يصدر هذا الكتاب كمحاولة متواضعة لتلبية حاجة المكتبة العربية والباحثين إلى دليل منهجي لاستخدام تحليل المحتوى في بحوث الإعلام، ويقدم إطاراً موحداً للنظرية والتطبيق، يعوض النقص الملموس في هذا المجال. واعتمد منهج الكتاب على مسح تراث تحليل المحتوى النظري والتطبيقي في الدراسات الغربية والعربية ليقدم دراسة منهجية موحدة تركز على الخطوات الإجرائية للمنهج واستخداماته في بحوث الإعلام من خلال النظرة العلمية للبحوث والدراسات العربية التي تناولته أو استخدمته كمنهج لتحقيق الظاهرات التي تتناول محتوى الإعلام بالبحث والدراسة.
وفي حدود الهدف لهذا الكتاب الذي يسعى إلى تقديم دليل منهجي متكامل للإطار النظري لتحليل المحتوى وكيفية استخدامه وتطبيقه في بحوث الإعلام، قسمت الدراسة إلى ستة فصول، يهتم الأول والثاني منها بالإطار النظري والمنهجي، وتقدم الفصول الأربعة التالية الإطار التطبيقي الذي يتناول حدود الخطوات المنهجية وأسس استخدامها، والتطبيقات العملية لها في البحوث والدراسات المنشورة في تحليل المحتوى وذلك كالآتي:
الفصل الأول: تعريف وتحليل المحتوى وتاريخه: ويقدم –في المبحث الأول- التعاريف الخاصة بتحليل المحتوى والآراء التي تتناولها متأثرة بالاتجاه الوصفي في التحليل، أو الاتجاه الاستدلالي الذي ظهر في بداية الستينات والذي يتلاءم مع التطور في استخدام تحليل المحتوى لدراسة الظاهرة الإعلامية ككل من خلال محتوى الإعلام، ثم المتطلبات الأساسية للتحليل، والتركيز على أهمية التحليل الكمي والكيفي، والاهتمام بالمعاني الكامنة للمحتوى.
ويتناول المبحث الثاني عجالة في نشأة دراسات تحليل المحتوى والاتجاهات التاريخية لاستخدامه في البحوث العربية والأجنبية.
الفصل الثاني: الإطار المنهجي لتحليل المحتوى: ويتناول –في المبحث الأول- قضية الخلاف حول تحديد موقع تحليل المحتوى من مناهج وأدوات البحث العلمي، وينتقل في المبحث الثاني إلى محاولة للتكييف المنهجي لعملية التحليل في حدود الدراسات الخاصة بعلم المناهج ومقومات المنهج العلمي، ليقدم في المبحث الثالث النظام المنهجي المقترح لتحليل المحتوى ابتداءً من الإحساس بالمشكلة، وصولاً إلى تفسير النتائج والاستدلال العلمي الذي يفيد في تطوير المعارف النظرية لعلوم الاتصال بصفة عامة والإعلام بصفة خاصة.
ويقدم المبحث الرابع إطاراً للاستخدامات من خلال نموذج الاتصال، مع الإشارة إلى استخدام تحليل المحتوى في بحوث الرأي العام والإعلان.
الفصل الثالث: الخطوات المنهجية العامة: ويتناول هذا الفصل في ثلاثة مباحث الخطوات المنهجية التي تتفق مع خطوات البحث العلمي بصفة عامة، مبتدءاً بالتحليل المبدئي –في المبحث الأول- الذي يعتبر ضرورة لصياغة الخطوات المنهجية التالية التي تميز المنهج في بحوث الإعلام، ثم ينتقل إلى وضع الفروض –في المبحث الثاني- التي تتبلور أهميتها في الدراسات التي تبحث الظاهرة الإعلامية ككل أو أحد عناصرها من خلال المحتوى الذي يحكم صياغته واختيار رموزه العلاقة الإرتباطية بينه وبين باقي عناصر العملية الإعلامية، ويقدم المبحث الثالث طرق اختيار العينات والأسس الخاصة بها التي تتفق مع طبيعة بحوث الإعلام بصفة عامة والمحتوى بصفة خاصة.
الفصل الرابع: ترميز بيانات التحليل: ويتناول هذا الفصل الخطوات المنهجية الخاصة بتحويل الرموز اللفظية إلى وحدات قابلة للعد والقياس، ابتداء من تصنيف المحتوى إلى فئات في المبحث الأول، ثم تحديد الوحدات التي يتم عليها العد والقياس وهي وحدات التحليل في المبحث الثاني، ثم ينتقل إلى المبحث الثالث الذي يتناول تصميم استمارة التحليل كأداة منهجية في عملية التحليل.
الفصل الخامس: العد والقياس: ويركز هذا الفصل على التفرقة بين المتغيرات الداخلية والخارجية للمحتوى كوحدات للعد والقياس في المبحث الأول، ويتناول المبحث الثاني أسلوب العد والقياس ومجالاته لكل من المتغيرات الداخلية والخارجية للمحتوى، ويتناول المبحث الثالث والرابع قياس قيمة المحتوى وتحديد مراكز الاهتمام، ثم قياس الاتجاهات كنماذج لاستخدام أساليب العد والقياس ومجالاته.
الفصل السادس: تفسير النتائج: ويتناول هذا الفصل تفسير النتائج الكمية وتحويلها إلى تفسيرات كيفية تتفق مع الأطر النظرية والتجريبية للظاهرة محل البحث، بعد التحقق من ثبات وصدق التحليل والنتائج، ولذلك يتناول المبحث الأول والثاني ثبات وصدق التحليل والأسس الخاصة بها، وتقدير المستويات بالأساليب الكمية، ثم يتناول المبحث الثالث أهمية التفسير والاستدلال والمقدمات الأساسية لهذه العملية، ونماذج التفسير التي يمكن أن يستخدمها الباحث في تفسير نتائج البحث.