mousstafa boufim مشرف سابق
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1663 نقاط : 9480 تاريخ التسجيل : 05/03/2011 الموقع : تمسية
| موضوع: السماء لغة وتفسيرا السبت 10 ديسمبر - 22:05:43 | |
| السماء لغة وتفسيرا في اللغة العربية تقال السماء لكل ما يعلو فوق الراس، وفي معاجم اللغة تفسر كلمة السماء بأنها كل ما علاك فأظلك، ومنه قيل لسقف البيت أيضا سماء. وهي خلافا للارض التي هي الادني، وسمائها هي السماء الدنيا، والدنيا هي الحياة التي نعيشها على الارض، لذا فهي أسمى من الارض وسنعرف لماذا هي أسمى بعدما نقرأ المزيد عن الكون ونقرأ الاية الكريمة "أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ (33)" النازعات: (27-33) لنعرف أيها أشد خلقا، ونرى حجمنا الكون، مع أن خلقنا في حد ذاته معجزة، إلا أنه وبمقارنته مع الكون لانملك إلا أن نقول سبحانك ماخلقت هذا باطلا.......... وذكرت كلمة السماء في القرآن في أكثر من موضع وفي أكثر من مره واكثر من آيه وسوره، ويشار للسماء كرمز أحيانا وكشئ محدد وملموس. فذكرت كلمة السماء بمعان كثيرة وتفسيرات واسعة جدا قد تكون بمعنى السحاب أو المطر أو الفضاء أو السقف. فنجدها مرة كواحدة -هي الدنيا منهم- من سبع بناها الله طباقا كقوله تعالى: "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ" (الملك: 5)، وقوله: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ"(الصافات:6). ومرة أخرى ذكرت في وصف حالة الارتفاع عن سطح الارض كقوله تعالى: " فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ " (الأنعام:125). وكذلك في وصف الكلمة خارج الارض كقوله تعالى: "وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونََ" (الحجر:14) فالإنسان هنا إذا خرج من جو الأرض انتقل إلى ظلام فلا يبصر كما كان على الارض وتترآى له السماء بشكل مختلف بدون ملوثات الارض. وعلى هذا تكون كلمة السماء أوسع في المعنى من السموات، فهي تشملها وغيرها. وفي المسيحية عبر السيد المسيح عن كلمة السماء بأنها الغلاف الجوي المحيط بالارض حين قال: "تأملوا طيور السماء" (متى 6:26)، وكذلك عند وصفه لوجود ما وراء ذلك "لم يصعد أحد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء إبن الإنسان الذي في السماء" (يوحنا3:13) وكذلك النبي اشعيا قال عن الله: "هو الساكن فوق كرة الارض"( اشعيا 22:40) اي يحيط بكل الارض، وأيضا النبي داود في مزاميره "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه" (المزامير 19:1) وبهذا تكون السموات جزءا من السماء بمعنى أوسع، الذي يشمل الفضاء والسقف والمطر والسحاب لأن السماء تضم كل ما علا وارتفع وسما عنا، شاملا أيضا الجزء المرئي منه سواء بالعين أو بمساعدة الاجهزة المتطورة والتي تري ما عجزت عيوننا عن أن تراه، وما وراء ذلك وهو علم الغيب الذي نؤمن به ولا يخضع لنظريات علمية إنما هو إيمان نابع من القلب المؤمن بوجود خالق وراء كل ذلك. فبعيدا عن العلمانية ففي هذا نتنفق جميعا ولايستطيع احد إنكار الحقيقة الموجودة وهي أن هناك خالق عظيم أحسن صنعا ومن غير الله يحسن صنعا. الكون من الناحية الفلسفية والعلمية تم وصف كلمة سماء سابقا، ونأتي الان إلى كلمة الكون، فتشمل كلمة الكون كل شئ كائن في حيز معين سواء أكان منظورا أم غير منظور، موجودا حاليا ونحس به، أو سيوجد لاحقا، وما نعلم عنه أو في علم الغيب. وبمعنى أشمل كل شي محيط بنا يشملنا ويشمل السماء علمي أو غيبي والناتج عن حقيقتين علمنا بالشئ وإيماننا بالغيب الذي ذكر في ديننا. أما الكون الذي يمكن أن نراه بحواسنا العادية، فيمكن أن يعرف على أنه كل شئ موجود، أو سيوجد نتيجة عن الموجود. وطبقا لهذا التعريف وفهمنا الحالي لهذا المعنى، فإن الكون يشمل ثلاثة عناصر الزمان والمكان (الزمكان)، المادة والأشكال المختلفة من الطاقة التي تملأ هذا الزمكان، والقوانين الطبيعية التي تحكم كلا من الزمان والمكان. أو بتعريف أخر وهو أن الكون المرئي هو كل شئ ضمن الزمكان المرتبط بنا والذي يمكن أن يتفاعل معنا والعكس صحيح. ولك أن تعلم أن 25 % من الكون يحتوي على المادة السوداء الغامضة والتي لانعلم عنها شئ حتى الان، وحوالي 70 % طاقة مظلمة غامضة أيضا لانعرف عنها شئ ولكنها قذ تكون من تأثير تلك المادة الغامضة، أما الباقي وهو حوالي 5 % فهذا هو الكون المنظور والمرئي لنا. الكون المرئي طبقا للنسبية العامة طبقا للنسبية العامة، فإن بعض مناطق الفضاء مع اننا نعلم بوجودها فإنها قد لا تتفاعل معنا حتى خلال عمر الكون كله، ذلك يعود إلى السرعة المحدودة للضوء والتوسع اللامحدود للكون. فعلى سبيل المثال، رسالة إذاعية أرسلت من الأرض قد لا تصل لبعض مناطق الفضاء، حتى إذا عاش الكون إلى الأبد، لان الفضاء قد يتوسع بأسرع من سرعة الضوء ولا يمكن للضوء في هذه الحالة أن يصل لذلك المكان ولا الرسالة. فهذه المناطق البعيدة في الفضاء ونعرف بوجودها، ولا يمكن أبدا أن نتفاعل معهم فهذه المناطق لا تقع داخل منطقة الكون المرئي، فقط المنطقة المكانية الموجودة ضمن المكان أو الزمان الذي يمكن أن نتفاعل معها ونؤثر عليهم ويؤثرون علينا هو ما يطلق عليه الكون المرئي. ونظرا لأن ملاحظة الكون يعتمد على موقع المراقب، ففي حالة سفر المراقب يمكن أن يتصل مع منطقة أكبر من الزمكان من المراقب الثابت، وأيضا أن الكون المرئي للسابق أكبر من الكون المرئي لللاحق. على الرغم من هذا، حتى المسافر بسرعة أكبر قد لا يستطيع التفاعل مع كل الفضاء. وفي حالتنا فإن الكون المرئي هو الكون المرئي من موقعنا الحالي في مجرة درب التبانة في زماننا الحالي. الفضاء أما الفضاء أو الفراغ هو هندسة الكون، فالتغييرات في الحجم أو في شكل الفضاء يحدثان بسبب حركة المادة والطاقة في الكون أو بسبب التغييرات في محتوى الطاقة ومادة الكون. ويقدر العلماء بأن الثلاث عناصر الاكثر شيوعا في الكون هي الهيدروجين والهليوم والاكسجين، ويعتبر الهيدروجين أكثرهم حيث تقدر نسبته إلى العناصر الاخرى بحوالي 90 إلى 99%. عمر الكون والاستكشافات العلمية تمكنت ناسا من تحديد عمر الكون على وجه الدقة بمساعدة مجس فضائي، قائلة إنه يبلغ 13.7 مليار عام كما إستطاعت تحديد تاريخ بدء النجوم بالتوهج واللمعان بأنه بدء بعد 200 مليون عام فقط من"الانفجار العظيم" وقد تمكن علماء ناسا بواسطة المجس الفضائي ان يتعمقوا في الزمن والنظر الى الكون (النظر إلى الوراء حتى 380 ألف عام بعد الانفجار العظيم) عندما لم تكن هناك نجوم ولا مجرات ولا شيء سوى فروق طفيفة في درجات الحرارة. وقال العلماء إن هذه الفروق الطفيفة المتناهية بالصغر التي تبلغ جزءا من مليون جزء من درجة الحرارة المئوية الواحدة كانت كافية لتكوين بقع هائلة حارة وباردة والتي كانت النواة التي تشكل منها للكون بعد ذلك، وقد اظهرت الصور التي ارسلها المجس أن الكون عبارة عن شكل بيضاوي منقط ويشير اللونان الأصفر والأحمر فيها إلى المناطق الحارة واللونان الأزرق والفيروزي إلى المناطق الباردة. وقد أعلن فريق من علماء الفلك السويسريين والفرنسيين أنهم عثروا على أبعد مجرة تكتشف حتى الآن، وهي مجموعة نجوم ترجع إلى فجر الكون وتبعد 13.2 مليار سنة ضوئية عن الأرض، وتكشف الصور التي حصلوا عليها مجرة عندما كان عمر الكون 470 مليون سنة فقط، وستساعد العلماء في معرفة كيف تشكلت، وقد اطلق عليها العلماء اسم "أبيل 1835- أي آر "1916وتبين الصور ما بدا عليه شكل الكون بعد قليل من بدء مصادر الضوء الأولى في اختراق الضباب الكوني الذي أعقب الانفجار العظيم وأنهى ما يطلق عليه العلماء اسم العصور المظلمة. " الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا "
(الفرقان:59) مركز الكون قد يتبادر للذهن سؤال هو هل للكون مركز معين، ولكن الاجابة عليه ببساطة شديدة هي ... ليس هناك مركز للكون لأنه ليس هناك حافة للكون، في كون محدود الفضاء مقوس بحيث انك اذا تمكنت من السفر عبر الكون وأن تجتاز بلايين البلايين من السنوات الضوئية في خط مستقيم سوف تنهي رحلتك من حيث بدأت، ومن المحتمل أيضا أن كوننا هذا لانهائي، في كلا المثالين، تملأ مجموعات المجرات الكون بالكامل وتتحرك على حدة في جميع الاتجاهات تجعل الكون في توسع مهيب ودائم. فطبقا للنظريات الفلكية، الكون بدأ مع الانفجار العظيم قبل حوالي 14 ألف مليون سنة ومنذ ذلك الوقت وهو في توسع وإزدياد، ورغم ذلك ليس هناك مركز لهذا التوسع، فهو نفسه في كل مكان. ولا يمكنا أن نتخيل الانفجار العظيم كإنفجار عادي كما نعرفه. فالكون لا يتوسع إنطلاقا من مركز معين أو نقطة محددة في السماء، بالأحرى، أن الكون بكامله يتوسع وهو كذلك في أي مكان من السماء. في الإنفجار التقليدي، تتوسع المادة للخارج بداء من نقطة مركزية. أي بعد لحظات قصيرة من بدأ الإنفجار، والمركز سيكون هو النقطة الأسخن، ولاحقا سيكون هناك غلاف كروي من المادة يتوسع مبتعدا عن المركز حتى تتمكن جاذبية الارض أن تعيده إلى الأرض ثانية. الانفجار العظيم - حسب ما نفهمه - لم يكن إنفجارا مثل هذا مطلقا، لقد كان إنفجارا للفضاء، وليس إنفجارا في الفضاء. فطبقا لمداركنا ونظرياتنا لم يكن هناك فضاء ولا زمن قبل الانفجار العظيم، بل لم يكن هناك "قبل" للكلام عنه. لذا فالانفجار العظيم كان مختلف جدا عن أي إنفجار نعرفه وليس بحاجة إلى أن يكون له نقطة مركزية. تعتبر رؤيتنا للكون محددة بسرعة الضوء والزمن المحدود منذ الانفجار العظيم. الجزء المرئي كبير جدا، لكن من المحتمل أن يكون صغير جدا بمقارنتة مع الكون بأكمله، الذي قد يكون لانهائي. ليس لدينا طريقة على الاقل الان لمعرفة الشكل الذي هو عليه الكون فيما بعد الأفق المرئي، ولا توجد طريقة لمعرفة ذلك بمعارفنا الحالية. بالطبع هناك العديد من الأشكال التي من المحتمل أن يتخذها الكون سواء مع مركز محدد أو بدون مركز. إذا بدا أن يكون لديه مركز في بعض المستويات فيما وراء الكون المرئي، مثل هذا المركز قد يكون واحدا فقط من العديد من المراكز على المستوى الأكبر بكثير، كما هو حال بعض مراكز المجرات التي تمتلك أكثر من مركز.
بكلمة أخرى، بالرغم من أن نظرية الانفجار العظيم تصف الكون المتوسع بدون مركز، وهذه متوافق مع كل الملاحظات، فما زال هناك إمكانية بأن هذه الاوصاف أو النماذج ليست دقيقة على المستوى الأكبر من الذي يمكن لنا ملاحظته. فما زال التساؤل عن مركز الكون لاتتوفر له إجابة محدد ومقنعة. توسع الكون تمكن إدوين هابل Edwin Hubble في عام 1929 من قياس سرعة تباعد المجرات والتي تقع على مسافات مختلفة عنا، وإكتشف بأن كلما بعدت المجرة عنا كانت الأسرع في التباعد. وهذا قد يؤدي إلى مفهوم أن الارض هي مركز الكون، ولكن في الحقيقة إذا كان الكون يتوسع بشكل موحد طبقا لقانون هابل، فسيبدو كذلك من أي موقع في الكون. بمعنى آخر إذا تابعنا المجرة (أ) والتي تبتعد عنا بسرعة 10,000 كيلومتر في الثانية، فإن سكانها سيروا مجرتنا تبتعد عنهم كذلك بنفس السرعة (10,000 كيلومتر في الثانية) ولكن في الإتجاه المعاكس. أما المجرة (ب) والتي هي أبعد مرتين في نفس الإتجاه فسنراها تبتعد عنا بسرعة 20,000 كيلومتر في الثانية، أما سكان المجرة (أ) سيروا أن إبتعاد (ب) هو بسرعة 10,000 كيلومتر في الثانية. لذلك فمن وجهة نظر سكان المجرة (أ) فإن كل شئ يتوسع مبتعدا عنهم في أي إتجاه ينظر إليه، وبنفس الطريقة نحن نراه. إذا كان الانفجار العظيم إنفجارا عاديا في فضاء قائم سابقا، فسنكون قادرين على تحديد ورؤية حافة لتوسع ذلك الإنفجار من خلال تواجد فضاء بعده. ولكن بدلا من ذلك فما نراه عن أدلة الانفجار العظيم نكتشف خلفية متوهجة ضعيفة من الغازات الأولية الحارة للكون المبكر. وهذ هو إشعاع الكون الخلفي أو المايكرويف الخلفي للكون، وهو موحد في كل الإتجاهات. هذا يخبرنا بأن المادة ليست هي التي تتوسع إلى الخارج من نقطة محددة، ولكن بالأحرى الفضاء نفسه هو الذي يتوسع بانتظام. من المهم التأكيد على الملاحظات التي تؤيد وجهة النظر بأنه ليس هناك مركز للكون، على الأقل بقدر ما وصلنا إليه من مدى لمراقبتنا للكون. الحقيقة أن الكون يتوسع بشكل موحد وذلك لا يستثنى إحتمال وجود بعض الأماكن الكثيفة والحارة الذي قد تسمى مركز، لكن دراسات توزيع وحركة المجرات تؤكد أنه متجانس من حيث التركيب العام والأكبر للكون الذي يمكن أن نراه، بدون الإشارة إلى نقطة خاصة تسمى مركز. ويجب مراعاة أن الكون لا يتوسع بوتيرة واحدة، بل إن علاقة هابل تشير إلى أن ما يبتعد هو المجرات البعيدة عنا، وقد تبتعد بأسرع من سرعة الضوء، ولا يوجد تعارض كذلك بين ذلك وبين النسبية الخاصة التي تقول أنه لا يوجد شئ يتحرك بأسرع من الضوء، فالنسبية الخاصة لا تنطبق إلا على السرعات التي تكون فيها حركة خلال الفضاء، أما توسع الكون فهو شئ مختلف تماما فهو حركة الفضاء ذاته، فالذي يتوسع هو الفضاء نفسه، توسع في الفضاء بين المجرات، أما المجرات فهي لا تسير في الفضاء مبتعدة عنا، بل إن الفضاء بيننا هو الذي يتوسع. لكن المجرات تتحرك بقوانين مختلفة تحكمها داخل التجمعات والعناقيد المجرية. مثال على ذلك مجرة أندروميدا والتي تقترب منا وفي غضون بلايين قليلة من السنين من الممكن أن يحدث اندماج بيننا وبين تلك المجرة، وهذا ليس خلافا لما قلناه سابقا، حيث أن هناك قوى أخري تحكم علاقة المجرات فيما بينهم داخل التجمع المجري، وينطبق مفهوم هابل على المجرات البعيدة والتي هي خارج تجمعنا المجري. الانفجار العظيم " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ "
(الانبياء:30) يتوارد للذهن سؤال عن مكان حدوث الانفجار العظيم، وهناك فرضية شائعة ان الانفجار العظيم حدث في فضاء فارغ وهذا الإنفجار يوسع هذا الفراغ وهذا خاطئ، فالفضاء والوقت خلقوا مع الانفجار العظيم، في بداية الكون كان الفضاء ملئ بالكامل بالمادة، والمادة كانت حارة جدا وكثيفة جدا وبعد ذلك توسعت وبردت لإنتاج النجوم والمجرات التي نراها في الكون اليوم. " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ "
(هود:7)
بالرغم من أن الفضاء لربما ركز في نقطة وحيدة عند الانفجار العظيم، ومن المحتمل ان ذلك الفضاء كان لا نهائي عند بداية الانفجار العظيم، في جميع السيناريوهات، الفضاء كان ملئ بالكامل بالمادة والتي اخذت بالتوسع. ولا يوجد هناك مركز للتوسع، فالكون يتوسع ببساطة في جميع الاتجاهات، يرى المراقبون من أي مجرة ان أغلب المجرات الأخرى في الكون تبتعد عنهم، لذلك فإن الجواب عن مكان حدوث الانفجار العظيم هو بأنه حدث في كل مكان في الكون. وهذا لا يعني بأن الأرض أوالنظام الشمسي يتوسعان أو يبتعدان عن بعضهما البعض أو ينفصلوا عن مجرتهم الام، فلا هما ولا حتى مجرتنا درب التبانة يتوسعان، هذه الأجسام شكلت تحت تأثيرالجاذبية وتوقفت عن التحرك على حدة، فالجاذبية تمسك المجرات سوية وتقسمها إلى مجموعات وعناقيد، وهي بشكل رئيسي مجموعات وعناقيد المجرات التي تتحركان على حدة في الكون، بمعنى ان ما يتوسع هو الكون نفسه الذي تتواجد فيه المجرات. نظرية الانفجار العظيم وبدء خلق الكون تقول النظرية ان الكون بدأ خلقه من نقطة متناهية الصغر ومتناهية الضخامة في كم المادة والطاقة، وأن هذه النقطة انفجرت فتحولت إلي سحابة من الدخان، ثم اخذت تبرد من مئات البلايين من الدرجات المطلقة إلي حوالي الثلاث درجات المطلقة وبدأت درجات الحرارة مناسبة للمرحلة التالية للخلق. نشأة الكون وتطوره المرحلة التي تلت الانفجار العظيم استمرت لجزء من مائة ألف مليون جزء من الثانية بعد عملية الانفجار وفيه خلقت اللبنات الأولية للمادة كما خلقت أضدادها من الدخان الكوني وذلك من الكواركات وأضدادها النيوترينوات ونقائضها.وكان الدخان الكوني كثيفا مظلما معتما، وكانت الجاذبية قوة منفصلة رابطة أجزاء هذا الدخان الكوني، بينما انفصلت القوة الشديدة عن القوة الكهربية الضعيفة، ويعتقد أن أعداد هذه الجسيمات الأولية كان يفوق أعداد نقائضها وإلا ما وجد الكون, وكانت هذه الفترة فترة تمدد ملحوظ وتوسع مذهل للكون. وبعدها بدأت المرحلة التالية وقد استمرت إلي جزء من مليون جزء من الثانية بعد عملية الانفجار العظيم، وفيه تمايزت اللبتونات (وهي أخف اللبنات الأولية للمادة مثل الإليكترونات والنيوترينوات وأضدادها عن الكواركات، كما تمايزت البوزونات، وانفصلت القوة الضعيفة) عن اتحاد القوي المعروف باسم القوة الكهربية الضعيفة. وجاءت بعدها مرحلة جديدة وقد استمرت إلي 225 ثانية بعد عملية الانفجار العظيم، وفيه اتحدت الكواركات مع بعضها البعض لتكون النيوكليونات وأضدادها مثل البروتونات ونقائضها، والنيوترونات ونقائضها، وكانت الطاقة علي قدر من الضعف لايسمح بتكون النيوكليونات وأضدادها علي نطاق واسع . وفي الفترة من 225 ثانية إلي ألف ثانية بعد عملية الانفجار العظيم بدءت فترة تكون نوى العناصر، وفيه تكونت الديوترونات الثابتة وهي تنتج عن ترابط بروتون مع نيوترون، ومع تكونها بدأت عملية الاندماج النووي في تكوين نوي ذرات الايدروجين، وباتحادها تكونت نوي ذرات الهيليوم وبعض نوي الذرات الأثقل. وفي الفترة من ألف ثانية إلي عشرة تريليونات ثانية بعد الانفجار العظيم بدأت الايونات في الظهور، وفيه تكونت أيونات كل من غازي الإيدروجين والهيليوم، واستمر الكون في الاتساع والتبرد. وخلال الفترة من عشرة تريليونات ثانية إلي ألف تريليون ثانية بعد عملية الانفجار العظيم، بدأت الذرات في التكون، وفيه تكونت ذرات العناصر، وترابطت بقوي الجاذبية وأصبح الكون شفافا. وبعد حوالي 32 مليون سنة بعد عملية الانفجار العظيم إلي اليوم بدء خلق أغلب العناصر المعروفة لنا ( وهي أكثر من مائة وخمسة عناصر) بعملية الاندماج النووي في داخل النجوم حتي تكون عنصر الحديد في داخل المستعرات والمستعرات العظمي، وتكونت العناصر الأعلي وزنا ذريا من نوي ذرات الحديد باصطيادها اللبنات الأولية للمادة المنتشرة في صفحة السماء. " يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ "(الانبياء:104) خارج الكون خلق الفضاء مع اللحظات الاولى من الانفجار العظيم، ان كوننا الذي نعيش فيه ليس له حافة أو حد - كما انه ليس هناك ما هو خارج كوننا، قد يكون من المحتمل بأن كوننا هذا هو جزء من اكوان لا نهائية، لكن هذه الاكوان لا تحتاج بالضرورة فضاء لتوجد فيه، وهنا لنا تعليق ان القران قدأشار الى وجود سبعة سموات كما ذكر في الاية التالية "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌٌ“ (البقرة:29) فالعلم عند الله هل المقصود بتعدد السموات هو تعدد الاكوان اي انه دليل على ذلك ام لا نترك ذلك لحين معرفة ما هية السماء الاولى وتحديدها تحديدا جازما لنستدل على المقصود بالاكوان او السموات السبع المذكورة في القران، فحسبما ذكر في التفسيرات ان لكل سماء خلقها الذين يعشون عليها من ملائكة وأنبياء وغيرهم كما ورد في حديث الرسول عليه السلام عن رحلة الاسراء والمعراج. ماقبل الانفجار العظيم ذكر في القران الشريف ان عرش الرحمن كان على الماء قبل بدء الخلق، إذن كانت هناك مادة في الكون قبل الخلق ولم يكن بدون مادة، اما العماء فيقولون ان الوقت خلق مع الانفجار العظيم ونحن لا نعرف إذا كان الوقت موجود قبل الانفجار العظيم أم لا، والوقت هنا بمعنى الزمن، لذلك هذا السؤال من الصعب ان نجد له اجابة، بعض النظريات تقول بأن كوننا جزء من اكوان لا نهائية (تدعى الكون المتعدد) التي تخلق بشكل مستمر، وهذا محتمل لكنه صعب الاثبات. فإذا كان الكون بعمر 14 بليون سنة، كيف سارت المجرات أكثر من 14 بليون سنة ضوئية، من المحتمل بأن كوننا لا نهائي وملئ بالمادة في كل مكان سواء منذ الانفجار العظيم او قبله، فهناك دليل جيد أيضا ان عند بدايات الكون لربما كان الكون يتوسع بأسرع بكثير من سرعة الضوء، ذلك محتمل حتى يتوسع الفضاء حيث أن الجزيئات او الجسيمات لا تنتقل بسرعة، والفراغ بين الجزيئات ازداد كثيرا. يمكنا أن نتخيل المجرات مثل الكرات مرصوصة على قطعة مطاطية التي تمثل الفضاء، إذا شدّت القطعة المطاطية فإن الكرات سوف تتحرك على حدة او في مجموعات، الكرات التي تكون قريبة من بعضها البعض سوف تتحرك ببطئ، اما الكرات التي تكون مفصولة على نحو واسع تبدو انها تتحرك بسرعة اكبر، أما التي هي خلف الافق سوف تتحرك بأسرع من الضوء، ولكن لن يشعر بها ولم يروها لانهم ببساطة ومن جهتهم لا يوجد شئ يتحرك بأسرع من سرعة الضوء. ليس هناك حد معين لتخيل كيفية توسع الفضاء، فالعلم عند الله وقد ذكر في القرأن الشريف قوله " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " (الذريات:47) أشار الله سبحانه وتعالى الى ذلك التوسع في هذه الايه، فإذا كانت السماء المذكورة في هنا هي الفضاء او الكون فهذه إشارة واضحة على ذلك. " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ "
(الرحمن:33) وفي هذه الاية يدعوا الله الانس وكذلك الجن للبحث في اقطار السماء ليس بتحدي لهم انهم لن يصلوا لذلك بل بدعوتهم للبحث والتعلم للوصول الى ذلك المبتغى، ولم يخصص تلك الدعوة للمؤمنين منهم او غيرهم بل هي دعوة عامة لجميع الانس والجن، والى ان نجد المراجع والابحاث الاسلامية في مجالات العلم المختلفة علينا الاستفادة مما وصلت اليه الحضارة الغربية من تقدم ولننتفع به ولنترك سلبيات حضارتهم ونهتم بالايجابيات فيها ونطور غايتنا للوصول الى ذلك المستوى، فكما كان للمسلمون الاوائل فضلهم في ازدهار العلم حينها للغرب ايضا فضلهم في التقدم الحالي، لنعترف بذلك ولنستفد به. |
|