hafsa-55 عضو مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 180 نقاط : 5423 تاريخ التسجيل : 19/12/2010
| موضوع: قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير الخميس 20 أكتوبر - 10:37:31 | |
| كَعْب بن زُهَيْر
(000 ـ 26 هـ = 000 ـ 645 م)
كعب بن زهير بن أبي سلمى المازني، أبو المضرّب: شاعر عالي الطبقة، من أهل نجد. له (ديوان شعر) كان ممن اشتهر في الجاهلية. ولما ظهر الإسلام هجا النبيّ صلى الله عليه وسلم وأقام يشّبب بنساء المسلمين، فهدر النبيّ دمه، فجاءه (كعب) مستأمناً، وقد أسلم، وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم إثرها لم يُفد مكبول
فعفا عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم وخلع عليه بردته. وهو من أعرق الناس في الشعر: أبوه زهير بن أبي سلمى، وأخوه بجير، وابنه عقبة وحفيده العوّام، كلهم شعراء. وقد كثر مخمّسو لاميته ومشطّروها ومعارضوها وشرّاحها، وترجمت إلى الإيطالية. وعني بها المستشرق رينيه باسيه (René Basset) فنشرها مترجمة إلى الفرنسية، ومشروحة شرحاً جيداً، صدّره بترجمة كعب. و للإمام أبي سعيد السكري (شرح ديوان كعب ابن زهير) و لفؤاد الستاني (كعب بن زهير).
مناسبة القصيدة
وكتب بجير إلى كعب: إن كان لك في نفسك حاجة فاقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانه لا يقتل أحدا جاء تائبا فقدم كعب متخفٍّ وأنشد النبي صلى الله عليه وسلم:
بانت سعاد
بانتْ سُعادُ فقَلْبِي اليومَ مَتْبولُ
متيَّمٌ إثْرَها لم يُفد مَكْبُولُ
وما سُعادُ غَداةَ البَيْنِ إذ رحَلوا
إلاّ أَغَنُّ غَضَيضُ الطَّرْفِ مكحولُ
تَجْلُو عوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمتْ
كأنَّه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مُعْلُولُ
شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ من ماء مَحْنِيَةٍ
صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهو مشمولُ
تَجْلُو الرياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَه
من صَوْبٍ سارِيةٍ بيضٌ يَعَالِيلُ
يا وَيْحَها خُلَّةً لو أنَّها صدَقتْ
ما وعَدتْ أولَوَ انَّ النُّصْحَ مقبولُ
لكنَّها خُلَّةٌ قد سِيطَ من دَمِها
فَجْعٌ ووَلْعٌ وإخْلاَفٌ وتَبْدِيلُ
فما تَدُومُ على حالٍ تَكونُ بها
كما تَلَوَّنُ في أثوابِها الغُولُ
وما تَمَسَّكُ بالوَصْلِ الذي زعَمتْ
إلا كما تُمْسِكُ الماءَ الغَرَابِيلُ
كانت مواعيدُ عُرْقُوبٍ لـها مَثَلاً
وما مَوَاعيدُها إلاّ الأباطِيلُ
أرجُو وآمُلُ أن يعْجَلْنَ في أَبَدٍ
وما لـهنَّ طَوالَ الدَّهْر تَعْجيلُ
فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وعَدتْ
إن الأَمَانِيَّ والأحلامَ تضليلُ
أمستْ سُعادُ بأرضٍ لا يبلِّغها
إلا العِتاقُ النَّجِيباتُ المَراسيلُ
ولن يَبَلِّغَها إلا عَذَافِرةً
فيها على الأَيْنِ إرقالٌ وتَبْغِيلُ
من كلِّ نَضَّاخَةٍ الذِّفْرَى إذا عَرِقتْ
عُرْضَتُها طامِسُ الأعلامِ مَجْهُولُ
تَرْمِي الغُيُوبَ بعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ
إذا توقَّدَتِ الحُزَّانُ والمِيلُ
ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها
في خَلْقِها عن بَنَاتِ الفَحْلِ تَفْضِيلُ
حَرْفٌ أخوها أبوها من مهجَّنةٍ
وعمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُ
يَمْشي القُرَادُ عليها ثم يُزْلِقُه
منها لَبَانٌ وأَقْرابٌ زَهَالِيلُ
عَيْرانةٌ قُذفتْ في اللَّحْم عن عُرُضٍ
مِرْفَقُها عن بناتِ الزَّوْرِ مَفْتولُ
كأنّ ما فات عَيْنيْها ومَذْبَحَها
من خَطْمِها ومن اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ
تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّحلِ ذا خُصَلٍ
في عارِزٍ لم تَخَوَّنْه الأَحَاليلُ
قَنْواءُ في حُرَّتيْها للبَصِير بها
عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
تَخْدِي على يَسَراتٍ وهي لاحقةٌ
ذَوَابِلٌ وَقْعهُنَّ الأرضَ تَحْليلُ
سُمْرٌ العُجَاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زيَماً
لم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنْعِيلُ
يوماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِماً
كأنّ ضاحيَه بالنارِ مملولُ
كأن أوْبَ ذواعيْها وقد عَرِقتْ
وقد تلفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ
وقال للقَوْمِ حادِيهم وقد جَعَلتْ
وُرْقُ الجَنَادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَدَّ النهارِ ذِراعَا عَيْطَلٍ نَصَفٍ
قامت فجاوبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ
نَوَّاحةٌ رَخوِةُ الضَّبْعيْنِ ليس لـها
لما نعَى بِكْرَها الناعون معقولُ
تَفْرِي اللَّبَانَ بكَفَّيْها ومِدْرَعُها
مشقَّقٌ عن تَرَاقِيها رَعَابِيلُ
يَسْعَى الوُشاةُ بجَنْبيْها وقولُهُم
إنكَ يآبنَ أبي سُلْمَى لمقتولُ
وقال كلُّ خليلٍ كنتُ آمُلُه
لا أُلْفِينَّكَ إنِّي عنك مشغولُ
فقلتُ خَلُّوا طِرِيقِي لا أَبَالكُم
فكلُّ ما قَدَّر الرحمنُ مفعولُ
كلُّ ابن أُنْثَى وإن طالت سَلاَمتُه
يوماً على آلةٍ حَدْباءَ محمولُ
أُنبِئتُ أن رَسُولَ اللـهِ أَوْعَدنِي
والعفوُ عند رسولِ اللـه مأمولُ
مَهْلاً هَدَاكَ الذي أعطاكَ نافِلةَ الـ
ـقرآنِ فيها مواعِيظٌ وتفصِيلُ
لا تأخُذَنِّي بأقوالِ الوُشَاةِ ولم
أُذْنبْ ولو كثُرت عنِّي الأقاويلُ
لقد أقُومُ مَقَاماً لو أقُومُ به
أَرَى وأسمَعُ ما لو يَسْمَعُ الفِيلُ
لظَلَّ يُرْعَدُ إلا أن يكون لـه
من الرسولِ بإذنِ اللـهِ تنويلُ
حتّى وضعتُ يَمِيني لا انَازِعُهُ
في كفِّ ذِي نَقَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لذَاكَ أَهْيَبُ عندي إذ أُكلَّمُه
وقيل إِنكَ مسبورٌ ومسؤولُ
من ضَيْغَمٍ من ضِراءِ الأُسْدِ مَخْدَرُه
ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَه غِيلُ
يَغْدُو فيَلْحَمُ ضَرغاميْنِ عَيْشُهما
لحمٌ من القومِ مَعْفُورٌ خَرَاذِيلُ
إذا يُسَاوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ لـه
أن يترك القِرْنَ إلا وهو مفلولُ
منه تَظَلُّ حَمِيرُ الوَحْشِ ضامزةً
ولا تُمَشِّي بِوادِيه الأَرَاجِيلُ
ولا يَزالُ بِواديه أخو ثِقةٍ
مُطَرَّحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مأكولُ
إنَّ الرسول لنور يستضاء به
مهنَّدٌ من سُيُوفِ اللـه مسلولُ
في عُصْبةٍ من قُرَيشٍ قال قائلُهم
ببَطْنِ مَكَّةَ لما أَسْلَموا زُولُوا
زالوُا فما زال انكاسٌ ولا كَشَفٌ
عند اللِّقَاءِ ولا ميلٌ معازيلُ
شُمُّ العَرَانِينِ أبطالٌ لَبُوسُهمُ
من نَسْج داودَ في الـهَيْجا سَرَابِيلُ
بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لـها حَلَقٌ
كأنّها حَلَقٌ القَفْعاءِ مَجْدُولُ
يَمْشُون مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهم
ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابِيلُ
لا يفرَحون إذا نالت رِماحُهمُ
قوماً ولَيْسُوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَقَعُ الطعْنُ إلاّ في نُحُورِهمُ
ما إنْ لـهم عنِ حياضِ الموتِ تَهْليلُ
|
|
أميرالمنتدى مشرف على قسم
الدولة : المدينة : أسفي عدد المساهمات : 2076 نقاط : 8649 تاريخ التسجيل : 14/01/2011
| موضوع: رد: قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير الخميس 20 أكتوبر - 10:48:36 | |
| أتحفتنا بالقصيدة الرائعة يا حفصة.شكرا |
|