الحسن الوزان 1489 - 1550م
لم يشهد العهد الوطاسي رحالة يضاهي رحالة العصر المريني في طول الرحلات التي قاموا بها ولا في دقة الوصف الذي سجلوه عن أسفارهم، غير أن العهد الوطاسي امتاز بظهور أدق كتاب جغرافي تم تداوله ألا وهو كتاب الحسن الوزان " وصف إفريقيا ".
و قد كان الحسن الوزان نفسه أهم رحالة عالمي ظهر في هذه الفترة، وهو أندلسي المولد مغربي النشأة والتكوين، واسم والده محمد الزياني، و كان ازدياده بغرناطة فيما بين 1489 و1495م، أما لقب الوزان فقد أُطلق على أحد أسلافه إذ كان يقوم بمهمة الوزن العمومي، ولما استولى الإسبان على غرناطة 1492م هاجرت عائلته لفاس حيث تابع دراسته بالقرويين، واستعان على المعاش بالعمل ككاتب في مارستان فاس، وقد قام بأسفاره الأولى في المغرب لحساب السلطان محمد البرتغالي، جمع خلالها أشعارا نقلها من قبور الموتى في مختلف الأماكن وقدمها إلى أخي السلطان، وفي 1514م كلفه محمد البرتغالي بمهمة الإتصال بحاكم آسفي البرتغالي، ذالك لمعرفته المبكرة باللغة البرتغالية ، وقَبل ذالك زار تمبكتو صحبة عمه حيث لم يكن قد تجاوز 17 سنة، ثم توجه إلى مصر عن طريق شرقي تشاد ، ثم عاد للمغرب عن طريق البحر بعد أن بلغ به المطاف إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج 1515م، و أثناء ذالك زار القسطنطينية، وقد قام الحسن الوزان بنشاط دبلوماسي وسياسي عظيم لصالح الوطاسيين وهكذا شارك في مفاوضات بين أمير هنتاتة ومحمد البرتغالي، كما فاوض أمير سوس وحاحا أحمد الأعرج، أول ملوك السعديين، وأمير دبدو المريني، وأمير تلمسان والقرصان عروج التركي، ثم تابع طريقه لتونس حيث لم يتمكن من مقابلة سلطانها الحفصي، وقد تابع طريقه إلى القسطنطينية وكان قدومه لمصر 1517م، وفي طريق عودته توقف بطرابلس الغرب 1518م ولما وصلت سفينته لجربة اعترضها قراصنة صقلية وقادوها إلى إيطاليا، ثم قدموه هدية للبابا ليون العاشر يناير927هـ/1520م، و سموه بيوهاننس ليوديميسيس johaninus Leo de Médicis أما هو فلقب نفسه بيوحنا الأسعد الغرناطي، ثم دعاه الإيطاليون فيما بعد بليون الإفريقي، ثم استقبله البابا استقبالا طيبا وأعجب بثقافته وتمسح الحسن الوزان لأسباب مجهولة، ثم درَّس أحد الكرادلة العربية وكذا درَّسها بجامعة بولونيا، وأثناء ذالك درس اللاتينية والإيطالية ثم قام بتأليف عدة كتب تعتبر فذة في بابها و منها :
قاموس عربي عبراني لاتيني ألفه ببولونيا سنة 1524م لأحد الأطباء اليهود.
كتاب عن مشاهير العرب وضعه سنة 1527م.
تاريخ حديث عن إفريقيا ، ولا تزال الجهود متواصلة للعثور على نسخة كاملة منه لنشرها.
وصف إفريقيا و هو الكتاب الوحيد الذي تم تداوله من بين كتبه حتى الآن، ونشر سنة 1550 بالبندقية.