عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة ، مرحبا بك في منتدى العلم والمعرفة لثانوية الأنوار الإعدادية -نيابة إنزكان أيت ملول-.
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
شكرا.
إدارة المنتدى.




عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة ، مرحبا بك في منتدى العلم والمعرفة لثانوية الأنوار الإعدادية -نيابة إنزكان أيت ملول-.
لتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
شكرا.
إدارة المنتدى.







 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 6691 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو ABOUTAHIR-1 فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 51106 مساهمة في هذا المنتدى في 22352 موضوع
خاص بالأعضاء الجدد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المشرف العام - 7463
غزوة أحد Vote_rcapغزوة أحد Voting_barغزوة أحد Vote_lcap 
abdelilah elbouhlali - 2515
غزوة أحد Vote_rcapغزوة أحد Voting_barغزوة أحد Vote_lcap 
روح المنتدى - 2498
غزوة أحد Vote_rcapغزوة أحد Voting_barغزوة أحد Vote_lcap 
A.Lakdib - 2398
غزوة أحد Vote_rcapغزوة أحد Voting_barغزوة أحد Vote_lcap 
أميرالمنتدى - 2076
غزوة أحد Vote_rcapغزوة أحد Voting_barغزوة أحد Vote_lcap 
عبدالرحيم موسان - 1900
غزوة أحد Vote_rcapغزوة أحد Voting_barغزوة أحد Vote_lcap 
mousstafa boufim - 1663
غزوة أحد Vote_rcapغزوة أحد Voting_barغزوة أحد Vote_lcap 
Med amin - 1629
غزوة أحد Vote_rcapغزوة أحد Voting_barغزوة أحد Vote_lcap 
हमजा प्रेमियों - 1618
غزوة أحد Vote_rcapغزوة أحد Voting_barغزوة أحد Vote_lcap 
Said Benssi New - 1453
غزوة أحد Vote_rcapغزوة أحد Voting_barغزوة أحد Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأكثر نشاطاً
تعالو نحطم الرقم القياسي في كل المنتديات ..!
ﯕـالـــوا زمـــــــان
لعبة اوصل للرقم 10 و اكتب اكثر عضو تحب ان تتكلم معه
تحدي:تعد من 1 الى 10 دون ان يقاطعك احد.
لعبة الاسئلة
لعبة اهديك اغنية
#..سأرحل قريباً //
عرف بنفسك
الى كل الاعضاء بدون استثناء
لعبة الالوان
المواضيع الأكثر شعبية
دراسة بيوغرافية لشخصية محمد الخامس
ﯕـالـــوا زمـــــــان
تعالو نحطم الرقم القياسي في كل المنتديات ..!
ملخصات-خطاطات-مصطلحات-مفاهيم خاصة بدروس الاجتماعيات السنة الثالثة إعدادي (الدورة الثانية)
ملخصات دروس الاجتماعيات خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي (الدورة الأولى)
ملخصات دروس التاريخ للدورة الثانية خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي
ملخصات دروس التربية على المواطنة للدورة الثانية خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي
لعبة اوصل للرقم 10 و اكتب اكثر عضو تحب ان تتكلم معه
مصطلحات ومفاهيم:التاريخ-التربية على المواطنة-الجغرافيا (الدورة الثانية)
ملخصات دروس الجغرافيا للدورة الثانية خاصة بتلاميذ السنة الثالثة إعدادي
امتحانات جهوية موحدة
امتحانات جهوية موحدة







الامتحان الجهوي
قوانين مغربية

شاطر
 

 غزوة أحد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
faty flour
مشرف سابق
مشرف سابق
faty flour

الدولة : المغرب
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 226
نقاط : 5617
تاريخ التسجيل : 06/01/2011
الموقع الموقع : faty flour sur facebook

غزوة أحد Empty
مُساهمةموضوع: غزوة أحد   غزوة أحد Emptyالثلاثاء 13 سبتمبر - 12:13:23

غزوة أحد وقعت في يوم السبت، السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة [1] والتي تصادف 23 مارس 625 م، بين المسلمين في يثرب بقيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأهل مكة وأحابيشها ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة [2]. كانت قوة المسلمين تقدر بحوالي 700 مقاتل [3] وقوة أهل مكة وأتباعها تقدر بحوالي 3000 مقاتل من قريش والحلفاء الآخرين وكان في الجيش 3000 بعير و200 فرس و 700 درع وكانت القيادة العامة في يد أبي سفيان بن حرب وعهدت قيادة الفرسان لخالد بن الوليد يعاونه عكرمة بن أبي جهل[4].

تمكن جيش أبي سفيان
من تحقيق نصر عسكري بواسطة هجمة مرتدة سريعة بعد نصر أولي مؤقت للمسلمين
الذين انشغل البعض منهم بجمع الغنائم وترك مواقعهم الدفاعية التي تم
التخطيط لها قبل المعركة وتمكن بعض أفراد جيش أبي سفيان من الوصول إلى
الرسول محمد وإصابته وشج أحدهم (وهو عبد الله بن شهاب) جبهته الشريفة
واستطاع ابن قمئة الحارثي من إصابت انفه الشريف. يعتقد المؤرخون أن من
الأسباب الرئيسية للهزيمة العسكرية للمسلمين هو مغادرة المواقع الدفاعية
من قبل 40 راميا من أصل 50 تم وضعهم على جبل يقع على الضفة الجنوبية من
وادي مناة، وهو ما يعرف اليوم بجبل الرماة والإشاعة عن مقتل النبي محمد أو
صرخة الشيطان التي كان مفادها «ألا إن محمدا قد قتل» [7].
السياسة بعد غزوة بدر


استنادا إلى كتاب "سيرة رسول الله" للمؤرخ ابن إسحاق فإن الرسول مكث في المدينة 7 ليال فقط بعد معركة بدر
حيث قام بغزو بني سليم. وحسب رأي القمني في كتابه حروب دولة الرسول، تعد
هذه إشارة إلى محاولة الرسول تقطيع أوصال الإيلاف القرشي لصالح الكيان
الإسلامي الحديث النشوء وتم اختيار بني سليم حسب رأي القمني كذلك كونها من
القبائل الكبرى في الجزيرة العربية. بينما تشير المصادر التاريخية مثل أن غزوة بني سليم كانت بسبب تحضيرهم لمهاجمة المدينة [5] ولكن بنو سليم هربوا من مضاربهم لمجرد سماعهم بقدوم المسلمين وتركوا وراءهم 500 بعير مع الرعاة حسب سيرة الحلبي صفحة 480.

بعد غزوة بني سليم بشهر خرج الرسول محمد برجاله لتأديب غطفان على حلفها مع بني سليم في الغزوة المعروفة غزوة ذي أمر واستنادا إلى البيهقي
فإن غطفان هربت كما سبقهم بنو سليم وهناك مصادر تشير إلى أن "جمعا من
ثعلبة ومحارب بذي أمر قد تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف الرسول محمد" [6]، وبات المسلمون يشكلون خطرا حقيقيا على اقتصاد مكة عن طريق السرايا التي كانت تقطع طريق قوافل قريش التجارية وعن طريق الإغارة على القبائل لإجبارها على قطع موالاتها لمكة. وحسب رأي سيد القمني I

"يرى المؤرخون أن السلاح الذي فاض بعد انتصار المسلمين في معركة بدر والمال الذي جاء من فداء الأسرى المكيين تزامنت مع آيات قرآنية تنسخ ما سلف من آيات سابقة وكانت الآيات الجديدة تحمل روحا سياسيا جديدا فعلى سبيل المثال قالت آيات ماقبل أنتصار بدر «إن
الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر
وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون
» (سورة البقرة) بينما نصت آيات المرحلة الجديدة «إن الدين عند الله الإسلام» (سورة آل عمران) و«ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه» (سورة آل عمران)"
يعتقد بعض المفسرين أن تحليل سيد القمني
مشكوك فيه لأنه وطبقاً للمفسرين فمن المعلوم في الشريعة الإسلامية أن
المنسوخ هو الأحكام ولم يقل أحد بأن التقرير ينسخ. فآية {إن الذين آمنوا
والذين هادوا...} تقصد من كانوا على ديانة اليهودية إلى فترة النبي عيسى ثم النصارى إلى فترة النبي محمد. والصابئة وهم موحدون على الفطرة من غير نبي إلى أن تبلغهم دعوة نبي زمانهم [انظر تفاسير ابن كثير والطبري والقرطبي لآية النسخ: البقرة 106 ]

حدثت في هذه الفترة الانتقالية حادثتين مهمتين يمكن اعتبارهما من رموز
بداية مؤسسة سياسية مركزية واحدة تتجاوز القبائل المتحالفة إلى الدولة
الموحدة وهاتان الحادثتان هما مقتل كعب بن الأشرف وغزوة بني قينقاع.

[عدل] غزوة بني قينقاع


سبب هذه الغزوة كما يقول ابن هشام أن امرأة من العرب
قدمت بجلب لها فباعته بسوق بن قينقاع وجلست إلى صائغ بها فجعلوا يريدونها
على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها فلما قامت
انكشفت سوءتها فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا وشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاصترخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسملون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع [7]

وكان من حديثهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم في سوقهم ثم قال: «يا
معشر اليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة، وأسلموا فإنكم قد
عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم.
» فقالوا: «يا محمد إنك ترى أنا قومك، لا يغرنك أنك لقيت قوماً لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، أما والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس.»

وبعدها لجأ اليهود إلى حصونهم يقاتلون فيها، ففرض الرسول (صلَّى الله
عليه وسلم) عليهم الحصار، وأحكمه خمس عشرة ليلة حتى اضطروا إلى التسليم،
ورضوا بما يصنعه رسول الله في رقابهم ونسائهم وذريتهم، فأمر رسول الله أن
يخرجوا من المدينة. فرحلوا إلى أذرعات بالشام ولم يبقَوا هناك طويلاً حتى هلك أكثرهم.

ويرى الشيخ محمد الغزالي:
" ما معنى أن يغضب اليهود الموحدون -كما يزعمون- من انتصار الإسلام على
الشرك؟ وبم يفسر حنوهم على القتلى من عبدة الأصنام، وسعيهم الحثيث لتغليب
كفة الوثنية العربية على هذا الدين الجديد؟؟ إن التفسير الوحيد لهذا
الموقف أن اليهود انقطعت صلاتهم بمعنى الدين، وأن سلوكهم العام لا يرتبط
بما لديهم من تراث سماوي، وأنهم لا يكترثون بما يقترب من عقيدة التوحيد أو
أحكام التوراة،
لأن هذه وتلك مؤخرة أمام شهواتهم الغالبة وأثرتهم اللازبة. ومن ثَمَّ شكك
القرآن الكريم في قيمة الإيمان الذي يدَّعيه القوم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ
آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا
وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ
قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ
مُؤْمِنِينَ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ
اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ...}. والظاهر
أن طوائف اليهود التي عاشت بين العرب كانت عصابات من المرتزقة اتخذت الدين
تعليقاً لمطامع اقتصادية بعيدة المدى، فلما توهمت أن هذه المطامع مهددة
بالزوال ظهر الكفر المخبوء، فإذا هو كفر بالله وسائر المرسلين. ولم يعرف
أولئك شرفاً في حرب الإسلام، ولم يقفهم حد أو عهد في الكيد له، فلم يكن بد
من إجلائهم وتنظيف الأرض منهم."

وحسب السيد القمني: "يعتبر البعض أن مقتل كعب بن الأشرف الشاعر اليهودي مثالا على موقف باتر لكل لون من المعارضة الداخلية لنواة الدولة الإسلامية في المدينة1
". يرى البعض أن هذا الرأي لسيد القمني مشكوك في واقعيته لأن العديد من
المصادر التاريخية أوردت أن سبب قتل كعب بن الأشرف هو تحريضه قريش على الانتقام من المسلمين وتشبيبه بنساء المسلمين (التشهير بشكل فاضح) دون أن تورد أن سبب القتل هو مجرد المعارضة السياسية.

[عدل] مقتل كعب بن الأشرف


كعب بن الأشرف سافر إلى مكة
من المدينة يواسي مشركيها المهزومين في بدر، ويحرضهم على إدراك ثأرهم من
محمد (صلَّى الله عليه وسلم) وصحابته، وقد سأله أبو سفيان: أناشدك الله،
أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه؟ قال له كعب: أنتم أهدى منه
سبيلاً!! فأنزل الله على رسوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا
نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ
وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ
آمَنُوا سَبِيلًا}.

وقد صاغ قصائد الغزل في بعض النساء المسلمات...فغضب المسلمون، فأهدر المسلمون دمه.

يرى سيد القمني أن ابن الأشرف كان متعاطفا مع حزن قريش بعد هزيمتهم في معركة بدر. فقال واستنادا إلى سيرة ابن هشام:


طحنت رحى بدر لمهلك أهله
ولمثل بدر تستهل وتدمع


قتلت سراة الناس حول حياضهم
لا تبعدوا إن الملوك تصرع


كم قد أصيب به من أبيض ماجد
ذي بهجة يأوي إليه الضيع


طلق اليدين إذا الكواكب أخلفت
حمال أثقال يسود ويربع


ويقول أقوام أسر بسخطهم
إن ابن الأشرف ظل كعبا يجزع


صدقوا فليت الأرض ساعة قتلوا
ظلت تسوخ بأهلها وتصدع

...إلى أن يقول:


نبئت أن الحارث بن هشامهم
في الناس يبني الصالحات ويجمع


ليزور يثرب بالجموع وإنما
يحمى على الحسب الكريم الأروع

ويعتبر البعض البيتين الأخيرين في غاية الخطورة لما فيها من تحريض للحارث بن هشام وقريش على غزو المسلمين ويروي ابن كثير في البداية والنهاية أن الرسول هتف قائلا «من لي بابن الأشرف؟» فنهض محمد بن مسلمة يقول: أنا لك يا رسول الله.

بعد أن انتصر المسلمون انتصارا كبيرا في معركة بدر على المشركين
وأوقعوا فيهم الكثير من القتلى، عاد من بقي من الكفار إلى مكة حين كانت
مكة تحت سلطة المشركين يجرون وراءهم أذيال الخيبة، ووجدوا أن قافلة أبي
سفيان قد رجعت بأمان، فاتفقوا فيما بينهم أن يبيعوا بضائعها والربح الذي
سيجنونه يجهزوا به جيشا لمقاتلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخذ الثأر
لمقتل ءابائهم وإخوتهم وأبنائهم الذين حاربوا النبي عليه السلام والصحابة،
وأرادوا القضاء على الإسلام في بدر.

اجتمعت قريش لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسلت مبعوثين إلى
بعض القبائل الحليفة طلبا للمقاتلين، فاجتمع ثلاثة ءالاف مشرك مع دروعهم
وأسلحتهم، وكان معهم مائتا فرس وخمس عشرة ناقة عليها ركب الهوادج وهي
البيوت الصغيرة التي توضع على ظهور الجمال وجلست فيهن بعض النساء المشركات
ليشجعن المشركين على القتال، وتذكيرهم بالهزيمة في بدر.

وفي أثناء استعداداتهم طلب أبو سفيان من العباس بن عبد المطلب عم رسول
الله الخروج معه لقتال المسلمين ولكنه لم يقبل بذلك، وأرسل العباس سرا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم يحذره من الخطر المحدق، فوصل الخبر إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إني قد رأيت والله خيرا - أي في المنام –
رأيت بقرا تذبح، ورأيت في ذباب سيفي (حد سيفي) ثلما (كسرا) ورأيت إني
أدخلت يدي في درع حصينة، فأولتها المدينة"، وكان معنى هذا المنام الذي
رءاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن البقر ناس يقتلون، وأما الثلم في السيف
فهو رجل من أهل بيت النبي يقتل.

خرج كفار قريش بجيشهم حتى وصلوا إلى ضواحي المدينة المنورة قرب جبل أحد
حيث كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم قد صلى صلاة الجمعة بالناس وحثهم
على الجهاد والثبات، وخرج بسبعمائة مقاتل شجاع من الصحابة الكرام بعد أن
رجع بعض المنافقين خوفا من القتال.

وكانت خطة الحرب التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل المدينة
المنورة في وجهه ويضع خلفه جبل أحد وحمى ظهره بخمسين من الرماة المهرة
صعدوا على هضبة عالية مشرفة على أرض المعركة، وجعل قائدهم صحابيا كريما هو
عبد الله بن جبير وأمرهم النبي أن يبقوا في أماكنهم وأن لا يتركوها حتى
يأذن لهم وقال لهم: "ادفعوا الخيل عنا بالنبال" وقسم الحبيب المصطفى جيش
المسلمين إلى عدة أقسام، جعل قائدا لكل منها وتسلم هو قيادة المقدمة.

وبدأت المعركة فأقبل المشركون فاستقبلتهم سيوف المسلمين البتارة بقوة،
وكان بين الصحابة رجل شجاع مشهود له بالثبات في وجوه الكفار اسمة أبو
دجانة، سلمه النبي صلى الله عليه وسلم سيفا فأخذه وربط على رأسه قطعة
حمراء علامة القتال، ثم شهر سيفه لا يقف شيء أمامه إلا حطمه وأوقعه أرضا،
وكان رجل من المشركين لا يدع جريحا مسلما إلا قتله، فلحق به أبو دجانة
ليريح الناس من شره، حتى التقيا فضرب المشرك أبا دجانة ضربة تلقاها الأخير
بكل عزم وثبات ثم بادله بضربة قوية من سيفه فقتله.

واقتتل الناس قتالا شديدا وفعل الرماة المسلمون فعلتهم، إذ كانوا من
أحد أسباب تراجع الكفار وفرارهم، وكانت الهزيمة على المشركين. ولكن حصلت
حادثة أليمة غيرت من مسار نهاية المعركة، إذ إن الرماة الذين أمرهم النبي
صلى الله عليه وسلم بحماية ظهور المسلمين وعدم ترك أماكنهم حتى يأذن لهم،
ترك الكثير منهم مكانه ظنا أن المعركة حسم أمرها وأنه لم يبق أثر
للمشركين، ونزلوا ليأخذوا من الغنائم، وبقي أقل من عشرة رماة أبوا أن
يلحقوا بهم وقالوا: "نطيع رسول الله ونثبت مكاننا"، فنظر خالد بن الوليد
وكان ما زال مشركا إلى من بقي من الرماة فتوجه بمجموعة من المشركين،
وتسللوا ففاجأوا الرماة القليلين من الخلف وقتلوهم بما فيهم قائدهم عبد
الله بن جبير.

عندها تعالت صيحات المشركين وفوجئ المسلمون بأنهم قد أصبحوا محاصرين،
فقتل من قتل منهم واشتد الأمر عليهم، عندها عاد من هرب من المشركين وهجموا
على المسلمين هجمة شرسة، ورفعوا عن الأرض رايتهم المتسخة.

وكان عدد من الكفار قد اتفقوا فيما بينهم على مهاجمة النبي دفعة واحدة
فاستغلوا فرصة ابتعاد بعض الصحابة عن النبي أثناء المعركة وانقضوا عليه،
فمنهم من ضربه بالسيف فأصاب جبهته الشريفة، ومنهم من رماه بحجارة فكسرت
رباعيتة اليمنى وهي أحد أسنانه الأمامية، وشقت شفته الشريفة، وهجم ءاخر
فجرح وجنة النبي أي أعلى خده الشريف بالسيف ورفعه فرده النبي ولكنه سقط
فجرحت ركبته الشريفة وسال دمه على الأرض، وأقبل مشرك اسمه أبي بن خلف
حاملا حربته ووجهها إلى رسول الله فاخذها النبي منه وقتله بها.

ولما جرح النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، صار الدم يسيل على وجهه
الشريف وأقبل لحمايته خمسة من الأنصار، فقتلوا جميعا وركض أبو دجانة وجعل
من ظهره ترسا لرسول الله فكانت السهام تنال عليه وهو منحن يحمي ببدنه
وروحه أعظم الكائنات سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم.

وازدادت المصائب إذ قد جاء عبد حبشي مشرك ماهر بالرماية اسمه وحشي أمره
سيده بقتل سيدنا حمزة ووعده بأن يجعله حرا إن قتله، وبقي طيلة المعركة
يتحين الفرصة حتى وجد نفسه وجها لوجه أمامه، فرفع حربته وهزها ثم رماها
فاخترقت جسد سيدنا حمزة رضي الله عنه الذي وقع شهيدا في سبيل الله.

وانتهت المعركة بانسحاب المشركين الذين ظنوا أنهم انتصروا، ولا يقال إن
رسول الله خسر بل إن الذين خالفوا أوامره خابوا وسببوا الخسارة لأنفسهم.

ودفن المسلمون شهداءهم في أحد حيث استشهدوا، ولما عاد رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى المدينة في جو حزين، جاءت إحدى نساء الأنصار قد قتل
أباها وأخاها شهيدين.

فلما أخبرت قالت: "ماذا حل برسول الله؟" فقالوا لها: "هو بحمد الله كما
تحبين". قالت: "أرونيه"، فلما نظرت إليه دمعت عيناها فرحا بسلامته وقالت:
"كل مصيبة بعدك هينة يا رسول الله لا توازي مصيبتنا بفقدك".

وهكذا انتهت معركة أحد التي كانت درسا تعلم منه المسلمون أهمية
الالتزام بأوامر النبي وتعاليمه الشريفة، وأن أوامره كلها فيها الخير
والفلاح.

[عدل] قبل المعركة

غزوة أحد 300px-Gabal_Uhudغزوة أحد Magnify-clip

صورة لغار جبل أحد





استنادا إلى ابن كثير لما رجعت قوات قريش إلى مكة بعد هزيمة معركة بدر مشى رجال من قريش ممن قتل آباؤهم أو أبناؤهم أو إخوتهم فكلموا أبا سفيان الذي تمكن من إنقاذ قافلة قريش فقالوا له «إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثأرا». بعد سنة استطاعت مكة أن تجمع 3000 مقاتل من قريش والحلفاء والأحابيش ووصل الجيش إلى جبل أحد
في مكان يقال له عينين فعسكر هناك يوم الجمعة السادس من شهر شوال سنة ثلاث
من الهجرة، واستنادا إلى سيرة برهان الدين الحلبي فإن عم الرسول العباس بن عبد المطلب أرسل رسالة إلى الرسول فيها جميع تفاصيل الجيش ولا يعرف مدى صحة هذه الرواية لكونها مستندة على سيرة ابن إسحاق الذي كتب في عهد العباسيين الذين كان لهم خلافات مع من سبقهم من الأمويين.

لما بلغت الأنباء المسلمين فرح بعضهم وخاصة من لم يخرج منهم إلى معركة بدر ولم يصب مغنما واستنادا إلى سيرة ابن هشام فقد قال بعض المسلمين الذين فاتتهم بدر «يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون إنا جبنا عنهم وضعفنا» واستنادا إلى نفس المصدر فإن الأنصار وعبد الله بن أبي بن سلول كانوا يرغبون بالبقاء بالمدينة والدفاع عنها وكان هذا الرأي مطابقا لرأي الرسول محمد الذي فضل ألا يخرجوا من المدينة بل يتحصنوا بها حيث أن الرسول وحسب بعض الروايات أخبر المسلمين عن رؤيا رأها قال: «إني قد رأيت والله خيرًا، رأيت بقرًا تذبح، ورأيت في ذباب سيفي ثلمًا، ورأيت أني أدخلت في درع حصينة» وتأول البقر بنفر من أصحابه يقتلون، وتأول الثلمة في سيفه برجل يصاب من أهل بيته، وتأول الدرع بالمدينة [8]

وتحت ضغط التيار الداعي إلى الخروج إلى قريش وفي مقدمتهم حمزة بن عبد المطلب قام الرسول بلبس ملابس الحرب وخرج المسلمون ولكن عبد الله بن أبي بن سلول وهو سيد الخزرج ورئيس من أسماهم المسلمين بالمنافقين قرر أن يعود بأتباعه إلى المدينة وكانوا واستنادا إلى سيرة الحلبي 300 مقاتل وناداهم بقوله «ارجعوا أيها الناس عصاني وأطاع الولدان وما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا أيها الناس». أدرك المسلمون الشعب من جبل أحد، فعسكر الجيش مستقبلاً المدينة وجاعلاً ظهره إلى هضاب جبل أحد، واختار الرسول فصيلة من الرماة الماهرين قوامها خمسون مقاتلاً وجعل قائدهم عبد الله بن جبير بن النعمان وأمرهم بالتمركز على جبل يقع على الضفة الجنوبية من وادي مناة واستنادا إلى البخاري فإن الرسول قال لهم «إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم ووطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم».

وهناك رواية في كتاب ابن إسحاق عن جبير بن مطعم الذي كان له عبد حبشي يسمى "وحشيا" وكان ماهرا في قذف الرمح ووعده جبير بعتق رقبته إن قتل حمزة بن عبد المطلب واستنادا إلى ابن هشام فإن هند بنت عتبة كلما مرت بوحشي أو مر بها، قالت "ويها أبا دسمة اشف واستشف" وكان وحشي يكنى بأبي دسمة [9]

[عدل] وقائع المعركة

غزوة أحد 200px-Battle_of_Auhadغزوة أحد Magnify-clip

خريطة المعركة، لاحظ تخطيط المسلمين المستمر





عندما تقارب الجمعان وقف أبو سفيان ينادي أهل يثرب بعدم رغبة مكة في قتال يثرب واستناداً إلى سيرة الحلبي فإن عرض أبو سفيان قوبل بالاستنكار والشتائم وهنا قامت زوجته هند بنت عتبة
مع نساء مكة يضربن الدفوف ويغنين: نحن بنات طارق *** نمشي على النمارق ***
إن تقبلوا نعانق *** وإن تدبروا نفارق *** فراقاً غير وامق وجعلت هند
تقول : ويها بني عبد الدار
** ويها حماة الأديار ** ضربا بكل بتار فتقدم رجال من بني عبد الدار،
وكانت سدانة الكعبة ولواء قريش، منهم طلحة بن أبي طلحة وطلب المبارزة فخرج
إليه علي بن أبي طالب فصرعه علي وخرج رجل ثاني يطلب المبارزة فخرج إليه الزبير بن العوام فصرعه إلى خمسة رجال منهم يسقطون الواحد تلو الآخر، حتى صار اللواء إلى عبد الدار.

أعطى الرسول الراية لمصعب بن عمير وجعل الزبير بن العوام قائدا لأحد الأجنحة والمنذر بن عمرو قائدا للجناح الآخر ورفض الرسول مشاركة أسامة بن زيد وزيد بن ثابت في المعركة لصغر سنهما [10]] ودفع الرسول سيفه إلى رجل من الأنصار يدعى سماك بن خرشة ولقبه أبو دجانة
وكان مشهورا بوضع عصابة حمراء أثناء القتال وكان مشهورا أيضا بالشجاعة
والتبختر بين الصفوف قبل بدء المعركة وقال فيه الرسول واستناداإلى السهيلي
في كتابه "الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية" "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن".

بدأت المعركة عندما هتف الرسول برجاله "أمت، أمت" واستطاع المسلمون قتل أصحاب اللواء من بيت عبد الدار فاستطاع علي بن أبي طالب قتل طلحة الذي كان حامل لواء قريش فأخذ اللواء بعده شخص يسمى أبو سعد ولكن سعد بن أبي وقاص تمكن من قتله وفي هذه الأثناء انتشر المسلمون على شكل كتائب متفرقة واستطاعت نبال المسلمين من إصابة الكثير من خيل أهل مكة وتدريجيا بدأ جيش أبي سفيان
بإلقاء دروعهم وتروسهم تخففا للهرب وفي هذه الأثناء صاح الرماة الذين تم
وضعهم على الجبل "الغنيمة، الغنيمة" ونزل 40 منهم إلى الغنيمة بينما بقيت
ميمنة خالد بن الوليد
وميسرة عكرمة بن أبي جهل ثابتة دون حراك وفي هجمة مرتدة سريعة أطبقت
الأجنحة على وسط المسلمين الذين من ذهولهم صاروا يقتلون بعضهم بعضا وتمكنت
مجموعة من جيش أبي سفيان من الوصول إلى موقع الرسول محمد.

[عدل] إشاعة مقتل النبي محمد


استنادا إلى الطبري
فإنه عند الهجوم على الرسول تفرق عنه أصحابه وأصبح وحده ينادي "إليّ يا
فلان، إليّ يا فلان، أنا رسول الله" واستطاع عتبة بن أبي وقاص من جيش أبي
سفيان أن يصل إلى الرسول وتمكن من كسر خوذة الرسول فوق رأسه الشريف وتمكن
مقاتل آخر باسم عبد الله بن شهاب من أن يحدث قطعا في جبهته الشريفه وتمكن
ابن قمئة الحارثي من كسر أنفه الشريف وفي هذه الأثناء لاحظ سماك بن خرشة
ولقبه أبو دجانة حال الرسول فانطلق إليه وارتمى فوقه ليحميه فكانت النبل تقع في ظهره وبدأ مقاتلون آخرون يهبون لنجدة الرسول منهم مصعب بن عمير وزياد بن السكن وخمسة من الأنصار فدافعوا عن الرسول ولكنهم قتلوا جميعا وعندما قتل ابن قميئة الليثي، مصعب بن عمير ظن إنه قتل الرسول فصاح مهللا "قتلت محمدا" ولكن الرسول في هذه الأثناء كان يتابع صعوده في شعب الجبل متحاملا على طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام
واستنادا إلى رواية عن الزبير بن العوام فإن الصرخة التي ادعت قتل الرسول
كانت عاملا مهما في هزيمة المسلمين حيث قال ابن العوام "وصرخ صارخ : ألا
إن محمدا قد قتل، فانكفأنا وانكفأ القوم علينا" [11]

هناك آراء متضاربة عن الشخص الذي أطلق تلك الصيحة التي اشتهرت بصرخة الشيطان فيقول البيهقي "وصاح الشيطان: قتل محمد" بينما يقول ابن هشام "الصارخ إزب العقبة، يعني الشيطان" وهناك في سيرة الحلبي الصفحة 503 المجلد الثاني، رواية عن عبد الله بن الزبير أنه رأى رجلا طوله شبران فقال من أنت ؟ فقال إزب فقال بن الزبير ما إزب ؟ فقال رجل من الجن [12]

وقد أقبل أبي بن خلف
الجمحي على النبي عليه الصلاة والسلام -وكان قد حلف أن يقتله- وأيقن أن
الفرصة سانحة، فجاء يقول: يا كذّاب أين تفر! وحمل على الرسول بسيفه، فقال
النبي (صلَّى الله عليه وسلم): بل أنا قاتله إن شاء الله، وطعنه في جيب
درعه طعنة وقع منها يخور خوار الثور، فلم يلبث إلا يوماً أو بعض يوم حتى
مات. ومضى النبي (صلَّى الله عليه وسلم) يدعو المسلمين إليه، واستطاع
-بالرجال القلائل الذين معه- أن يصعد فوق الجبل، فانحازت إليه الطائفة
التي اعتصمت بالصخرة وقت الفرار. وفرح النبي عليه الصلاة والسلام أن وجد
بقية من رجاله يمتنع بهم، وعاد لهؤلاء صوابهم إذ وجدوا الرسول حياً وهم
يحسبونه مات. ويبدو أن إشاعة قتل النبي سرت على أفواه كثيرة، فقد مر أنس بن النضر
بقوم من المسلمين ألقوا أيديهم وانكسرت نفوسهم فقال: ما تنتظرون: قالوا:
قتل رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم)! فقال: وما تصنعون بالحياة بعده؟.
قوموا فموتوا على ما مات عليه...ثم استقبل المشركين فما زال يقاتلهم حتى
قتل...

روى مسلم: أن رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أفرد يوم "أحد" في سبعة
من الأنصار ورجلين من قريش، فلما أرهقه المشركون قال: من يردهم عني وله
الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل! ثم رهقوه، فقال من يردهم عني
وله الجنة، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة. فقال رسول الله: ما أنصفنا
أصحابنا -يعني من فَرُّوا وتركوه. وتركت هذه الاستماتة أثرها، ففترت حدَّة
قريش في محاولة قتل الرسول، وثاب إليه أصحابه من كل ناحية وأخذوا يلمون
شملهم ويزيلون شعثهم. وأمر النبي صحبه أن ينزلوا قريشاً من القمة التي
احتلوها في الجبل قائلاً: ليس لهم أن يعلونا، فحصبوهم بالحجارة حتى أجلوهم
عنها.

وقد نجح الرماة حول رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) كسعد بن أبي وقاص
وأبو طلحة الأنصاري في رد المشركين الذين حاولوا صعود الجبل، وبذلك أمكن
المسلمين الشاردين أن يلحقوا بالنبي ومن معه.

وقد أصاب الصحابة التعب والنعاس فقد داعب الكرى أجفان البعض من طول
التعب والسهر، فإذا أغفى وسقط من يده السيف عاودته اليقظة فتأهب للعراك من
جديد! وهذا من نعمة الله على القوم {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ
بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ}.

وظن المسلمون -لأول وهلة- أن قريشاً تنسحب لتهاجم المدينة نفسها، فقال
النبي عليه الصلاة والسلام لعلي بن أبي طالب: اخرج في آثار القوم فانظر
ماذا يصنعون؟ فإن هم جنَّبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة، وإن
ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة؛ فوالذي نفسي بيده لئن
أرادوها لأسيرنَّ إليهم ثم لأناجزنهم فيها. قال علي: فخرجت في آثارهم
فرأيتهم جنبوا الخيل وامتطوا الإبل واتجهوا إلى مكة.

هناك رواية أن هند بنت عتبة بقرت عن كبد حمزة بن عبد المطلب فلاكته فلم تستطعه فلفظته [11] وبعد أن احتمى المسلمون بصخرة في جبل أحد تقدم أبو سفيان من سفح الصخرة ونادى "أفي القوم محمد"
؟ ثلاث مرات لم يجاوبه أحد ولكن أبا سفيان استمر ينادي "أفي القوم ابن أبي
قحافة" ؟ "أفي القوم ابن الخطاب" ؟ ثم قال لأصحابه "أما هؤلاء فقد قتلوا"
ولكن عمر بن الخطاب لم يتمالك نفسه وقال "كذبت والله إن الذين عددتهم لأحياء كلهم" ثم صاح أبو سفيان "الحرب سجال أعلى هبل، يوم بيوم ببدر" فقال الرسول محمد "الله أعلى وأجل لا سواء ! قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار" [8] [11]

ومن المواقف موقف أبو دجانة فقد روى ثابت عن النبي (صلَّى الله عليه
وسلم) أنه أمسك يوم "أحد" بسيف ثم قال: من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فأحجم
القوم. فقال أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فأخذه ففلق به هام المشركين. قال
ابن إسحاق كان أبو دجانة رجلاً شجاعاً يختال عند الحرب، وكانت له عصابة
حمراء إذا اعتصب بها عُلِم أنه سيقاتل حتى الموت، فلما أخذ السيف من يد
رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) تعصَّب وخرج يقول:

أنا الذي عاهدني خليلـي ونحن بالسفح لدى النخيـلألاَّ أقوم الدهر في الكيول أضرب بسيف الله والرســول
وموقف حنظلة بن أبي عامر خرج حنظلة بن أبي عامر من بيته حين سمع هواتف
الحرب، وكان حديث عهد بعرس، فانخلع من أحضان زوجته، وهرع إلى ساحة الوغى
حتى لا يفوته الجهاد وهو جنب فاستشهد وسمي بغسيل الملائكة.

ومنها مافعله سعد بن الربيع فقد روى ابن إسحاق: أن رسول الله (صلَّى
الله عليه وسلم) قال: من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟ أفي الأحياء
هو أم في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار: أنا. فنظر، فوجده جريحاً في
القتلى وبه رمق. فقال له: إن رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أمرني أن
أنظر، أفي الأحياء أنت أم في الأموات؟ فقال: أنا في الأموات، فأبلغ رسول
الله (صلَّى الله عليه وسلم) سلامي! وقل له: إن "سعد بن الربيع" يقول لك:
جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته! وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم:
إن "سعد بن الربيع" يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خُلِص إلى نبيكم
وفيكم عين تطرف.

و أهم المواقف في غزوة أحد كان موقف علي بن أبي طالب: روى إمام
المعتزلة ابن أبي الحديد في شرح النهج (3: 272) أنّه لمّا فرّ مُعظم
أصحابه عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم اُحد، كثرت عليه كتائب المشركين،
وقصدته كتيبة من بني كنانة، ثمّ من بني عبد مناة بن كنانة فيها بنو سفيان
بن عوف، وهم: خالد بن سفيان، وغراب بن سفيان، وأبو شعثاء بن سفيان، وأبو
الحمراء بن سفيان، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي اكفني
هذه الكتيبة، فحمل عليها وانّها لتقارب خمسين فارساً، وعلي بن أبي طالب ()
راجل، فما زال يضربها بالسيف حتّى تتفّرق عنه، ثمّ تجتمع عليه هكذا
مراراً، حتّى قتل بني سفيان بن عوف الاربعة، وتمام العشرة منها ممّن لا
يعرف بأسمائهم.

فقال جبريل(): يا محمّد، إنّ هذه لمواساة; لقد عجبت الملائكة من مواساة
هذا الفتى، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): وما يمنعه وهو مني
وأنا منه؟ فقال جبريل: وأنا منكما، قال: وسمع ذلك اليوم صوت من قِبَل
السماء، لا يُرى شخصُ الصارخ به ينادي مراراً:لا فتى إلاّ علي ولا سيف إلا
ذو الفقار, فسُئل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عنه. فقال: هذا جبريل.

قال ابن أبي الحديد: وقد روى هذا الخبر جماعة من المحدّثين، وهو من
الأخبار المشهورة، ووقفتُ عليه في بعض نسخ مغازي محمّد بن إسحاق، ورأيت
بعضها خالياً عنه، وسألت شيخي عبد الوهّاب بن سكينة عن هذا الخبر، فقال
خبر صحيح، فقلت: فما بال الصحاح لم تشتمل عليه؟ قال: أو كلّما صحيحاً
تشتمل عليه كتبُ الصحاح؟ كم قد أهمل جامعوا الصحاح من الأخبار الصحيحة.

[عدل] بعد المعركة

غزوة أحد Abuhamza0001غزوة أحد Magnify-clip

جانب من جبل أحد من فوق جبل الرماة





انتهت المعركة بأخذ قريش ثأرها فقد قتلوا 70 مسلما بسبعين مقاتلا من مكة يوم معركة بدر وأسروا 70 مسلما وهو عدد مطابق لأسرى مكة يوم بدر وفي سورة آل عمران
إشارة إلى هذا حيث ينص الآية 165 "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ
قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ
أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"،[13]
وكان من القتلى 4 من المهاجرين ومسلم قتل عن طريق الخطأ على يد مسلمين
آخرين وكان اسمه اليمان أبا حذيفة فأمرهم الرسول أن يخرجوا ديته وكانت
خسائر قريش حوالي 23 مقاتلا [14]. وأمر الرسول أن يدفن قتلى المسلمين حيث صرعوا بدمائهم وألا يغسلوا ولا يصلى عليهم وكان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد [14].

وقد حزن الرسول على مقتل حمزة: وقد كان رسول الله (صلَّى الله عليه
وآله وسلم) يعز حمزة، ويحبه أشد الحب، فلما رأى شناعة المثلة في جسمه تألم
أشد الألم، وقال: لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت قط موقفاً أغيظ إليَّ من
هذا.

[عدل] دعاء النبي محمد


روى الإمام أحمد: لما كان يوم أحد، وانكفأ المشركون قال رسول الله
(صلَّى الله عليه وسلم): استووا حتى أثني على ربي عز وجل!. فصاروا خلفه
صفوفاً فقال: اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما
قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع
لما أعطيت؛ ولا مقرِّب لما باعدت، ولا مبعِّد لما قربت. اللهم ابسط علينا
من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك. اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا
يحول ولا يزول. اللهم إني أسألك العون يوم العَيْلة، والأمن يوم الخوف.
اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا. اللهم حبب إلينا
الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من
الراشدين. اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا
ولا مفتونين. اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك، واجعل
عليهم رجزك وعذابك. اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق.

[عدل] بعض صور تضحيات الصحابة يوم أحد


[عدل] تضحية أنس بن النضر


هذا أنس بن النضر
يسمع في غزوة أحد أن رسول الله قد مات، وأن رسول الله قد قتل، فيمر على
قوم من المسلمين قد ألقوا السلاح من أيديهم، فيقول لهم: ما بالكم قد
ألقيتم السلاح؟ فقالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أنس : فما
ت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

غزوة أحد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق
» غزوة بدر
» غزوة تبوك
» غزوة خيبر
» غزوة بدر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات المواد الأدبية :: التربية الإسلامية EDUCATION ISLAMIQUE-