الشورى الأسرية : ( تشاورا حتى لا تتنافرا ) من
المفاهيم الخاطئة اعتقاد بعض الأزواج انه يسعه أن يتخذ أي قرار في حياته
الأسرية بمعزل عن زوجته وأبنائه , ويزداد الخطأ سوءاً عندما يعتقد ان
مشاورة الزوجة والأخذ برأيها يضعف شخصيته أو يقلل من هيبته أو يذهب بقوامته
وهذا كله , مما يخلق المشكلات ويفاقمها , وتشعر الزوجة مع استقلال الزوج
بقرارات الأسرة أنها مهمشة في حياتها الزوجية . ولذلك لابد من ان يراعي
الزوجان عدة أمور في تفعيل الشورى في حياتهما الزوجية :
·
إدارك أهمية الشورى في الحياة الزوجية , ودورها في كسب قلوب أفراد الأسرة , وتقليل الأخطاء . وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( وشاورهم في الأمر ) .
·
التزام الشورى في الحقوق الأسرية المشتركة كحق الإنجاب وحق فطام الرضيع في الحولين ،وقد قال الله تعالى ( فإن أرادا فصالاً عن تراض منهما
وتشاور فلا جناح عليهما ) ,فإذا أوجب التشاور في فطام الطفل فمن باب أولى وجوبها
في المصالح الأخرى التي ربما تفوق فطام الطفل أهمية ،وعليه فلا يجوز لطرف
ان يتخذ قرارا دون مشورة ورضى شريكه في الأمور المشتركة والتي لها أهمية في
مسيرة الأسرة . قال ابن كثير عند
تفسيره لهذه الآية : ( أي فإن اتفق والدا الطفل على فطامه قبل الحولين ،
ورأيا في ذلك مصلحة له ، وتشاورا في ذلك واجمعا عليه فلا جناح عليهما في
ذلك ، فيؤخذ منه أن انفراد أحدهما بذلك دون الآخر لا يكفي ولا يجوز لواحد
منهما أن يستبد بذلك من غير مشورة الآخر قاله الثوري وغيره).
·
اقتفاء سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في مشاورته لزوجاته أمهات المؤمنين ليس فقط في الأمور الأسرية بل حتى في الشؤون العامة , كما في مشاورته صلى
الله عليه وسلم لأم المؤمنين أم سلمه رضي الله عنها في صلح الحديبية وأشارت عليه بأن ينحر أمام أصحابه حتى يتابعوه في ذلك وقد أخذ بمشورتها .
·
تعليم الأبناء هذا الخلق , وتربيتهم على الاستفادة من تجارب الآخرين وآرائهم وذلك باستشارتهم في
بعض الأمر المتعلقة بهم خصوصاً , وهذا كله يعزز الشورى في الأسرة ،ويبني
جسور الحب والتواصل بين أفرادها.
·
الحذر من الأحاديث الضعيفة والباطلة التي تسفه رأي المرأة وتدعوا الزوج الى الاستقلال برأيه عنها أو مخالفتها ، كحديث (خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة ) ، و حديث (لا يفعلن أحدكم أمرا حتى يستشير فإن لم يجد من يستشير فليستشر امرأة ثم ليخالفها فإن في خلافها البركة) فكلها لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بل قد شاورهن وأخذ برأيهن كما في مشاورته لأم سلمة.