حرف الزاي... ذلك المحبوب الرشيق،
والمعشوق الخالد، الجميل في هيئته وشاكلته، والبديع في كبريائه وأنفته؛
وقفة هامته بجلال وكبرياء، وعظمته تضاهي عظمة فارس متيم بعشق الوطن
الخالد، يتمنى لو يعانق الأمة فردا فردا بذراعيه اللطيفتين، تخطه أناملنا
بإتقان متناهٍ على اللافتات واللوحات، في المناسبات والملتقيات، فيخفر
المكان بقدسيته العجيبة، ويضفي على الجمع هالته المجيدة، تضعه الواشمات على
جسد العذارى عذبا رقيقا، وترسمه الجدات بالحناء على أكف العرائس يوم الفرح
والزفاف بشاعرية ساحرة وجمالية فاتنة، يشكله الصائغ على حليه الجميلة وفق
مقاييس وتلا وين عديدة، فيسلب عقل النساء ويداعب أحلام العذراء، يحمله
الطوارق الأباة معهم في ترحالهم وتجوالهم بين كثبان الرمال والصخور
الجرداء، وبين نخيل الواحات وظلالها، تذكارا غاليا عزيزا، وتعويذة نفيسة
تقيهم شرور الأيام ومطيات الحياة، وتميمة مباركة تجلب لهم المن والعطاء
والصحة والفرح.
زاينا هذا يتوسط
علم تيموزغا العزيز علينا جميعا بجلال وعظمة، فنعشقه بحرارة حتى الموت،
ونقدمه على باقي الحروف لأنه سيدها وغرتها، ونتخذ منه شعارا خالدا أبديا
لأنه المنير... والبهي...
نرفعه عاليا... عاليا... AR itran لكي ينهل
من زرقة السماء بحرارة، ويعانق النجوم والغيوم، ويتعمد من نور الصباح وعبير
الليل، ولكي ينسج من ألوان قوس قزح عباءات مزركشة ملونة لعرائس بناتنا في
تامازغا العظيمة.
ومن غريب الصدف ونادر المفارقات،... ولكي لا ندع مطية
لمن تنكر لدمائه وجذوره، وولى وجهه قبلة الشرق ليبحث عن الملاحم والبطولات
في المقامات والمعلقات، وسيرة سيف بن ذي يزن وجرائم ابن العاص وعقبة وزهير
وابن الوليد... ونوادر البسوس وداحس والغبراء (وأم المعارك = أم المهازل =
أم الهزائم). ولمن صدق بغباء نصر تشرين المهزلة، وصفق لخلود الحكام في
المشرق وتوريث الجمهوريات، ولمن لا يهمه مجد زاينا وانبعاث امتنا. نعم...
من نادر المفارقات وغريب الصدف أن حرف الزاي بشكله العجيب يرمز إلى ثلاث
ديانات سماوية:
1 ـ الشمعدان أعلى وأسفل رمز للديانة اليهودية....
2 ـ الصليب في جزئيه الأعلى والأسفل كذلك يرمز إلى المسيحية.....
3 ـ الهلال في جزئيه الأعلى والأسفل يرمز إلى الإسلام. ...
وهذا دليل آخر على مدى انفتاح ايمازيغن
ولحرف الزاي كذلك سبعة أجزاء، وللرقم سبعة دلالات عميقة وعظيمة في تراث وحضارات الشعوب.
سبع سماوات... سبعة أيام... العجائب السبع... مدينة التلال السبع... القديسة التي أنجبت سبع توائم...
أفلا
تدفعنا هذه المفارقات اللطيفة لنتشبث أكثر بهويتنا وأرضنا وثقافتنا
والتضحية المستمرة من أجل إدخال زاينا الجميل في منظومتنا الوطنية؟
هذا هو زاينا المحبوب... في بجاية وتاغاست، وسوس وأغمات، وطبرق وتمنراست...و..و.. كلمة مجنحة وسر رباني مقدس، يحمل بين ثنايا روحه نورا وحياة وحرية، وبين تلا فيف قلبه وحدانية وإيمانا وقدسية.
زاينا هذا... ما زال وراء القضبان سجينا حزينا... مكبلا بقيود وأصفاد، يذوق المرارة كل يوم، ونحن وحدنا القادرون على فك أسره.
منقول http://iguiwaman.blogspot.com/