ابن خلدون 1332 - 1406م
ولد عبد الرحمن بن خلدون في تونس ( إفريقية) سنة 1332 م وتوفي سنة 1406 م، وعندما بلغ سن التعلم بدأ بحفظ القرآن وتجويده، حسب المنهج الذي كان متبعا آنذاك بالمسجد المعروف بتونس ( مسجد القبة)، درس التفسير، الحديث، الفقه المالكي، التوحيد، المنطق، الفلسفة والرياضيات.
اشتغل كاتبا للوزير أبو محمد بن فزاكين بتونس لكتابة رسائله الرسمية، وفي سنة 755هـ استدعاه السلطان المريني أبو عنان إلى فاس التي أمضى بها 9 سنوات في العمل ضمن الكتاب والموقعين ، وخلال هذه الفترة اتجه إلى القراءة والمطالعة.
سجن سنة 758هـ/1357م، لاشتراكه في مؤامرة ضد السلطان المريني ، فقد دبر محاولة لتحرير الأمير عبد الرحمن محمد الحفصي صاحب بجاية المخلوع على أن يجعله حاجبا ، فبلغت المؤامرة لأبي عنان فسجنه .
وبعد خروجه اتجه إلى غرناطة بالأندلس إلى السلطان أبي عبد الله محمد بن يوسف بن نصر باني مسجد الحمراء بغرناطة ، الذي أوكله بسفارة إلى ملك قشتالة باشبيلية، وأعجبته الأندلس فاستقر بها لمدة ثم عاد إلى المغرب وبدا يتقلب في المناصب في كل من المغرب والجزائر وتونس حتى أصبح موضع ريبة وشك من الجميع ، فجاز مرة أخرى إلى الأندلس سنة 766هـ لينزل ضيفا عند السلطان ابن الأحمر ، لكن بلاط فاس وخشية منه منعوا أولاده من الالتحاق به فعاد إلى تلمسان ، واعتزل السياسة نهائيا ولجأ إلى جبل كزول ثم اعتكف بقلعة ابن سلامة بالجزائر ، حيث أقام بها 4 سنوات كتب خلالها كتابه الشهير (المقدمة) المشهور حاليا بمقدمة ابن خلدون.
وفي سنة 780هـ/1378م، رجع ابن خلدون إلى تونس ، فكثرت ضده الدسائس والأحقاد ، فتذرع بقضاء فريضة الحج و ركب البحر إلى الإسكندرية ، فودع بذلك المغرب والأندلس إلى غير رجعة ، وفي مصر التي مكث فيها 25 سنة من عمره أتم كتابه في التاريخ المسمى ( كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) وأصبح مدرسا بجامع الأزهر ، وتولى منصب القضاء. وقد توفي غفر الله له في 25 رمضان 808هـ/1406م.