عرفت القاعة الكبرى للمكتبة الوطنية مساء أمس الأربعاء، إلقاء محاضرة للناشط الامازيغي، أحمد عصيد، تحت عنوان"بنية الكتاب الأمازيغي".
ويأتي هذا النشاط في إطار فعاليات "معرض الكتاب الامازيغي" الذي سيستمر إلى غاية 25 يونيو الجاري، وذلك بفضاء المكتبة الوطنية للمملكة. ويهدف هذا النشاط، إلى الاهتمام بالكتاب الامازيغي وتعريف الجمهور بهذا الكنز الغني، المتناغم مع هوية المغرب، والذي لم يحظ بالعناية اللازمة بعد، حسب نورة بوكرين، المسئولة عن هذا المعرض.
وقد استعرض الأستاذ عصيد، المراحل التاريخية التي قطعتها الكتابة بالامازيغية منذ العصور الأولى، وأشار للمواقع التاريخية التي تزخر بنقوش تيفيناغ بالأطلس والصحراء. بعد ذلك تحدث عن بعض الأعلام الامازيغ، الذين كتبوا بلغات الحضارات التي كانت سائدة في عصورهم كـ" ابوليوس" صاحب رواية التحولات أو "الحمار الذهبي" والقديس أغسطين صاحب "الاعترافات".
بعد ذلك تحدث الباحث عن المرحلة الإسلامية، معتبرا أن الامازيغ قبل أن يكتبوا بالعربية كتبوا بالامازيغية، وقد أعطى مثالا لذلك بما أورده صاحب"المسالك والممالك"، عن أن المهدي بن تومرت، كتب كتابا لقومه إذ قال أشار صاحب المسالك، أنه وجدهم "غارقين في العجمة الامازيغية، فكتب لهم "المرشدة" بلسانهم" وذلك ليعلمهم المبادئ التأسيسية للدولة الموحدية، وكان ذلك في القرن الخامس الهجري. بعد ذلك توالت إصدارات العلماء الامازيغ من اجل تفسير المذهب المالكي وشرح كتاب "خليل" باللغة الامازيغية، وأشار إلى أن هناك كم هائل من الإنتاجات في هذا المجال سواء المخطوط منها أو المطبوع.
وفي سياق الكتابات الدينية تحدث احمد عصيد، عن العلامة المختار السوسي، الذي وضع بيبلوغرافية باللغة الامازيغية. بعد ذلك تحدث عن المرحلة الحديثة، التي واكبت تأسيس الدولة الوطنية المركزية والتي يمكن تأطيرها، ببناء الدولة الحديثة وقيام تعليم نظامي عصري، مما ساهم في بروز مجموعة من الكتاب باللغة الامازيغية وحول الامازيغية. ومن بينهم الأستاذ محمد شفيق، الذي يعتبر من الرواد المؤسسين لهذه المرحلة بعد ذلك تأسست بعض الجمعيات التي ساهمت في انتشار الكتابة بالامازيغية، وكان لجمعية البحث والتبادل الثقافي، الدور الريادي في هذا المجال. ويعتبر ديوان "أمنار" لأحمد امزال، أول محاولة لتدوين الشعر الامازيغي، بعد ذلك اصدر الأستاذ محمد المستاوي سنة 1974، أول ديوان شعري بعنوان "إسكراف" وبعدها ديوان "تاضسا ديمطاون" سنة 1979.
أما الأطروحات الجامعية فكان السبق في ذلك للأستاذ عمر أمرير عبر مناقشته لرسالة الدوكتوراه، في منتصف السبعينات حول الشعر الامازيغي.
بعد ذلك تنوعت الكتابات في مختلف الميادين وبمختلف الحروف(الآرامية واللاتينية وتيفيناغ). كما أن جودة المنتوج قد تطورت على مستوى المضامين وكذا الشكل والايستيتيك. وقد تحدث الباحث عن الإكراهات والمشاكل التي يواجهها الكتاب الامازيغي، إن على مستوى الطبع أو النشر أو التوزيع. كما تحدث عن دور ومسؤولية كل من وزارة الثقافة و المعهد الملكي للثقافة الامازيغية في هذا المضمار. قبل أن يعطي الكلمة للحضور الذي ساهم في إغناء النقاش وتطويره.
للإشارة، سيكون الجمهور على موعد مع محاضرة للأستاذ "ميكاييل بيرون" حول "معركة تازيزاوت" وذلك مساء اليوم على الساعة السادسة. كما أن معرض الكتاب سيستمر كل يوم من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة السادسة مساء بفضاء المكتبة الوطنية.