2.1 توزيع اليابس والماء
يقصد باليابسة أو اليابس الأراضي الغير مغمورة بمياه البحار أو مياه المحيطات وتعتبر الكرة الأرضية التي نعيش عليها كوكب الماء (هي أصغر كواكب النظام الشمسي) حيث تقدر مساحة سطحها
بـ 510 مليون كيلومتر مربع توجد 71% من هذه المساحة في شكل مسطحات مائية على هيئة محيطات أو بحار أو بحيرات بقصر النظر عن المساحات التي تشغلها المجاري المائة الدائمة الجريان.
يعود توزيع مظهر أراضي البر أو اليابسة إلى عمليات البناء الجيولوجية المعقدة عبر فترة طويلة من التشكيل البنيوي للقشرة الأرضية حيث انتقلت هذه الأخيرة من قارة كبيرة و محيط ضخم يحيط بها إلى الوضع الحالي حيث انقسمت من الناحية الطبيعية بفعل عمليات النشوء و البناء (نظرية الألواح القارية لألفريد فيغنير) إلى 6 قارات هي أوراسيا (أوربا وآسيا )إفريقيا (التي كانت تشكل مع أوراسيا العالم القديم)و أمريكا الشمالية و الجنوبية( المسماة بالعالم الجديد) و أستراليا وآنطركتيكا(قارة القطب الجنوبي المتجمد)و تجدر الإشارة هنا إلى الفرق بين هذا التقسيم و ما يتعارف علية بالقارات الخمسة والتي هي في الوقع الأقسام الكبرى المأهولة من الكرة الأرضية (إفريقيا أوربا آسيا أمريكا و أستراليا) دون أن ننسى معظم الجزر الكبرى كجزر المحيط الهادي وغيرها (جدول1).
2.2 الغلاف الصخري و المائي للكرة الأرضية
سنتعرض في هذا الموضوع إلى دراسة توزيع اليابسة والماء انطلاقا من دراسة شكل الأرض وقبل ذلك نرى كيف تتوزع أشكال اليابس و الماء (انظر الشكل السابق-) تبلغ مساحـة سطـح الكـرة الأرضية نحو 510 مليون كلم2 تحتل اليابس منها148 مليون و 74 ألف كلم2 بينما تحتل المسطحات المائية 361 مليون و 254 ألف كلم2 أي 71 % من مجمـوع سطح الكرة الأرضية حيث تدخل في هذا السياق مسـاحات الأقطاب ببحارها المتجمـدة بينـما تبقى 29 % من مساحة الكرة الأرضية عبارة عن بر في شكل قارات أو جزر(الجدول 3 السابق) لا تغمرها المياه حاليا خلافا لما كانت عليها في أصلها الجيولوجي حيث تعتبر كل
جدول1
السطوح الرسوبية في اليابس عبارة عن بحار جيولوجية تبعا لقانون طغيان و انحصار المياه للبحار الجيولوجية و من الملاحظ أن مساحة المسطحات المائية سواء كانت محيطات بحار , بحيـرات مستنقعات وأحـواض مائيـة تفـوق ثلثي مساحة اليابس بصفة عامة و هي منحصرة في نصف الكرة الجنوبي على خلاف اليابس المنحصرة في أغلبها في نصف الكرة الشمالي .
(شكل2) التواصل القاري والمحيطي في نصف الكرة الشالي
و يمكن القول أن شكل اليابس يتخذ عدة مظاهر من الضيق المستطال بالنسبة لخطوط العرض إلى المستعرض .حيث نجد أن أقصي اتساع في اليابس يقع في قارة آسيا وأوربا انطلاقا من شبهجزيرة الأندلس بالبرتغال إلى شمال جزيرة اليابان جنوب أشيهاما حيث ينحصر ذلك بين خطي الطول "58,'29,°9 غربا و"59,'4,°142 شرقا و على دائرة العرض الشمالية "45,'46,°38 انطلاقا من رأس الروكا بالبرتغال و شمال اليابان. كما يمكن اعتبار القارة الأمريكية جنوبا و شمالا أطول قارة ما بين
القطبين من '58,°55 جنوب خط الاستواء في رأس هوم بالشيلي و على خط طول '16,°67 غربا إلى شمال خط الاستواء في جزيرة إيليسمير على دائرة عرض '7,°83 و خط طول '7,°70 غربا .
كما تعتبر قارة أستراليا أصغر قارة بقصر النظر عن القارة المتجمدة في القطب الجنوبي (ش 3) و بالإضافة إلى ما سبق ذكره فإن اليابس أو الأراضي الغير مغمورة بمياه البحار و المحيطات كثيرا ما نجدها في شكل جزر تشكل أرخبيلات منتشرة في وسط المسطحات المائية تبعا للنشاط البنيوي في القشرة الأرضية كما أن بالمقابل تنتشر البحار
والبحيرات الداخلية في وسط اليابس حيث نجد آسيا وشمال أمريكا تمثل هذه الظاهرة بشكل جيد إلى أن ما يميز المحصورة بالمياه في شكل جزر هي قلة الارتفاع .كما نجد هذا الوصف ينطبق على المسطحات المائية القارية وسط القارات إذ نجدها قليلة العمق في شكل بحيرات محاطة باليابس.
2.3 شكل الأرض
لم يعد هناك أي مجال للشك في كروية الأرض خاصة بعد حصول الإنسان على صور ملتقطة من سطح القمر ومن الأقمار الصناعية تبين كروية الأرض .
لكن الشكل الكروي للأرض ليس في الواقع كرة هندسية بل كرة مفلطحة في هيئتها العامة و غير منتظمة في تفاصيلها .
يبلغ طول نصف القطر المتوسط للكرة (6371.220 كم) و يتناقص كل قرن من 4 إلى 5 سم بين الطول متوسط القطر الاستوائي 6378.104 كم و متوسط طول نصف القطر القطبي 6356.725 كم نجد مقدار التفلطح يساوي 1/298.25.
ومما يؤكد عدم انتظام الكرة المفلطحة أيضا كون المحور ( القطر) الأسطواني الكبير بين إفريقيا و المحيط الهادي للجيوئيد أطول بمقدار 420 م من القطر الصغير و كذلك كون شبه المحور القطبي الشمالي أطول بـ 100م من نظيره القطبي الجنوبي.
وقد أكدت أبحاث جيوفيزياء الأرض الحديثة عدم الانتظام في أكثر من موقع من الكرة الأرضية و بينت مقادير الانحراف السلبي و الإيجابي للجيوئيد أو الكرة شبه النموذجية في خرائط العالم كتلك التي وضعها د.ل.توركوت 1976 .و الجيوئيد هو شكل كروي أقرب ما يكون من الكرة الهندسية دون أن يكونها وهو عبارة عن السطح الذي تتعامد معه و في كل نقطة منه محاور التقالة الأرضية و لما كانت جاذبية الكتل الأرضية في الأحواض الواقعة تحت سطح مياه البحر تسبب حيدانا للقشرة كما هو الحال بالنسبة للكتل الجبلية على اليابسة أيضا فإننا لا نحصل على سطح كروي الشكل تماما بل شبه كروي هو الجيوئيد الذي يبلغ الفرق المتوسط بينه وبين الكرة الأرضية الفعلية 150 م و الجيوئيد هو سطح وهمي يمكن ان تصل إليه الكرة الأرضية عندما تقوم الأعمال الجيومرفولوجية الخارجية بتسوية و تعرية و حت القارات و اليابسة تماما مع مستوى البحر و لهذا السبب فإن للجيوئيد أهمية جيومورفولوجية هامة لأنه يعتبر مستوى الأساس الذي تتوقف عنده مياه الأنهار عن الجريان و لأنه هو نفسه المستوى المتوسط لمياه البحار والمحيطات و المعروف بمستوى الأساس المطلق الذي أثار و لا زال يثير جدلا كبيرا حوله إذ يطلق عليه بالمستوى القاعدي الأدنى في دورات التعرية كما أنه يشكل المستوى الحقيقي لسواحل المحيطات فيما بين المد و الجزر .