الديانة السومرية رحم الاسلام الالهة المؤسسة الاربعة
{ يا ابت اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين }
في الميثالوجيا السومرية، وما جاء بعدها من ميثالوجيا اشورية وبابلية كانت
Anu إله يقطن السماء، هو ملك الآلهة والملائكة والجان والشياطين، في طبقة
السماء العليا. السومريين كانوا يعتقدون ان من صلاحيات الاله الاعلى الحكم
على من يقوم بإرتكاب الخطيئة، وانه قام بخلق الشهب كجنود من اجل حرق
الاشرار. { الصورة ذاتها تتكرر في القرآن } آنو كان والد الالهة Anunnaku,
(Anunnaki). في الرسومات الحائطية يجري تصويره احيانا على شكل ابن آوى.
التاج الذي كان يحمله كان يأخذ شكل قرنين ثور. (لربما هو المقصود بذي
القرنين)...
في الصورة نرى الشمس وحولها اثنا عشر كوكبا، تماما كما جاء في
الايةالقرآنية، والادهش ان السومريين كانوا يعلمون ان الشمس تدور حولها
الكواكب
في الميثالوجيا السومرية، كان الاله الاصلي ( وفي الاصل) لايزيد ان يعني
تعبير " مثل الكون ذاته او العلى". كان هو الاقدم في مجموعة الالهة
السومرية وجزء من الثالوث الذي تتكون بقية اضلاعه من اينكي إله الماء،
واينليل إله في السماء . بمعنى اخر لم يكن الاله مُعرف، لانه الكون بشموله
وتنوعه. الاكاديين هم الذين اطلقوا عليه اسم Anu بعد سقوط سومر عام 2334
قبل الميلاد، من قبل سرجون الاكدي.
بالرغم من ان الميثالوجيا السومرية، ومن بعدها الاشورية والبابلية كانت
تعتبر آنو هو الفكرة التي تشمل الكون والخلق والقدوة التي تقف فوق الالهة
والشياطين والجن وتقطن السماء، إلا ان كونها تقف رقميا الاولى في ثلاثية
Anu, Bel och Ea, اعتبروها (رمزية) الاب ونقطة البداية فوق بقية الالهة،
وهي فكرة تشابه التوحيد من نمط الثالوثي المسيحي وحتى النمط الاسلامي ( من
خلال تعدد الصفات ) على السواء، إذا اعتبرنا ان الاله يمتلك العديد من
الصفات يظهر من خلالها بجوهره الواحد. بل والمدهش ان الاسلام لايكتفي بتعدد
الصفات على اساس انها " الاسماء الحسنى"، بل يملك الاله اسمين علم، هما
الله وإيل، بالرغم من ان الثاني لايذكر ابداً عمليا.. ومن الملاحظ ان
الميثالوجيا السومرية لم يكن فيها " ملائكة"، غير ان الملائكة في الاديان
اللاحقة هم شخصيات الالهة الصغيرة التي جرى تحويل ادوارها الى دور ملاك عند
الاله الرئيسي، اي خادم لدى الاله الرئيسي في مملكته السماوية، وهو توجه
نجد جذوره موجودة في الديانة السومرية، مثلا كالإله شاماش الذي سيأتي ذكره
لاحقا. آنو كان إلها شائعا ومرتبطا بنجاحات مدينة Erech الامر الذي يعطي
مبررات معقولة للقول ان هذه المنطقة هي التي ولدت فيها فكرة آنو وطقوسه
وتقديسه. إذا كان هذا التوقع صحيح، فيمكن اعتبار الربة Nana (Ishtar)
زوجته.
الاشارة الى الاله بإسم هو مفهوم حديث في منظومتنا الفكرية، في السابق كان
يشار اليه بصفته. آنو لم تكن تعني الا تعبير "الاعلى، او الذي فوق" وكان
إلها من منطقة مافوق الارض، من المحتمل مثل اله العواصف اداد. ولكن من
المحتمل انه في الفترة البابلية، قبل حمورابي، اصبح معنى الإله يتطابق مع
تعبير السماء، بحيث ان لم يعد بالامكان فصل عما فيما اذا كان المقصود، في
بعض الحالات، الاله ام السماء.
الالهة تهبط بمركبتها الى الارض
من هنا يمكن ان نلاحظ ان تقسيم خصائص الالهة الى ثالوث جماعي، ترمز الى
الاماكن الثلاثة العظمى (بالنسبة للانسان): السماء، الارض، واعماق البحر،
هي فكرة خلقها الانسان قبل الالفية الثالثة. آنو كان مسؤولا عن السماء، بيل
كانت مسؤولة عن الارض واييا مسؤولة عن اعماق البحار
منذ اصبحت هذه الالهة جزء طبيعي من الخلفية الدينية للاقوام البابلية
الاشورية جرت تحولات ادت الى تفكك هذه الجدلية الترابطية التي يعبر عنها
ثالوث ترابط الخصائص الالهية، بدرجة من الدرجات.
ونرى في الصورة الالهة الثلاث الاوائل ووالدهم الاعظم، إضافة الى النجمة التي جاءوا منها، والماء، وقد اصبحت رمزا للعراق
ان يصبح آنو إله لأحد المراكز السكانية (يعتقد Erech)، وبيل إله لمدينة
نيبور واييه كإله لمدينة اريدو، يمكن رؤيتها كدرجة انتقالية في إنفصال صورة
الثالوث من اذهان السكان، إنطلاقا من ان لكل مدينة من هذه المدن المهمة،
إلهها الخاص، كان من الطبيعي ان تقوم المنافسة بتحسين صورة إلهها الخاص
واعطاءه المزيد من القوة والابهار، لتقوم كل مدينة بإعطاء إلهها خصائص
إضافية سحبتها من الالهة الاخرين ،. الامر الذي يجعل المدينة اكثر قوة
ومنعة وجاذبة، عندما تحظى بوهلة تقديس قوية، تماما كمدن مكة والنجف والقدس
والفاتيكان اليوم، في انظار اتباعهم.
آنو الذي على العرش استوى
عندما يتعلق الامر بمدينة نيبور، نملك دليل مباشر ان أهم آلهتها en-LIL او
Bel كان في السابق يعبد في مجموعة من المعابد. كلما ازدادت أهميته القدسية
العالية تزداد اهمية مدينة اريدو في وعي الناس تماما كما هو الحال مع المدن
الدينية اليوم مثل مكة والفاتيكان والقدس. وقياسا على ذلك يمكن القول ان
آنو، بالمثل، كان يحظى بذات التعظيم في المركز الذي تبناه ليجعله شهيرا. في
كل واحدة من هذه المدن ، يجب النظر الى جزءها من الثالوث على انه الاكثر
اهمية من المجموعة، بحيث ان التحالف في الثالوث يعضده مجموعة معابد ، ضمن
وحدة الانسجام. في اللاهوت السومري والبابلي والاشوري يصبح كل من الثالوث
الالهي رمزا جغرافياً كونياً(حسب موقع مدينتهم) الشمالية والوسطى
والجنوبية.
تماثيل تجسد شكل الاله الاول الذي من السماء الى الارض هبط
بهذا الشكل فإن الخصائص النظرية للاله آنو جرى التأكيد عليهم، وفي صحائف
Annals, votive, Incantations, hymner, التي وصلتنا، نجد انه نادرا مايجري
ذكره كقوة نشيطة يمكن التقدم اليها بالشكوى. نجد ان اسمه اصبح يقترب اكثر
من ان يكون معادلا للسماء على العموم وحتى رمزية اسمه على انه ملك الملوك
او ابو الالهة اصبح ضعيف الاستخدام.
مايشار اليه على انها زوجته الالهة Antum و يسميها بعض الباحثين Anatum
تربط به نظرياً، إنطلاقا من ان كل إله لابد ان يكون له قطب انثوي ، ولكن
آناتوم هي انتاج مضطنع لاتملك اي دور ونشاطها في الثالوث يمكن القول انه
اقل من آنو نفسه.
في ميثالوجيا هاريان Hurrian mythology كان آنو هو والد جميع الالهة. ابنه
Kumarbi يخرج من عضوه الذكوري وبدوره يخرج منه ثلاثة آلهة احدهم إله
العواصف Teshub ، بعد ذلك جرى إنزاله عن منصبه. الباحثين لاحظوا التشابه
الكبير بين ماجاء في ميثالوجيا هاريان والقصة التي تروى عن Ouranos,
Kronos, Zeus, في الميثالوجيا الاغريقية. نلاحظ ان جميع الروايات تعاود
الظهور في بقاع جديدة عبر العصور، بنفس شخصياتها وادوارها ومعانيها. حسب
موسوعة الارض المسماة Zecharia Sitchin كانت الزوجة آنو آلهة الخصب
وتقديسها كان محدودا على اديرة النساء. ومهما كان الامر، فإن آنو هي واحدة
من الذين جاءوا من كوكب موردوك او Nibiru, (Marduk).