فوضي بناء السدود المصدر: جريدة التعاون
بقلم:
عمرو اسماعيل عمرو إسماعيل |
جهود كبيرة تبذل بعد ثورة 25 يناير المجيدة لإزالة التوتر الذي أحدثه النظام السابق بين مصر ودول حوض النيل والذي أسفر عن توقيع 6 دول علي اتفاقية منفردة في عنتيبي بأوغندا فكل من المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومجلس الوزراء ووزارة الخارجية ووزارة الري يبذلون قصاري جهدهم لعودة المياه لمجاريها وأن يصبح نهر النيل نهرا للتواصل والتعاون واقامة المشروعات المشتركة بين دول الحوض لتعود بالنفع علي الجميع وكان آخرها زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي للقاهرة والذي أكد أنه بعد ثورة يناير بدء عصر جديد في العلاقات المصرية الاثيوبية وأن أثيوبيا لن تستفيد بقطرة مياه اضافية من سد النهضة المزمع انشاؤه بأثيوبيا وأن هدف السد توليد الكهرباء فقط كما أن أثيوبيا ملتزمة باتفاقية 1993 والتي تمنع أثيوبيا من اقامة أي مشروعات علي النيل يمكن أن تلحق الضرر بمصر أو السودان كما تعهد زيناوي بأنه لن يسمح بأي ضرر يقع علي مصر أو السودان من جراء سد النهضة مشددا علي أن أثيوبيا مستعدة لتصحيح أي وضع قد يمثل خطرا أو يسبب ضررا لمصر أو السودان من هذا السد كما أشار رئيس الوزراء الأثيوبي إلي تشكيل لجنة فنية ثلاثية من مصر والسودان وأثيوبيا لبحث المسائل المتعلقة بانشاء سد النهضة علي النيل الأزرق.
كما شهد الجانبان المصري والأثيوبي توقيع (6) اتفاقيات في مجالات التعليم العالي والزراعة والاستزراع السمكي وبناء القدرات والتدريب والموارد المائية وتجنب الازدواج الضريبي والشباب.
وأكد زيناوي أن سد النهضة سيحتجز المياه بارتفاع بسيط وربما سطحي للغاية وأن احتمالات وقوع ضرر من السد علي مصر والسودان ضعيفة موضحا أنه لا مانع من وجود أطراف محايدة للتأكد من ذلك.
كلام جميل وخطوات رائعة من الطرفين المصري والأثيوبي ولكن من مبدأ أن القدر لا يمنع الحذر فنود أن نشير هنا إلي أن سد النهضة الذي تعتزم أثيوبيا انشاؤه قد أطلقت عليه أثيوبيا من قبل سد (بوردر) ثم سد (الألفية) وأخيرا سد (النهضة) ولا أدري ما السبب في تغيير الاسم (3) مرات هل يتغير مع كل وزير ري مصري يتم تغييره؟! أيضا أود أن أشير إلي أن هذا السد مهما كان اسمه فهو قرب الحدود السودانية الأثيوبية وقد أكدت دراسات الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلم الفضاء أنه سوف يتسبب في فقد مصر (17) مليار متر مكعب من المياه لمرة واحدة وليس سنويا بالاضافة إلي مليار متر مكعبا من المياه بالبخر نتيجة لتكون البحيرة أمام هذا السد وقد كشفت الدراسات التي أجرتها الهيئة معتمدة علي تحليل صور الأقمار الصناعية أن مصر ستفقد هذه الكمية علي مدار فترة انشاءالسد فلو بني في (3) سنوات ستفقد مصر من حصتها حوالي (5.5) مليار متر مكعب في كل عام خلال فترة امتلاء البحيرة أمام السد ثم يعود بعدها سريان المياه كما كان قبل انشاء السد ومن هنا فالمشكلة ليست في بناء هذا السد ولكن في فوضي بناء السدود وسحب المياه من قبل دول حوض النيل التي قد تحذو حذو أثيوبيا وهي الأخري.
وعلي رأي المثل القائل مين يشهد للعروسة فلن نجد أية دولة ترغب في بناء سد أن توضح لنا آثاره السلبية علينا ومن هنا فلا مانع من التعاون المشترك والتبادل التجاري وخلافه مع دول الحوض ولكن يجب علينا الحذر قبل الاقدام علي أية خطوة فنقطة المياه أغلي من الحياة لذا يجب عدم التسرع في اتخاذ أية قرارات ودراسة كل الجوانب جيدا مع الحذر مما قد يؤدي إلي فوضي لبناء السدود ووضع