنوات، ونوبات الجفاف المدمرة التي نزلت ببلدان الساحل في أفريقيا فيما بين 1968 و1973 ومعظم الثمانينيات.
2- وتبين وقائع الجفاف في سجلها الطويل أن تلك الحوادث مخاطر طبيعية. إلا أن العنصر البشري يمكن أن يكون من بين العوامل المسهمة في زيادة حدوث الجفاف ومضاعفة آثاره، وأن يكون في نفس الوقت هو المساهم الأكبر في تلطيف هذه الآثار، كما هو مبين أدناه في هذه الوثيقة. وقد يكون من المفيد هنا أن نستشهد بالرأي الحصيف الذي أعرب عنه برونوسكي بشأن القدرات الرائعة التي يتمتع بها الإنسان: "لقد أصبح الإنسان مهندسا لبيئته؛ ويتميز أسلوبه في هذا المجال بأنه انتقائي وفاحص: منهج فكري يتوقف فيه العمل على الفهم".
-ظاهرة التصحر كنتيجة من نتائج الجفاف.
.تعد ظاهرة التصحر من المشاكل الهامة وذات الاثار السلبية لعدد كبير من دول العالم، وخاصة تلك الواقعة تحت ظروف مناخية جافة او شبه جافة او حتى شبه رطبة.
1.1.لأسباب ناتجة عن الظروف الطبيعية.
يقصد بالأ سباب الطبيعية؛ التغيرات المناخية و يعتقد الآن أنه هناك فترة من الجفاف تسود
: في المنطقة العربية حيث تتصف بالتالي
+تكرارفترات الجفاف
+التباين الكبير في كمية الهطول السنوي وتوزيعه
+سيادة الرياح القارية الجافة على الرياح البحرية
+الفرق الكبير في المدى الحراري اليومي
2-1أسباب ناتجة عن النشاط الانساني
يمكن أن تعود هذه الأسباب الى الزيادة الكبيرة في عدد السكان، والتي رافقها زيادة في الاستهلاك وكذا التطور الاقتصادي والاجتماعي .
أدى ذلك زيادة الطلب على المنتجات الزراعية ،هذه العوامل دفعت الانسان الى زيادة استغلال الموارد الطبيعية والتي جاء في غالب الأحيان بشكل غير مرشد،اضافة لذلك فقد بدأ نشاط الانسان مؤخرا. يمتد الى المناطق الهامشية ذات النظام البيئي غير المستقر والهش.
ومن أسباب التدهور نجد.
+تدهور الغطاء النباتي؛ بسبب الاستثمار غير المناسب مثل الرعي الجائر،قطع الاشجار والشجيرات .مما أدى الى تدهور الغطاء النباتي، وخاصة في مناطق المراعي.
+تدهور الاراضي؛ يأخد تدهور الأاراضي أشكالا متعددة منها التدهور بفعل التعرية الريحية أو المائية أوكليهما معا.
+خسارة التربة الزراعية ؛تتعرض التربة الزراعية وخاصة حول المدن الى الزحف العمراني ،مما يترتب على ذلك خسارة مساحات كبيرة منها وهذا الزحف يأخذ أشكالا متعددة منها أبنية سكنية، ومنشآت صناعية{على سبيل المثال ببلدية ايت ملول ، حي أركانة و حي الشهداء وحي أدمين هذه الاحياء التي كانت امتداد لغابة أركان، وكذا حي المسيرة والفتح وأكدال، وحي القصبة وبطاح والمزار وسيدي ميمون التي كانت أراضي زراعية على شكل بساتين (بحيرات)}.
-بعض التدابيرحول الإستغلال الأمثل للموارد المائية والأراضي الزراعية.
1. التبادل بين المزارعين والرعاة
2. الشبكات غير الرسمية
3. دعم الحوار بين أفراد المجتمع
4. الاتفاق على قواعد مرور وانتقال الماشية عبر "الممرات
5. الوساطة في النزاعات على مصادر المياه
6. الاستراتيجيات المتنوعة لسبل المعيشة
ومع ذلك، فكما ذكرنا في الأمثلة المدرجة بالدراسة، ينبغي توخي الحذر من أجل منع وجود عملاء وإخضاع دعم الجفاف والكوارث "للسياسة" من خلال المنافسة على الموارد الشحيحة. وقد تعد "لجان الأراضي" التي يتم تشكيلها في الآونة الحالية في مختلف أنحاء النيجر بمثابة مبادرة واعدة لدعم وإضفاء الصبغة القانونية على المنتدى المحلي للتفاوض في المنازعات واتخاذ القرارات ذات الشفافية. وتوضح دراسة الحالة أن التوجه اللامركزي فيما يتعلق بالجفاف والمجاعات ملائما وأن مجموعة استراتيجيات المشاركة من أجل الحد من الجفاف وإدارة المخاطر من قبل المستويات المركزية والتابعة تحقق نجاحا بصورة أفضل.
تعتمد هذه الدراسة على المقدمة المنطقية القائلة بأن نجاح الحد من مخاطر الكوارث وإدارتها بالإضافة إلى نجاح التنمية الريفية يتطلب التنسيق بصورة أفضل بين وزارات وهيئات الحكومة المركزية والحكومة اللامركزية والأطراف المحلية غير الحكومية. وينبغي اتخاذ التدابير وتنظيم الموارد بصورة مباشرة استجابة للاحتياجات الفعلية وتنسيق وإضفاء اللامركزية على تلك التدابير والموارد وفقا للمزايا المقارنة للشركاء المحليين. وتتضمن الموضوعات التي تخضع للدراسة دمج المنظورات المحلية والسلوك والممارسات ضمن صنع السياسة وتخطيط وإجراءات التنمية الريفية وضمان الاتصال المتبادل بين جميع المستويات حتى يكون التنفيذ ملائما ودقيقا. ويؤكد هذا المقال على أن المشاركة على المستوى المحلي في التعامل مع حالات الطوارئ ترتبط ارتباطا وثيقا بمراحل الحد من المخاطر والاستعداد لمواجهتها ضمن إدارة مخاطر الكوارث