يجيب على هذا التساؤل دكتور وائل غانم أستاذ جراحة الأطفال قائلا، قد تتأثر القدرة البصرية بعدة طرق نتيجة العلاج، خصوصا عند وجود الورم بموضع يتلامس مع العيون أو قريبا منها، إذ أن لبعض العقاقير تأثيرات سُمية على العيون، وقد تؤدى إلى نشوء تعقيدات مختلفة، وإن كانت مؤقتة، مثل تشـوش الرؤية وازدواجيتها ونشوء علة الماء الزرقاء (glaucoma)، كما أن العلاج الإشعاعى الموجه لمنطقة العين قد يسبب علة إعتام عدسة العين أو كدر العين (cataracts)، إضافة إلى أن الإشعاع، حين يُسلط على العظام قرب العينين، قد يسبب ضعفًا وقصوراً بنموها، مما يؤدى إلى تشوهات بنمو الوجه قد لا تبدو واضحة فى بعض الأحيان.
كما يمكن للبعض من معالجات السرطان التسبب فى نشوء مشاكل بالقدرات السمعية وفقد لحاسة السمع خلال فترات لاحقة عقب انتهاء المعالجات، فمثلا يمكن للعقاقير الكيماوية من فئة مركبات البلاتينيوم، مثل عقارى سيسبلاتين (cisplatin) وكاربوبلاتين (carboplatin) التسبب فى تلف بالشعيرات الحسية بالأذن الداخلية، مما يؤدى إلى حدوث الفقدان الحسى للسمع، بينما يمكن أن تطرأ نفس هذه المضاعفات عند تلقى العلاج الإشعاعى للرأس، خصوصا إن كان موجها لجذع الدماغ أو الأذنين، إضافة إلى نشوء الصمم التوصيلى (conductive hearing loss) الناتج عن تراكم الشمع أو السوائل أو نشوء الالتهابات أو حدوث التصلب بالأذن الخارجية والوسطى، كما أن العمل الجراحى بدوره قد يؤدى إلى نشوء مضاعفات السمع عند إجراء عمليات بالدماغ أو الأذنين أو بمواضع مرتبطة بالأعصاب السمعية.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأدوية المساندة قد تؤثر على القدرات السمعية، ويمكنها زيادة مضاعفات العقاقير الكيماوية على السمع، ومن أمثلة ذلك بعض المضادات الحيوية مثل جينتامايسين (Gentamicin)، وتوبرامايسين (Tobramycin) وبعض أنواع مدرات البول مثل اللاسيكس (Lasix) أو ايديكراين (Edecrin).
ولذلك فمن المهم جدا إجراء الفحوصات الدورية للقدرات البصرية والسمعية أثناء تلقى المعالجات، ولسنوات عقب انتهائها، لتقصى مثل هذه التأثيرات، الأمر الذى سيمكّن من تغيير أو تعديل الخطط العلاجية مبكرا تلافيا لمضارها، وقد يصبح من الضرورى بطبيعة الحال التوصية بإجراء بعض المعالجات لدى بعض الحالات، مثل إزالة كدر العين أو استخدام النظارات أو الاستعانة بالأجهزة السمعية.