إسماعيل شموط

صديقنا في ابداع انت باق في قلوبنا - عام على رحيل الفنان اسماعيل شموط الاب الروحي للفن الفلسطيني

صديقنا في رابطة ابداع انت باق في قلوبنا رغم مرورعام على رحيلك يا ابا يزيد لم ننسى زيارتك لرابطتنا في كفر ياسيف... ورسالتك الاخيرة لنا... ونتمنى لزميلتنا الفنانة التشكيلية تمام الأكحل وأبناء عائلتها، العمر المديد وكل الخير

لوحة شخصية بريشة الفنان إسماعيل شموط

وداعاً يا خير سفير للفن التشكيلي الفلسطيني

مرور عاما على رحيل الفنان التشكيلي الفلسطيني الكبير إسماعيل شموط (الخامس من تموز) في احد مستشفيات المانيا اثر عملية جراحية في القلب عن عمر يناهز (76 عاماً)، أمضى منها 55 عاماً في تشكيل القضية الفلسطينية بألوانه وخطوطه ورؤاه.

يعتبر إسماعيل شموط أحد أبرز رواد الفن التشكيلي الفلسطيني، فقد أسس قسم الفنون في منظمة التحرير الفلسطينية وشغل لسنوات طويلة موقع الأمين العام لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين.ورأس أول اتحاد للفنانين التشكيليين العرب في عام 1971.
أرخ الفن التشكيلي الفلسطيني، عن طريق تقديم مؤسسي ورواد الفن الفلسطيني، وتأليف عددٍ من الكتب.
عاش الهجرة والمعاناة وانقطع عن الفنّ ليؤمّن قوته بائعاً للحلوى في غزة، ثم عاد يحترف الفنّ باحثاً عن دروسه في القاهرة، وروما.
صور النكبة بمآسيها والكفاح من اجل الحرية.
قضى شمّوط سنوات إنتاجه الأساسية في بيروت، فكان في قلب الحدث الفلسطيني والعربي، وفي قلب الحركة الثقافية العربية الحديثة.
لم يجنحْ نحو التجريد، وظل محافظاً على التيارات التشكيلية التي تهتمّ بالتعبير الذاتي وما تطرحه القضية من موضوعات وأحداث.
أنتج مئات اللوحات الجرافيكية باستخدام الكمبيوتر وعرض بعضها في بيروت .وكالات الانباء -بيروت

الأخت الغالية أم يزيد والأبناء الأعزاء،الأهل والأصدقاء،الحفل الكريم مع حفظ الألقاب،
أخي الكبير أيا يزيد، أيها الغائب الباقي،
أخالُكَ الآن وأنتَ تشهدُ هذا الجمع الذي إلتأمَ من أرجاء ِِ الغربةِ والوطن احتفاءً بذكراكَ، تنكمشُ تواضعاً، وتتّقدُ رغبةً في السؤال عن أحوال الدنيا التي غادرت، على مدى عام ٍ خَلى.
أخالكَ تسألني كما في كل لقاء، عن أحوال الناسِ والأصدقاء، وعن أخبار الوطن والبلد. عن أحداث عام طال فيه غيابُك.... فماذا أقول؟ وعمّ أحدثك؟ عن شعبك الذي حملت همومه حتى لم يَقْوَ قلبك أن يحملَ أكثر!؟ عن الجوع والقهر وجدار عنصري قطّع أوصاله؟! عن صبية فلسطينية، تتمزق قهراً وهي تعبرُ حواجز الاحتلال عند تنقلها القسريّ بين كنتونات ما تبقى من فلسطين؟
عن ثقافة المقهورين التي تنفجر قتالاً بين الأخوةِ على اللاسلطة واللادولة واقتسام الفقر والجوع تحت رحمة الحصار!!
عن علم فلسطين، ذلك الرمز الذي زين لوحاتك، ورفعه شعبنا الفلسطيني فوق ضميره قبل أن يرفعه فوق ثرى فلسطين؟!... أخاف على رقة أحاسيسك ومشاعرك المرهفة لو أخبرتك أن أرجلاً فلسطينية داسته، وأيد ٍ فلسطينية مزقته وأحرقته وهي في نشوةِ نصرٍ موهوم، طبعاً ليس في مواجهة المحتل!!!
أشفق على مشاعرك، وأنت من صان حلم التحرر والاستقلال، وحرص على الجمرةِ، وأنشدَ الثورة بلوحاته، لو أخبرتك بألم أن حلم الدولة الفلسطينية المستقلة تمخضَ عن دُوَيلتَين لشعب واحد!! حتى لو كان ذلك مشهداً عابراً!.
أأخبرك عن أوهام التسوية السياسية التي يسوّقها الاحتلال وربيبته أمريكا، وهو يواصل زرع وتوسيع المستوطنات، وفرض وقائع على الأرض يعمل على تحويلها الى املاءاتٍ لشروط أي تسوية تعتمد خريطة طرق وعرية؟.
أخالُك تسائلني فأسائلك... هل كنت سترسم هذا المشهد العبثي القاهر حتى النخاع؟!
أعرف أنك ستجيبُني بتفاؤلك المعهود، والذي لم تقوَ عليه كلُ مآسي النكبة: إن هذا المشهد زائل لا محالة، وأن الشعب أقوى من كل المحن، وان ريشتكَ لن تقبلَ أن يُلوثَ هذا المشهدُ لوحة ً من لوحاتك!
ولأنك كذلك، فإن غيابك خسارةٌ كبيرة لشعبنا الفلسطيني وللحركة الثقافية المتنورة، والعربية عموماً.. !
الخسارة أكبر بانحباس نبعك الفياض الصافي صفاءَ البلور، وهو في أوج عطائه. رحلت وفي جعبتك الكثير من والأفكار لمشاريعَ كبيرة لم تنجزها بعد!.
كم حدثتنا عنها بحماسك الهادئ وحبك الكبير لشعبك وفنكَ، في كل زيارة ولقاء، وكم تمتعنا بتلك الأحاديث المفعمة بالأحاسيس والمشاعر الجياشة، والتي كانت تختلط أحياناً بدعابة تبادرُ اليها رفيقة دربك وشريكتك الغالية أم يزيد، أطال الله بعمرها، وكنت تَتَقَبّلُها ببشاشتك المعهودة وقلبِـك الكبير.
ستبقى خالدة في ذاكرتي وذاكرة محبيك في الناصرة، زيارتك الاولى مع أم يزيد للمدينة، واللقاء المؤثر في المركز الثقافي البلدي، خلال معرضك الأول في الناصرة سنة 1997، ذلك اللقاء المفعم بالحنين وفرح التواصل، بعد غربة نصف قرن، غربة اللجوء والتشرد التي تفجرت تجربةً ً فنيةً ًً وابداعيةً ً متميزة، وتراثاً كفاحياً ووطنياً وانسانياً خالداً. ذلك اللقاء الذي خلدته أم يزيد بلوحة فنية رائعة، بكل ما ترمز له ناصرة الصمود والتحدي وصون الهوية.
نحفظ يا أبا يزيد لطيبتك الإنسانية وحكمتك ودماثتك وحرارة عواطفك زاوية خاصة في قلوبنا ونفوسنا.
ستبقى ذكراك خالدة في ضمير شعبنا الفلسطيني، الذي أثقلت همومه قلبَكَ الكبير حتى توقف عن الخفقان وهو في الغربة.
من الغربة الى الغربةِ عدت.
كم أتمنى أن تقومَ مؤسسةٌ ثقافية فلسطينية بإقامة متحف خاص يجمع إبداعاتك تخليداً للسيرة والمسيرة.
سلام لك با أبا يزيد في مرقدك الأبدي، ولكِ أيتها الغالية أم يزيد وللأبناء والأهل والمعارف والأصدقاء، حسن العزاء بتراث أبي يزيد الخالد أبداً.

امتحانات جهوية موحدة (جميع المواد)

إسماعيل شموط

إسماعيل شموط