استأثر الخطأ التقديري في لافتة معلقة بسياج ملعب الانبعاث يوم الأحد الماضي بمناسبة لقاء الحسنية بالرجاء البيضاوي باهتمام المراسلين الصحافيين بالملعب والرأي العام الذي تتبع اللقاء بالملعب وعلى شاشة التلفزة ، وتمحور النقاش بالخصوص حول الخطأ التقديري
لصاحب فكرة كتابة اللافتة باسم الجماهير السوسية المستعدة للوقوف مع الحسنية إلى الموت ، وكان مرد النقاش والجدل هو استعمال كلمة " الأحرار " بذل " الحرة" التي كانت ستبدو عادية ولن تحتمل الجدل والنقاش حيث ربط البعض بين كلمة " الأحرار " والهيئة السياسية التي ينتمي إليها الأب الروحي للفريق الذي عاد فقط منذ أيام قلائل لتولي زمام قيادة التسيير ، وتسائل الكثيرون حول دواعي استعمال هذه الكلمة التي توحي لهذه الهيئة السياسية خاصة وأن المغرب على مشارف الاستحقاقات النيابية خلال شهر نونبر المقبل ، وذهب البعض إلى أن" أيادي خفية " قد تكون وراء هذه العبارة لتأليب الرأي العام ضد الأب الروحي ودفع الأحزاب المنافسة له إلى اتهامه باستغلال فضاء ملعب رياضي للترويج لاسم هيئته السياسية ودفعه للابتعاد مجددا عن أمور تسيير الفريق خاصة وأنه يشتغل حاليا من أجل تنقية الأجواء وإبعاد بعض " الفاشلين "عن أمور الفريق، ويحدث هذا الأمر في الوقت الذي تأكد فيه أنه لن يتقدم شخصيا للانتخابات المقبلة، وفي الوقت الذي يشهد فيه تاريخ الرجل أنه لم يسجل عليه قط حين توليه لمسؤولية قيادة الفريق استغلاله لأغراض سياسية أو انتخابية .
فمن الذي كان وراء هذه العبارة والذي يبدوا أنه لا يعير أدنى اهتمام بالسياق الخاص والمحيط العام ؟ أهو خطأ عفوي ؟ أم وراءه بعض " الأيادي الخفية " التي يجب البحث عنها وتعريتها أمام الرأي العام الرياضي بسوس ؟( و"الأيادي الخفية "هي بالمناسبة كلمة عزيزة جدا على بعض المسيرين الحاليين بالفريق ويستعملونها في كل المناسبات) .
وارتباطا بنفس الموضوع تأبى إحدى الجمعيات التي تضم في عضويتها بعضا من اللاعبين القدامى الذين لعبوا بفريق الحسنية إلا أن تسمي نفسها ب " الجمعية الوحيدة " لقدماء اللاعبين وعمدت خلال اللقاءات الأخيرة للفريق إلى تعليق لافتة بالملعب تدعي فيها أنها "الجمعية الوحيدة لقدماء لاعبي الحسنية دائما وراء فريقهم الأم في السراء والضراء" غير أن الواقع يؤكد وجود جمعية أخرى جديدة كونها اللاعبون السابقون بالفريق والذين فازوا في مشوارهم بلقبين لبطولة المغرب ، وبناء عليه فتسمية جمعتهم بالوحيدة فيه نوع من إقصاء الأخر والذي يشتغل وفق قانون الجمعيات بالمغرب وله ارتباط وثيق بالفريق لأنها مشكلة من لاعبين فازوا رفقته بلقبين للبطولة .
فلماذا منطق الإقصاء هذا في زمن زوال أنظمة الحزب الواحد والزعيم الوحيد والجمعية الوحيدة ؟، من حق هذه الجمعية العريقة جدا كإحدى الجمعيات التي تأسست بسوس لتأطير قدماء لاعبي الفريق أن تعبر عن مواقفها وآرائها في كل ما يرتبط بفريق قدموا الكثير من وقتهم وطاقاتهم من أجله وأن يساندوه ويدعمون كل حسب طاقته وجهده وقناعته ، غير أن ممارسة الإقصاء والإيمان به والتصريح به علنيا في لافتة بسياج الملعب أمر فيه نظر وبعيد عن الواقع الذي لا يعلى عليه بمجرد كتابة كلمة في لافتة بزاوية من الملعب، وللافتة في كل الأحوال لن تقف في وجه الجمعية الأخرى للتعبير عن رأيها ، وفي التعبير والعمل فليتنافس المتنافسون لكن بنزاهة وشفافية واحترام حرية الأخر في التعبير عن موقفه ورأيه دون إقصاء.