ابن لادن، أسامة (1377هـ- ،
1957م- ) أسامة محمد بن لادن، ابن عائلة سعودية ثرية متحدرة من حضرموت
باليمن. ولد ابن لادن في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، ونشأ في
المدينة المنورة، وتلقى تعليمه في مدينة جدة حيث درس الإدارة والاقتصاد
في جامعة الملك عبدالعزيز. عمل أسامة مع والده في مجموعة ابن لادن، وهي
واحدة من الشركات الكبرى في المملكة العربية السعودية تقدر أصولها بأكثر
من خمسة مليارات دولار أمريكي. وقف ابن لادن في سبعينيات القرن العشرين على
أدبيات الحركات الإسلامية، ودرس تياراتها ومعتقداتها، وخالط قادتها. رأى
ابن لادن في الغزو السوفييتي لأفغانستان في 11 يناير 1979م احتلالاً من
دولة ملحدة كافرة لدولة مسلمة، فعمل على تأسيس بيت الأنصار في
مدينة بيشاور الباكستانية التي تقع على الحدود الأفغانية. استقبل بيت
الأنصار الراغبين في الجهاد ووجههم إلى معسكرات التدريب وجبهات القتال،
بينما تولى مكتب الخدمات بإشراف الفلسطيني الشيخ عبدالله عزام
المهام الإعلامية وجمع التبرعات للجهاد بمباركة من معظم الدول الإسلامية
والولايات المتحدة الأمريكية. وضع معاونو ابن لادن المتخصصون في
المعلوماتية معلومات مفصلة عن كل واحد من المجاهدين العرب على أجهزة
الحاسوب باستخدام قاعدة البيانات، ومنها شاع استخدام كلمة القاعدة بين أعضاء التنظيم وعرفوا بها.
وبعد انسحاب الاتحاد السوفييتي من
أفغانستان عام 1989م، توقفت الولايات المتحدة والدول الإسلامية عن دعم
أسامة بن لادن فعاد إلى المملكة العربية السعودية، ثم رحل إلى أفغانستان
دون موافقة حكومته عام 1991م، وانتقل منها إلى السودان حيث أسس بعض
الشركات. وعند اندلاع حرب الخليج عام 1991م، بدأ ابن لادن في مهاجمة
المملكة العربية السعودية. أمرت الحكومة السعودية ابن لادن بالعودة إلى
المملكة، ولما لم يستجب أسقطت عنه الجنسية عام 1994م، ولم يعد مواطناً
سعودياً بل "شأنه شأن نفسه". طلبت الحكومة السودانية من ابن لادن مغادرة
البلاد، فغادر إلى أفغانستان، وأنشأ عام 1998م الجبهة الإسلامية العالمية
التي ضمت تنظيمات القاعدة والجهاد الإسلامي المصرية وجمعية الدارسين
الباكستانية وحركة الجهاد البنغلادشية والجماعة المصرية. وللجبهة مجلس
شورى تساعده خمس لجان: الدينية والقانونية والمالية والعسكرية والإعلامية.
أعلنت الجبهة في العام نفسه الجهاد ضد اليهود والصليبيين، واستباحت دم
المواطنين الأمريكيين العسكريين والمدنيين على حد سواء.
اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية
أسامة بن لادن بالتورط في تفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي بكينيا
ودار السلام بتنزانيا في السابع من أغسطس 1998م، والهجوم على المدمرة كول
في ميناء عدن باليمن في 12 أكتوبر 2000م، وتدمير مركز التجارة العالمي في
نيويورك بالإضافة إلى تدمير أجزاء من مبنى البنتاجون في واشنطن في 11
سبتمبر 2001م. وقد أدى الهجوم الأخير إلى اندلاع أولى حروب القرن الحادي
والعشرين الميلادي، إذ أعلنت الولايات المتحدة في السابع من أكتوبر 2001م،
حرباً ضد أفغانستان بحجة محاربة الإرهاب بعد أن رفضت حكومة طالبان
الأفغانية تسليم ابن لادن للحكومة الأمريكية لعدم وجود دليل من وجهة نظر طالبان على ضلوعه في الأعمال الإرهابية.
رغم أن هناك امتعاضاً من جمهور العرب
والمسلمين من السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط برمتها وفلسطين
خاصة في ظل دعمها اللامحدود للدولة العبرية التي عمدت إلى تقتيل
الفلسطينيين والتنكيل بهم واحتلال أرضهم، بالإضافة إلى الحصار الذي تضربه
الولايات المتحدة حول بعض الدول الإسلامية والعربية، إلا أن قتل المواطنين
المدنيين الأبرياء في الولايات المتحدة أو أفغانستان أو فلسطين أو أي مكان
آخر لا يقره دين فضلاً عن الدين الإسلامي. ولذلك لم يتفق علماء الدين
الإسلامي الثقاة والمفكرون والسياسيون والمثقفون مع تصريحات ابن لادن
وتهديداته.