في بحث جديد، تبين أن التقَاعد المبكر لعيش حياة مريحة لا يزيد من متوسط عمرك المتوقع بل قد يساهم في تقصيرها.
وفقاً لبحث نشرته أحدى المجلات الطبية البريطانية تبين أن أولئك الذين يعملون حتى عمر 65 بلغ معدل الوفيات لديهم النصف مقارنة مع الأشخاص الذين يتقاعدون أبكر.
وشمل البحث على أكثر من 3,500 مستخدم يعملون في مصفاة البترول شل في ولاية تكساس والذين تقاعدوا ما بين 55, 60 و65 وكانت الدراسة قد شملت المشاركين لأكثر من ربع قرن لرؤية تأثير التقاعد عليهم. فتبين أن معدلات الوفيات كَانت تقريباً أعلى مرتان في السنوات الأولى العشرة بعد التقاعد بين أولئك الذين تقاعدوا مبكراً مقارنة مع أولئك الذين عملوا حتى سن 65.
وعلقت البارونة سالي غرينغروس، الرئيس التنفيذي للمركز الدولي لإطالة الحياة في المملكة المتحدة، "يشكل العمل جزءاً كبيراً من المعدلة، فهو يزيد من النشاط العقلي، والجسدية واحترام الذات، والتفاعل، بالإضافة إلى أهمية الدخل المادي".
وتأتي هذه الدراسة في وقت يحضر فيه مكتب الإحصائيات الوطني لنشر أرقام تشير بأن البريطانيين أصبحوا من الشعوب الهرمة، مع ازدياد أعداد المتقاعدين إلى 9.3%، بحلول عام 2010. ويتوقع أن يزداد عدد المسنين في بريطانيا إلى 15.3 مليون شخص بحلول علم 2031.
هذا ومن جانب اخر ، كثيرا ما يظن الناس أن وصول الرجل إلى سن الخمسين يعنى انه فقد عطاءه وأهميته في المجتمع ولم يعد قادرا على الإنتاج في الحياة العملية أو الاجتماعية ولكن العكس هو الصحيح فمرحلة الخمسينات هي "المرحلة الذهبية" أن هناك فرقا بين العمر بمعناه العددي ومعناه النفسي فثمة أشخاص في الثلاثين من العمر ولكننا نحسبهم في السبعين وآخرين في الستين من العمر ولكن من يراهم يظنهم في الأربعين. حيث أن "عمر الإنسان هو ما يعتقده الإنسان عن نفسه وهو ما يحدد نظرته إلى الحياة " مشيرا إلى أن الخمسين هي افضل مرحلة في عمر الإنسان من حيث "الخبرات المتراكمة في الحياة الاجتماعية والعملية وهى ذروة الإنجاز في شتى مجالات الحياة". من الخطأ الجسيم أن يتقاعد الرجل في هذا العمر ويجلس في بيته لان ذلك من شأنه أن يدخله في حالة من الملل والحياة الرتيبة الأمر الذي يجعله عرضة للإصابة بالاكتئاب. بالإضافة الى أهمية تكوين الصداقات في هذا العمر لأنها "تعطى الثقة والحب والطمأنينة لدى الإنسان وتشعره بالمشاركة الحقيقية" وهى الطريق إلى صحة جيدة في مشواره الحياتي.