مقارنة بين حجم الكواكب الداخلية (من اليسار إلى اليمين): عطارد والزهرة والأرض والمريخ.
وجدير بالذكر أن الطبوغرافيا
المحلية تختلف عن هذا الشكل الكروي المثالي، على الرغم من أن هذه
الاختلافات بسيطة على النطاق الكوني: فالأرض لها معدل تفاوت حوالي جزء من
أصل 584، أو 0.17% من الجسم الكروي المرجعي، وهي نسبة أقل من 0.22% من نسبة
التفاوت المسموح بتواجده بين كرات البلياردو.
[44] هذا وتتمثل أكبر معدلات تفاوت أو انحراف محلية في السطح الصخري لكوكب الأرض في قمة إيفرست
(التي يصل ارتفاعها إلى 8,848 متر عن سطح البحر)، وكذلك في منخفض مريانا
(الذي يصل انخفاضه إلى 10,911 متر تحت سطح البحر). وبسبب انبعاج الكرة
الأرضية عند خط الاستواء، فإن جبل شيمبورازو الذي يقع في الإكوادور يعتبر أبعد جزء عن مركز الأرض.
[45][46]
هذا وقد أوضح عالم الكيمياء الأرضية "فرانك ويغلسورث كلارك" أن أكثر من
47% من القشرة الأرضية يتكون من الأكسجين. وتعتبر كل المكونات الصخرية
الأكثر شيوعًا والتي تتكون منها القشرة الأرضية هي عبارة عن أكسيدات
تقريبًا، أما الكلور والكبريت والفلور فتعتبر من العناصر المهمة المستثناة
من ذلك فقط، وعادة ما تمثل الكمية الإجمالية منها في أي صخرة أقل من 1%
بكثير. هذا وتشتمل الأكسيدات الأساسية على السليكا والألومنيا وأكسيدات
الحديد والجير والمغنيسيا والبوتاس والصودا. وجدير بالذكر أن السليكا تعمل
بشكل أساسي كحمض وتساهم في تكون السليكات، كما أن كل العناصر المعدنية
الشائعة في الصخور البركانية تتمتع بهذه الخصائص أيضًا. وقد استنتج كلارك،
من خلال إحصائية اعتمدت على 1,6729 دراسة تحليلية لجميع أنواع الصخور، أن
99.22% من هذه الصخور يتكون من أكسيدات، بينما توجد العناصر الأخرى بكميات
قليلة جدًا.
[معلومة 2][عدل] البنية الداخلية للأرضينقسم الجزء الداخلي من كوكب الأرض، مثله في ذلك مثل غيره من الكواكب الأخرى، إلى عدة طبقات، وذلك طبقًا للخصائص الكيميائية أو الريولوجية
(علم الجريان) ـ ذلك العلم المعني بحالات المادة وما يحدث فيها من حيث
اللزوجة والتمدد والتلدن بتأثير العوامل الخارجية الفيزيائية - فعند النظر
إلى الطبقة الخارجية لكوكب الأرض من الناحية الكيميائية، يُلاحظ أنها عبارة
عن قشرة صلبة رقيقة نسبيا يبلغ سمكها نحو 50 كيلومتر، تتميز بتكونها من معادن خفيفة نسبيا أغلبها السليكات. وتطفو تلك القشرة الخفيفة التي تحوي القارات والمحيطات والبحار فوق غلاف الأرض، وهو أشد كثافة
عن مادة السطح ويتكون من مادة صلبة عالية اللزوجة. هذا ويفصل انقطاع موهو
-انقطاع زلزالي يفصل قشرة الأرض عن الوشاح الذي تحتها، ويستدل عنه من
منحنيات الزمن الارتحالية التي تببين تعرض الموجات الزلزالية إلى زيادة
مفاجئة في السرعة- بين القشرة الأرضية والوشاح الأرضي، كما أن سمك القشرة
الأرضية يختلف من مكان إلى آخر؛ حيث يكون متوسط سمكها تحت المسطحات المائية
6 كيلومترات ويتراوح بين 30 و 50 كيلومتر في القارات. يُطلق على كل من
القشرة الأرضية والجزء السطحي من الوشاح الأرضي العلوي الذي يتسم بالبرودة
والصلابة اسم "الغلاف الصخري" أو "الغلاف الحجري"، وهو الذي تتكون منه الألواح التكتونية.
ويقع أسفل الغلاف الصخري نطاق الانسياب (وهو جزء الوشاح العلوي تحت النطاق
الصخري الجامد، وهذا الجزء لدن بالدرجة التي تسمح بالانسياب الصخري) الذي
يعتبر بمثابة طبقة تتسم بلزوجة منخفضة نسبيًا يرتكز عليها الغلاف الصخري.
هذا وقد ظهرت تغيرات مهمة في البنية البلورية التي تقع داخل الوشاح الأرضي
وذلك على بُعد 410 و 660 كيلومتر أسفل سطح الأرض، تلك المسافة التي تمثل
نطاقًا انتقاليًا يفصل بين الوشاح الأرضي العلوي والوشاح الأرضي السفلي.
وأسفل الوشاح الأرضي، يوجد لب خارجي سائل يتسم بلزوجة منخفضة للغاية أعلى
اللب الداخلي الصلب.
[48] وقد يدور اللب الداخلي بسرعة زاوية (المعدل الزمني لتغير الإزاحة الزاوية)
أعلى من السرعة التي تدور بها باقي أجزاء الكوكب، كما أن درجة حرارته تزيد
بنسبة 0.1 إلى 0.5 درجات مئوية كل عام.
[49]