دعا المقرئ الإدريسي أبو زيد المسلمين إلى الارتقاء بوعيهم وعدم
الانسياق وراء ردود أفعال اعتبرها المفكر الإسلامي "حيوانية وانفعالية
وغضبية تُمارِس ردود أفعال على استفزازات مدروسة على يد قلة من اليهود
الذين يقومون باستفزاز المسلمين ويدفعون المسيحيين إلى الاصطدام بهم..".
دعوة
المفكر الإسلامي، عبر جريدة هسبريس الالكترونية، جاء على خلفية مقتل
السفير الأمريكي في ليبيا كريس ستيفنس، إلى جانب ثلاثة من موظفي القنصلية
الأمريكية ببنغازي في الهجوم الذي استهدفها ليلة أمس من قبل متظاهرين
ليبيين غاضبين.
واعتبر النائب البرلماني عن حزب العدالة
والتنمية، في تصريح له لهسبريس، أن هذه الأحداث خطر مُحْدِق بالمسلمين وجب
فهمها واستيعابها. موضحا أنه "كلما ارتفعت مظلومية المسلمين إلا واستجلبنا
إلى مثل هذه المواقف الاستفزازية حتى نتهم بالإرهاب ونجد أنفسنا مضطرين
إلى الدفاع عن أنفسنا ويتم غض الطرف عن الإرهاب الحقيقي الممارس على
المسلمين بطريقة منظمة ومدروسة وذكية".
وشدد الإدريسي على أن
الهجوم على السفارة الأمريكية ببنغازي المفضي إلى مقتل موظَّفِين وسفير
أمريكا بليبيا، "حدث مؤسف جدا"، مستطردا بالقول أنه "وطيلة تاريخ الولايات
المتحدة الممتد على مدى قرنين من الزمان لم يتجرأ أحد على الاعتداء على
ديبلوماسييها فبالأحرى قتل سفير لها". مشيرا إلى أن "الأمريكيين لن
يتَوانَوا عن إظهار قوتهم وجبروتهم في ردة فعل عنيفة ضد الليبيين
والمسلمين عموما، خصوصا وأن الحدث يتزامن مع حدثين قويين لن يستطيع معهما
الرئيس الأميركي ضبط نفسه حتى وإن أراد ذلك" يقول الإدريسي.
وأردف
النائب البرلماني بأن أولى الحدثين متمثل في الذكرى الحادية عشرة لأحداث
الحادي عشر من شتنبر، أما الحدث الثاني فهو الانتخابات القوية التي لن
يستطيع معها أوباما الحفاظ على لغة الانفتاح والسلام الذي يدعيه
الديمقراطيون في مواجهة الجمهوريين الذين سيقومون بالضغط على أوباما
والمزايدة عليه واضطراره إلى ما اضطر إليه كلينتون عندما قصف العراق
وأفغانستان والسودان للتغطية على فضيحته الأخلاقية.
ولفت المفكر
الإسلامي إلى أن المسلمين يقومون بتكرار ذات الأخطاء في مواجهة "استفزازات
تتم بطريقة اللون الأحمر الذي يُلوح به في وجه ثور هائج"، مؤكدا على أن
"شتم نبينا هو أمر قبيح، واستفزاز الليبيين بقتل ليبي قيل إنه الرجل
الثاني في تنظيم القاعدة في باكستان، فضلا عن مواقف الغرب تجاه السوريين
والفلسطينيين ومسلمي بورما، استفزاز للمسلمين عموما والذين يشعرون بأنهم
مستهدفين" يضيف المقرئ.
وتساءل الإدريسي عن جدوى مواجهة
الاستفزاز بردود أفعال أقرب إلى السلوك الغريزي الحيواني، منها إلى سلوك
العاقل الذكي، خاتما كلامه لهسبريس بالقول "أننا نبقى ضحية للفَلَتان
الأمني والفلتان الإديولوجي والخطابي والشعاراتي دون أن نكون أمة مُحْكَمة
التخطيط والتدبير"، مشيرا إلى أن سيرة النبي محمد تُبرز طريقة تعامل
الرسول الكريم مع العديد من المواقف الاستفزازية وطريقة تعامله معها