Mokhtar مشرف سابق
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 164 نقاط : 5333 تاريخ التسجيل : 18/12/2010
| موضوع: لما لا تعتذر ؟؟؟؟؟ السبت 12 مارس - 19:16:48 | |
| في كل مرة كنت ترسم لي فيها على حافة الصمت قلبا ووردة حمراء, كنت أرسم لك عصفورا وزهرةَ ياسمين, وكان عصفوري يخربش فوق القلب ويبعثر الوردة, فألمحك تتشظى... تنشطر إلى نصفين, أحدهما يتلاشى مع أوراق الورد المبعثرة, والآخر يغرق في صمت حزين. لم يكن ما بيننا يشبه ما يكون عادة بين رجل وامرأة, ولا حتى بين امرأة وأخرى, كان شيئا مختلفا, شيئا لا يشبه الاشتياق ولا تفوح منه رائحة العشق فقط , كأن بين روحينا تواطؤ غير معلن للاحتواء, هناك شيء في حضورك يأسرني ويطلقني في آن واحد, يبعثرني ويلملمني, يشظيني ويعيد تكويني من جديد, كنت قطعة باذخة من روحي المحترقة لا أرغب بحشرها في أفق ضيق لجسد فان .. كنت فرحا لا يشبه الفرح. ذلك الطغيان الذي تملكه بمنتهى اللطف, ذلك الاجتياح الذي لا أملك له رديفا , ذلك الألق الذي لم أعرف مثله يوما, شيء يشبه النقاء, يشبه دموع الأطفال, يشبه الشمس والياسمين, ولا يشبه وردة حمراء, كأنك كنت في ثنايا الروح منذ الأزل, كأنك خلقت وترعرعت هناك, كأنك لم تغادر أبدا. لكنك كل مرة كنت تصر على أن تقدم لي وردتك الحمراء, وكنت أصر على أن أهديك ياسمينة لترى ذلك البياض الرقيق الذي لا أريده أن يخدش بأي هفوة. وحدك دون الناس دخلت إلى دهاليز الروح وتجولت فيها بحرية من يتجول في سكنه في وحدة ليل هادئ, وحدك عرفت الغرف المبللة بالفرح, كما مررت بأخرى مسربلة بالحزن, وحدك لامست الروح , وعانقت أدق خلجاتها, فلماذا تصر على أن تلوث شيئا أسطوريا سرمديا لا مثيل له بشيء يشبه كل الأشياء التي حوله. عندما جلست على شغاف القلب ذات حزن بحت لك بأنني لا أريد أن أكون محطة تترجل منها عند وصولك إلى أخرى, أريد أن أظلّ ذلك الوجع القصي في الروح, أخبرتك بأنك لا تشبه الأسماء ولا تحمل الملامح ذاتها التي يمتلكها الكل, لذلك كان علي أن أحتفظ بمشاعرك, ولذلك كان علي أن أحملك على جناحي حلما حتى لا تطأ الأرض فتدفن فيها ذلك الشعور الدافئ, فلا تتكئ على تفصيل صغير من شأنه أن يجعلك تشبه كل من حولي, ليس بالضرورة لمن يلامس الجسد أن يقترب من الروح, وأظنه حتميا عليك أن تظل تلك الأسطورة التي تورق في أوردتي, وتزهر على ضفاف وجعي, ستظل زهرة ياسمين رقيقة تنعتق في روحي, لنتحرر معا من الفناء, من أجساد لا ترتقي لأثير أرواح تعانق خيوط الشمس الدافئة, ولا تسمو لتكون شفيفة كروحك ولا متلألئة كذلك الدفق الهائل الذي يخترقني كلما مررت في بالي. دع الأجساد للأرض وانعتق نحو السماء, نحو السمو, حيث لا يوجد للخطيئة مكان ولا معنى. عندما زرعت لي الأرض وردا, زرعت لك السماء نجوما, وخيرتك بين أن ترحل, وبين أن تقتل ورودك كمدا وتنثر الياسمين. كنت أخشى بيني وبين نفسي أن تختار الرحيل, أحتاج إليك, أتوق لوجودك, وأحتاج إلى ذلك الشعاع الذي أشعلته في حنايا نفسي ولا أريد له أن ينطفئ فأنطفئ معه, ولا أريد أن أستفيق صباحا لأجد نفسي وحيدا مرة أخرى. أكذب إن قلت أن رحيلك صعب, إنه مستحيل ، قاتل, قد يذبحني, أنا الذي للمرة الأولى على امتداد العمر أجد امرأة تفهمني, تبحر في عمقي, تتمايل مع تناقضات جنوني وفزعي وارتيابي, تعزف على أوتار ظمائي, تشعلني وتطفئني في لحظة واحدة, كيف كان لي أن أفقدك وفقدانك قد يمزق شرايين الفرح في قلبي إلى الأبد.
|
|
faty flour مشرف سابق
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 226 نقاط : 5617 تاريخ التسجيل : 06/01/2011 الموقع : faty flour sur facebook
| موضوع: رد: لما لا تعتذر ؟؟؟؟؟ الخميس 7 يوليو - 10:13:37 | |
| waw merciiiiiiiiii bbbbbbbbbbbbbbb mokhtar |
|