تعريف:
الكوليرا عدوى معوية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوث
ببكتيريا الضمة الكوليرية. ولها فترة حضانة قصيرة، وتنتج ذيفاناً معوياً يؤدي إلى
إسهال مائي غزير غير مؤلم، يمكن أن يفضي سريعاً إلى تجفاف شديد وإلى الوفاة إن لم
يعط العلاج فوراً. كما يحدث القيئ بين كثير من المرضى.
ومعظم المصابين بالضمة الكوليرية لا يمرضون، رغم وجود
البكتيريا في البراز لمدة 7-14 يوماً. وعندما يحدث المرض بالفعل يكون مابين 80 و90
في المائة من النوائب معتدل الحدة أو متوسط الحدة، ويصعب التمييز سريرياً بينه
وبين الأنواع الأخرى من الإسهال الحاد. وتحدث لدى أقل من 20% من المرضى، كوليرا نمطية
بعلامات تجفاف معتدلة أو شديدة.
وتظل الكوليرا تمثل تهديداً عالمياً وهي من بين المؤشرات
الأساسية للتنمية الاجتماعية. ولئن كان المرض لم يعد يشكل تهديداً في البلدان التي
لديها الحد الأدنى من المعايير الصحية، فهو يظل من التحديات المطروحة على البلدان
التي لا يمكن فيها ضمان الحصول على مياه الشرب النقية والمرافق الصحية الملائمة.
ويواجه كل بلد نامٍ تقريباً فاشيات للكوليرا أو تهديدات بوباء الكوليرا.
علاجه:
الكوليرا مرض يمكن علاجه بسهولة. وفي الأغلب، فإن الإسراع
في تناول أملاح الإمهاء الفموي لتعويض السوائل المفقودة يؤدي إلى الشفاء. وفي
الحالات الشديدة بوجه خاص يمكن أن يكون المطلوب هو إعطاء السوائل في الوريد من أجل
إنقاذ حياة المريض.
غير أنه لو تركت الكوليرا بلا علاج فإنها سرعان ما تؤدي
إلى الوفاة عقب ظهور الأعراض مباشرة. ويمكن أن يحدث هذا بسرعة تثير الرعب وتشل
التجارة كما حدث ذلك على مدى التاريخ. ولئن كانت ردود الفعل هذه لم يعد لها مبرر الآن
فإن الكثيرين لايزالون يعتبرون الكوليرا تهديداً قاتلاً ومعدياً بدرجة عالية إذ
يمكن انتشارها من خلال التجارة الدولية في الأغذية.
اللقاحات:
تقوم منظمة الصحة العالمية حالياً بتقييم استخدام أدوات
أكثر حداثة لتكملة تدابير مكافحة الكوليرا التي يوصى بها تقليدياً. فاللقاحات
الفموية المأمونة والناجعة أصبحت متوافرة ويستخدمها الأفراد والعاملون الصحيون،
وثمة أعمال جارية لبحث دور التطعيم الجموعي باعتباره استراتيجية للصحة العمومية
تهدف إلى حماية السكان المختطرين. وتشمل القضايا المطروحة لوجيستيات اللقاحات
وتكاليفها وتوقيتها، والقدرة على إنتاجها، ومعايير استخدام التطعيم الجموعي
لاحتواء ودرء الفاشيات.